عاجل

الجمعة 03/مايو/2024

مسيرة العودة خيار ومسار

محمود مرداوي

غيرنا يتحسر وهو يراقب شبابنا، يقولون لو أننا ملكنا شبابا بهذه الإرادة وهذه الروح والعطاء لجعلنا الدنيا تتحرك طوع إرادتنا والعالم ليناً في أيدينا.. نشكله كيفما نشاء بعزم هؤلاء الشباب الأبطال…

ما شاهدناه بالأمس في الجمعة الـ(40) “لن نساوم على حقنا بالعيش بكرامة” عظيم فبينما شبابنا ينهمكون بتأدية الاختبارات والأجواء ماطرة والأرض واحلة، اندفعت الأفواج كالأمواج، قهرت نتنياهو وجعلته يتأفف بعد أن تندر بأن الأمطار والبرد والوحل والطين تحول دون الوصول والاحتشاد، لكن هيهات هيهات يا نتنياهو ..

فعلاً مشاهد البطولة التي يرسمها الشباب الثائر والذي لا يطفئ البرد القارس ناره على الأبواب الشرقية للقطاع ما زال مشتعلا زاحفا مصرا على العودة مسيرة وخيارا ستخلد في التاريخ وتُكتب بمداد من ذهب، وتُحفر في الوعي أخاديد، وعندما يستوعب الفاقدون للحس والوعي قيمتها تكون هبت ريحهم ولَم يغتنموها مع عمرها الذي تجاوز ثمانية أشهر، ولا زالت تشق طريقها إلى الإمام ..

سيبكون ندماً وكمداً على أن جيلاً تطوعوا فداءً للوطن، وأبدى استعداداً منقطع النظير في التضحية والفداء، وقدم في الواقع كل ما يملك، دمه وروحه وماله ووقته رخيصة للوطن ولَم يسمحوا بالبساط السحري أن يظلها وأن تُقدَّم للعالم بلسانهم ومن على منصاتهم …

أيها اللاهثون خلف السراب؛ أما آن لكم أن تدركوا قيمة التضحية والفداء والإصرار في هذا الزمن ؟!

أما آن لكم أن تعلموا أن الأوطان غالية عزيزة لا تعود وتُسترد إلا بالتضحيات والدماء النازفة عندما تُغتَصب في زمن عزّ فيه النصير والمعين؟!

إن مسيرة العودة بهذه الروح والفداء وهذا العمق تشق شعاعاً مضيئاً في عتمة ليل اشتد سوادها ستنير لنا السبيل، تلملم شتات الوطن وتجمع جهوداً متناثرة، وترسم أفقاً لمشروع حضاري متكامل متصل مع براعم الثورة في بدايتها وربيعها مروراً في محطاتها وثوراتها ومعاركها وشهدائها وجرحاها وأسراها، مُكثِّفةً رسائلها ومعانيها بمشهد لا يفصل القلم والمقال والخبر والفن عن الرشاش والمدفع، عن الفأس والمعمل والمنجل، وعن إغاثة الملهوف ونصرة الضعيف … تقرب النصر وتعزز الثقة والأمل بتحقيق الهدف.

إن مسيرات العودة تحولت لبوتقة تصهر طاقات الشعب وتجمع مقدراته بوعائها القيادي الوطني الجامع وجهد شعبي شامل قدم الوطن والهوية والعلم على الراية والحزب والحركة ليصبح نواة مشروع وطني واعد…

فيا أيها الفلسطينيون تحزموا بهذه الروح من مواقعكم، هبوا وانطلقوا فأنتم في نفير مفتوح، اضربوا بقوة ولا تترددوا، استنزفوا العدو وأزعجوه ولا تتركوه يستريح، واعلموا يقيناً أنه لا يحدث في ملك الله إلا ما أراد الله، وعد من الله معقود “لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا “، “والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

المقاومة تصدى لتوغل الاحتلال في جنين

المقاومة تصدى لتوغل الاحتلال في جنين

جنين- المركز الفلسطيني للإعلامتصدّت المقاومة لقوات الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم الجمعة، بعد اقتحامها جنين وحصارها منزلا في بلدة جبع جنوبًا، شمال...