الأربعاء 08/مايو/2024

البرغوثي.. عائلة تخط تاريخها بمداد المقاومة

البرغوثي.. عائلة تخط تاريخها بمداد المقاومة

ما زالت عائلة البرغوثي تقدم التضحيات، رافضة كل مخططات الإبعاد والاعتقال والتضييق الصهيونية، فقاموسها لا يعرف إلا لغة البذل والفداء، وأفرادها يتنافسون في ميادين المقاومة بين شهيد وأسير ومبعد ومطارد.. بوصلتهم واضحة لا تحيد عن مشروع تحرير فلسطين. 

عائلة البرغوثي حفرت اسمها بذاكرة الثورة الفلسطينية بمداد الدم، عبر سنوات ممتدة من العطاء والتضحيات، بدأت من أواخر سبعينيات القرن الماضي، بزناد الأسيرين عمر البرغوثي وشقيقه نائل.

فالأسير عمر البرغوثي (أبو عاصف) نفذ عملية فدائية، قتل فيها مستوطنا “إسرائيليا” عام 1978م، رفقة شقيقه نائل، (يعد أقدم أسير سياسي في العالم، إذ أمضى 40 عاما بالأسر وما يزال)، اعتقل وحكم عليه بالمؤبد، ثم خرج من السجن في المرة الأولى، بعد صفقة تبادل للأسرى عام 1985م.

أعاد الاحتلال اعتقال “أبو عاصف” عدة مرات، وقد أمضى في الأسر ما يقارب (28 عامًا)، عاشت فيها عائلته أيام عصيبة، تنقل خلالها من سجن إلى سجن، وقد أمضى (13 عاماً) في الاعتقال الإداري.

انخرط “أبو عاصف” في الانتفاضة الأولى مبكرا، وساعد مهندس كتائب القسام الأول يحيى عياش ووفر له المأوى، كما مثّل الأب الحاني في مراكز التحقيق للأسرى، وقد أحبه الجميع من التنظيمات الفلسطينية كافة، لاهتمامه ومحاولته حل مشكلات المحيطين به، وفق ما أفاد به أسرى محررون، فيما تميز خارج الأسر بعلاقاته المميزة مع جميع أهالي قريته كوبر.

 حاضر عريق

ما تعرض له الأب “أبو عاصف” (66 عاما)، لم يؤثر في عزيمة هذه العائلة المجاهدة، والتي اتخذت من طريق المقاومة مسلكا للوصول إلى الهدف الأسمى بالتحرير الكامل، فقد ورث البطولة لنجله الشهيد صالح البرغوثي منفذ عملية “عوفرا”، والذي ارتقى شهيدا على يد قوات الاحتلال “الإسرائيلي” يوم 13 ديسمبر، وهو اليوم نفسه الذي أعادت فيه قوات الاحتلال اعتقاله ونجله عاصف، وتخضعهم لظروف اعتقالية قاسية.

نجله “عاصم” نال هو الآخر نصيبا من الجهاد والمقاومة، إذ يتهمه الاحتلال بتنفيذ عملية إطلاق نار قرب مستوطنة “جفعات أساف” شرقي رام الله، في 13 كانون أول 2018، وأدت لمقتل ثلاثة جنود “إسرائيليين”، وذلك بعد ساعات من اغتيال أخيه صالح.

كل ما أصاب العائلة من أشواك زادهم إصرارا على المضي بطريق المقاومة، فأبو عاصف الرجل الثائر والمجاهد، وشقيقه أبو النور (نائل) أقدم أسير، وزوجته المجاهدة الصابرة أم عاصف وأبناؤها الأبطال (شهيد وأسيران)، ومن قبلهم خالهم الأسير المحرر المبعد لغزة جاسر البرغوثي، الذي تشربوا منه البطولة والمقاومة، جعلوا من عائلة البرغوثي بوصلة للجهاد والمقاومة والعطاء، تصر على أن تقدم لفلسطين كل غال ونفيس.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات