الجمعة 10/مايو/2024

دماء الأطفال .. لعبة إسرائيل لإنهاء مسيرات العودة

دماء الأطفال .. لعبة إسرائيل لإنهاء مسيرات العودة

بشكل واضح بات استهداف الأطفال في مسيرات العودة وكسر الحصار، سياسة صهيونية تتعمد إعدامهم عن سبق إصرار وترصد بطريقة القنص القاتل، وهو ما يحمل دلالات واضحة أنّ الاحتلال يريد أن يرفع من فاتورة تكلفة الدم من أجل إنهاء هذه المسيرات التي باتت تؤرقه.

ففي الجمعة (46)؛ استهدفت قوات الاحتلال المتمركزة على الحدود الشرقية لقطاع غزة قنصاً الطفلين حسن شلبي (14 عامًا) وحمزة اشتيوي (17 عامًا) فأردتهما شهيدين على الفور، كإعدام ميداني بشكل واضح وفق المشاركين والمسعفين في أماكن استشهادهما.

ووفقاً لتوثيق مركز الميزان لحقوق الإنسان، فقد بلغت حصيلة ضحايا الانتهاكات “الإسرائيلية” في قطاع غزة منذ بدء مسيرات العودة بتاريخ 30/03/2018، وحتى أمس الجمعة (265) شهيداً، من بينهم (11) شهيداً تواصل سلطات الاحتلال احتجاز جثثهم، منهم (3) أطفال.

49 طفلاً شهيدا
كشف الحقوقي الفلسطيني صلاح عبد العاطي، لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ 49 طفلاً استشهدوا في مسيرات العودة وكسر الحصار منذ انطلاقها في 30 مارس/آذار 2018، لافتاً أنّ نحو 2800 طفل أصيبوا بجراحٍ مختلفة بسبب استهداف قوات الاحتلال لهم في مسيرات العودة فقط.

ويؤكّد عبد العاطي، أنّ تعمّد الاحتلال استهداف الأطفال بشكلٍ مباشر في مسيرات العودة، هدفه “إحداث مزيد من الصدمة في أوساط المجتمع الفلسطيني، والضغط باتجاه وقف النضال بشتى أنواعه الشعبي والرسمي، ووقف مسيرات العودة بمزيد من الدماء وخاصة في صفوف الأطفال الأكثر تأثيرًا وتأثرًا”.

ويؤكّد الحقوقي الفلسطيني، أنّ هذا يندرج في إطار جريمة الحرب، ويدلل على فرض الاحتلال استخدام القوة المميتة في تفريق متظاهرين عُزل، “وهو ما يستدعي تدخلا دوليا من أجل وقف جرائم الاحتلال بحق الأطفال والمدنيين العُزل”.

وأشار إلى أنّ الهيئة العليا لمسيرات العودة قدّمت مذكرة بلاغ وتقريرا إلى المدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية، وأضاف: “طالبنا بتحقيق جدي في كل جرائم الاحتلال بحق المدنيين الفلسطينيين، كما تواصلنا مع لجنة تقصي الحقائق، وأطلعناها على كل التفاصيل، وننتظر أن يكون هناك تحقيق حقيقي وجدِّي”.

فتاوى القتل الصهيونية
الكاتب والمختص بالشأن الصهيوني عماد أبو عواد، أشار إلى أنّ استهداف الاحتلال للأطفال ليس بالشيء الجديد، لكن في ظل ارتفاع نسبة المتدينين في جيش الاحتلال الصهيوني، فهو بات يعتمد سياسة قتل الأطفال والتي تتغذى على فتاوى الحاخامات، مبيناً أنّ نحو 40% هي نسبة الضباط المتدنيين في الجيش الصهيوني، والتي تدعو إلى قتل الفلسطينيين.

وأضاف في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “في الوقت الذي كان يعتقد الاحتلال أن الأجيال ستنسى وأن الجيل القادم سيكون أكثر التهاءً بالتكنولوجيا واللعب، ولكنه وجد نفسه أمام جيل أكثر تمسكاً بالأرض والوطنية وهو متفاجئ، ويريد العمل بالقضاء على هذا الجيل بالكامل”.

ويوضح أبو عواد، أنّ دلالات الاحتلال لقتل الأطفال بأنه لا يريد أن يميز بين الكل الفلسطيني لا باللون ولا بالعمر، “وهذا يعطي انطباعا أنّ الاحتلال ماضٍ بشكل حثيث لاستهداف الفلسطينيين، وهذا يبعث رسالة للفلسطينيين ماذا عليكم أن تفعلوا للوقوف بوجه هذه الاعتداءات المتكررة” كما قال.

بدوره؛ استنكر مركز الميزان لحقوق الإنسان، بشدة استهداف المشاركين في المسيرات السلمية لاسيما الأطفال، وقال: “سلوك قوات الاحتلال، يتعمد إيقاع الأذى في صفوف المشاركين في المسيرات السلمية، دون اكتراث بقواعد القانون الدولي ومبادئه لحقوق الإنسان”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات