عاجل

السبت 18/مايو/2024

الاحتلال يزرع الموت في محيط مساكن المواطنين بالأغوار

الاحتلال يزرع الموت في محيط مساكن المواطنين بالأغوار

رغم مرور خمس سنوات على استشهاد شقيقه، إلا أن المواطن محمد عبد الرحمن أبو الشيخ، ما زال يتذكر كل اللحظات الأليمة لفقد شقيقه الأكبر أحمد، عندما كان يرعى أغنامه على مشارف بلدته بردلة في الأغوار الشمالية، فالشهيد أحمد ورغم أنه أمضى ما يزيد على 28 عامًا في رعي الأغنام، إلا أن إحدى مخلفات تدريب قوات الاحتلال، انفجرت به وهو يحاول إبعادها عن طريق الرعاة.

ويروي محمد -بأسىً- لمراسلنا: “لقد كانت الأجواء مثل هذه الأجواء، ماطرة وباردة؛ حيث خرج أحمد منذ ساعات الصباح في (23-11-2014) يقود حلال العائلة (مواشي)، وتوجه بها نحو المنطقة الغربية من البلدة، والتي ألفنا الرعي فيها منذ عشرات السنين، وقد كان أحمد كثيرًا ما يجد مخلفات الجيش من القنابل والمواد المتفجرة في طريقه ومراعي أغنامه، أسوة بكل الرعاة؛ حيث يعمل -إن وجد شيئاً منها- على إزاحتها بحذر عن طريق بقية الرعاة.

وفي ذلك اليوم الربيعي، وجد أحمد قنبلة من مخلفات الجيش وسط الطريق، فحملها بلطف لوضعها داخل كومة حجار، مخافة أن يحملها بعض الصبية وصغار الرعاة، لكن فجأة، هز المكان صوت انفجار كبير، فهرع الرعاة إلى مكانه، فوجدوا أخي أحمد ملقىً على وجهه فوق بركة من الدماء، نقلناه بسرعة إلى مستشفى رمبام في الداخل المحتل، لكنه ما لبث أن فارق الحياة متأثرًا بنزيف داخلي، وبشظية دخلت من عينه اليسرى ومزقت دماغه.

حملات توعية

مديرية التربية والتعليم في طوباس شمال الضفة الغربية، أقامت معرضًا للصور في مدرسة عين البيضا بالأغوار الشمالية، وحمل عنوان: (لا تقترب.. لا تلمس)، لتعريف طلبة المدارس، بكل أشكال وهيئات المواد المتفجرة التي يخلفها الجيش من تدريباته.

وتقول مشرفة النشاط الفني في مديرية تربية طوباس سلام نور الدين جمعة في حديثها لمراسلنا: “إن المعرض يحوي الكثير من صور القنابل والمتفجرات التي يتركها الجيش الصهيوني من مخلفات تدريباته، والتي قد يجهلها المواطن العادي، وقد يحملها ويضعها في جيبه، لشكلها الغريب، والتي ما تلبث أن تنفجر”.

وعن هدفهم من إقامة المعرض قالت: “نهدف من هذا المعرض، لتثقيف الطلبة على مخاطر هذه المخلفات، والتي قد يجدونها في طريقهم إلى المدرسة أو في حياتهم اليومية، وضرورة الابتعاد عنها وإعلام الكبار بوجودها، ونأمل أن ينتقل المعرض لكل مناطق الأغوار، التي تعاني من مخلفات جيش الاحتلال”.

فيما تشير الطالبة هبة دراغمة إلى أن “المعرض عرّفنا على أغلب الأشكال التي تأتي بها هذه المخلفات والقنابل، والتي قد تحمل أشكالاً جذابة للأطفال، وتعلمنا منه ضرورة الابتعاد عن هذه الأجسام الخطرة، وضرورة إخبار الأهل أو إدارة المدرسة عند رؤيتها”، عادّة أن المعرض أظهر لها حجم التوحش الذي وصل إليه الاحتلال، بزرع وترك هذه المخلفات المميتة في محيط المنازل، دون الاكتراث بقيمة وأهمية الإنسان.

الأرض هي الهدف

منذ احتلاله مناطق الضفة الغربية عام 1967، زرع الاحتلال مساحات واسعة من المناطق الحدودية بالألغام المضادة للأفراد والدروع، والتي عادة ما تكون مراعٍ للفلسطينيين، كما استخدم الاحتلال الأراضي في محيط 23 تجمعًا فلسطينيًّا في شمال الأغوار لتدريب قواته؛ حيث يبتعد 100 متر فقط عن أقرب المساكن، ويعدّ الباقي ساحة مناورات حربية لجنوده؛ حيث يجد رعاة الأغنام الكثير من مخلفات الجيش، من مقذوفات مدافع الهاون غير المنفجرة، والقنابل، والرصاص، والكثير من المواد المتفجرة الأخرى.

ويشير مسؤول ملف الأغوار في محافظة طوباس معتز بشارات لمراسلنا: إلى “إن الاحتلال يتعمد ترك هذه المخلفات لتكون أداة قتل عن بعد للمواطن الفلسطيني، ومعظم ضحايا هذه المواد هم الأطفال؛ حيث قتلت هذه المواد منذ العام 1967 إلى الآن 37 شهيدًا فلسطينيًّا، كما أصابت 380 مواطنًا بجراح وبتر لأطرافهم وتركتهم يعانون من الإعاقة على مدار حياتهم، علاوة على آلاف رؤوس الأبقار والأغنام التي لقيت حتفها”.

ويتعمد الاحتلال ترك هذه المخلفات في محاولة لإيقاع الخوف والرعب في نفوس السكان، ليوصل لهم رسالة بضرورة الرحيل عن مساكنهم؛ فالأغوار الفلسطينية تعدّ من أخصب مناطق الضفة الغربية، ويسعى الاحتلال جاهداً وبشتى السبل، لتهجير الفلسطينيين منها، تارة بهدم منازلهم، وتارة بزرع الموت في محيط مساكنهم، لكن لا يوجد أمام الفلسطيني، سوى الصمود، أمام كل آلات الموت الصهيونية تلك.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

سرايا القدس تطلق رشقة صاروخية تجاه عسقلان

سرايا القدس تطلق رشقة صاروخية تجاه عسقلان

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي قصف مدينة عسقلان المحتلة برشقة صاروخية وتنفيذ عدة عمليات في...