عاجل

الجمعة 03/مايو/2024

بيان الغرفة المشتركة.. هل وصلت الرسالة لـإسرائيل؟

بيان الغرفة المشتركة.. هل وصلت الرسالة لـإسرائيل؟

كعادتها لا تلتزم “إسرائيل” بعهد ولا مواثيق منذ احتلالها لفلسطين قبل 7 عقود، وها هي توجه صفعة للوسيط المصري بممارسة انتهاكات شنيعة ضد المتظاهرين شرق غزة، في ظل التزام المقاومة والفصائل بالاتفاق الذي تم التوافق عليه مع الاحتلال بتخفيف الحصار المفروض على القطاع مقابل التخفيف من حدة فعاليات مسيرة العودة.

وسادت حالة من الغليان الساحة الفلسطينية عقب استشهاد 4 من المتظاهرين السلميين على حدود قطاع غزة، في الجمعة الـ39 لمسيرات العودة الكبرى.

اختبار حاسم
وأعلنت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية في بيان لها، أن يوم الجمعة القادم سيكون يوماً حاسماً لاختبار سلوك ونوايا الاحتلال تجاه أبناء شعبنا في مسيرات العودة.

وشددت الغرفة أن المقاومة لن تتهاون مع الاحتلال الإسرائيلي، ولن تقف مكتوفة الأيدي تجاه الجرائم التي يرتكبها بحق أبناء الشعب الفلسطيني، عادّةً أن ارتقاء الشهداء يوم الجمعة الماضية تجاوز لكل الخطوط الحمراء.

اتزان وعقلانية

وحول قراءته للغة البيان وأهم ما جاء فيه، قال الكاتب والمحلل السياسي ماجد الزبدة: إن لغة البيان بدت متزنة وعقلانية بعيدًا عن الانفعال وردة الفعل.

وأكد الزبدة في تصريح خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، أن المقاومة قامت بعملية استقصاء وتحقيق ميداني في جريمة الاحتلال بحق المتظاهرين، موضحاً أن البيان أشار الى التزام المقاومة بتفاهمات التهدئة التي نصت على عدم الاقتراب من السلك الزائل.

وذكر أن بيان الغرفة المشتركة احتوى صياغات قانونية حين أشار إلى عدم تعرض حياة جنود الاحتلال للخطر، وأن الجرحى والشهداء كانوا يبعدون مئات الأمتار عن السلك الزائل.

وأوضح الزبدة أنه تم التأكيد على اختراق الاحتلال لتفاهمات التهدئة بتعمده قتل وإصابة المتظاهرين السلميين قنصا من مسافة بعيدة، لافتاً إلى أنه تم توجيه تحذير شديد للاحتلال وحدد الجمعة المقبلة كيوم اختبار.

وأشار إلى أن إعطاء البيان مهلة للاحتلال يتيح المجال للوسطاء بالتدخل لاحتواء الموقف الميداني ولجم عنجهية الاحتلال، مشددًا على أنه يؤكد تمسك المقاومة الفلسطينية بحقها بالدفاع عن أبناء شعبنا حتى لو وقف العالم الظالم إلى جانب الاحتلال.

أسباب التصعيد
وفي معرض رده على التساؤل عن السبب الذي دفع الاحتلال للذهاب إلى تصعيد ميداني، أورد الزبدة عدة أسباب؛ أولها أن نتنياهو بات في مرمى الإدانة القضائية بالفساد وهو يحاول الهروب للأمام بفتح جبهة مواجهة جديدة مع غزة.

أما السبب الثاني -حسب الزبدة- فهو أن حكومة الاحتلال تحاول رفع معنويات جنودها بعد التقارير الإسرائيلية التي أكدت عدم جاهزية الجيش والقوى البرية فيه للمواجهة المقبلة.

في حين أن السبب الثالث هو أن جيش الاحتلال يحاول فرض معادلة ميدانية جديدة في التعامل مع غزة مفادها أن من يقترب لمسافة 300 متر (من السياج الفاصل) سيعرض حياته للخطر الشديد.

وأشار إلى أن الاحتلال التقط رسالة المقاومة وعزمها على الرد حال أقدم على تكرار جريمته، كما أن الوسطاء أيضاً التقطوا الرسالة، على حد قوله.

وتوقع أن تسعى مصر للتدخل لاحتواء الموقف خلال الساعات المقبلة، خاصة أن الاحتلال لم يلتزم بجميع بنود تفاهمات التهدئة؛ إنما سمح بالرواتب والوقود فقط، حيث توجد بنود أخرى لا يزال الاحتلال غير ملتزم بها رغم إقرارها.

وفي حال ذهب الاحتلال لتصعيدٍ؛ توقع الزبدة أن تعود أدوات النضال الخشنة، مثل: الطائرات الورقية الحارقة والبلالين الحارقة، إضافة إلى محاولات اختراق السياج العازل، وهذه خطوة مهمة لاستنزاف وإنهاك جيش الاحتلال، حسب قوله.

حرفًا للبوصلة

من جهته رأى الكاتب والمحلل السياسي حسام الدجني أن تصعيد الاحتلال ضد المشاركين في مسيرات العودة، محاولة منه لحرف البوصلة عما يجرى في الضفة ونقل الأحداث إلى قطاع غزة.

وأكد الدجني في تصريح خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، أن الجمعة المقبلة ستكون حاسمة، ومن المتوقع أن تكون كلمة للقائمين على مسيرات العودة، مشيرا إلى أنه سيكون يوم اختبار للنوايا الإسرائيلية ومدى تصعيدها للأحداث.

وعن السبب الذي دفع الاحتلال للتصعيد؛ توافق الدجني مع سابقه أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يحاول صناعة أزمات جديدة للتغطية على الفشل الذي لحق به في “جبهة الشمال”، إضافة إلى رغبته التخلص من ملف الفساد الذي بات يشكل له أزمة كبيرة.

وذكر أن بيان الغرفة المشتركة حمل رسالة تحذيرية، ورسائل إلى الدول الوسيطة، أن عدم احتواء الموقف سيؤدي إلى تصعيد، مشيراً إلى أنها ستعمل على تصعيد اللهجة ضد الاحتلال.

وأشار إلى وجود محاولات مستمرة من الوسطاء من أجل احتواء المشهد، خاصة أن المقاومة جادة في تهديداتها التي صدرت عنها عبر بيانها الأول.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات