البرد القارس.. وسيلة تعذيب أمن السلطة للمعتقلين السياسيين

مع حلول الشتاء؛ بات البرد القارس، أحد أبرز أساليب التعذيب التي ينتهجها أمن السلطة مع المعقلين السياسيين في الضفة الغربية المحتلة.

وتحدث العديد من المعتقلين السياسيين المفرج عنهم، وأهالي معتقلين بعد زيارتهم لأبنائهم، عن توظيف أمن السلطة البرد القارس لزيادة معاناة المعتقلين.

حجز بلا أغطية
وتقول عائلة أحد المعتقلين السياسيين في رام الله، فضلت عدم ذكر اسمها خشية أن يشدد أمن السلطة من تعذيبه لابنهم، حول استخدام البرد القارس: “اعتقل ابننا قبل أيام، وعرفنا من زيارته أنهم وضعوه أول أيام الاعتقال في زنزانة باردة جدا دون بطانيات أو حرامات، وعندما هدد بالإضراب عن الطعام أحضروا له فرشة وحرامين”، وفق حرية نيوز.

سكب الماء على الوجه، هو أحد أصناف التعذيب التي تعرضت لها سهى جبارة المُعتقلة السابقة لدى أجهزة أمن السلطة في الضفة الغربية خلال التحقيق معها في سجن أريحا.

وفي مؤتمر صحفي عقدته في رام الله، مساء السبت الماضي، أكدت جبارة أنها تعرضت لعدة أنواع من التعذيب من محققي الأجهزة الأمنية منها سكب الماء البارد على الوجه، إلى جانب التحقيق المتواصل لساعات، والحرمان من النوم، والتحقيق العنيف، والتفتيش العاري.

وتقول مؤسسة الحق التي تراقب انتهاكات حقوق الإنسان الفلسطيني: إن استخدام البرد القارس وأي وسيلة تعذيب أخرى ضد المعتقلين السياسيين وغيرهم يعد مناقضا ومخالفا لما وقعت عليه السلطة من معاهدات وتعهدات دولية، تمنع استخدام وسائل التعذيب خلال الاعتقال.

ولا تعد وسيلة البرد القارس عذابا فقط للمعتقل نفسه؛ بل إن ذويه يتعذبون خلال الانتظار على بوابات المقرّات الأمنية لزيارة ابنهم وخلال لقائه في قاعات باردة جدا.

تعذيب ممنهج
واعتقلت أجهزة أمن السلطة 99 مواطنا في سجونها خلال الحملة الأخيرة منذ مطلع العام الجاري.

ويقول خليل عساف، منسق لجنة الحريات العامة في الضفة الغربية: إن الاعتقال السياسي يعد طعنة في ظهر مقاومة الشعب الفلسطيني، مشيرًا إلى أن العديد من المعتقلين السياسيين اشتكوا من تعذيبهم بوضعهم في زنازين أو غرف لا توجد فيها أي وسيلة تدفئة.

وبحسب منظمات حقوق الإنسان العاملة في الضفة الغربية؛ فإن أمن السلطة وخاصة جهازي الوقائي والمخابرات يمارسون العديد من الإجراءات والأساليب لتعذيب المعتقل السياسي أو حتى المعتقلين على قضايا أمنية تتعلق بمقاومة الاحتلال.

أساليب التعذيب
ومن تلك الأساليب: التفتيش العاري والمطول، والانتظار ساعات طويلة في الحر الشديد، أو البرد القارس شتاءً كما يحصل هذه الأيام.

وتؤكد المؤسسات الحقوقية أن فصل الشتاء يعد ضيفا ثقيلا على المعتقلين السياسيين والأمنيين وذويهم معا، حيث تتضاعف معاناة ذوي المعتقلين السياسيين جراء الانتظار والتفتيش وسط البرد الشديد في مقرّات السلطة وسجونها.