الأحد 10/نوفمبر/2024

عمر البرغوثي.. الستيني الثائر والأسير

عمر البرغوثي.. الستيني الثائر والأسير

عندما يذكر اسم عمر البرغوثي “أبو عاصف” (66 عامًا)، تُستذكر سنوات ممتدة من الألم والتضحيات، سنواتُ عزٍّ وفخار بدأت من آخر سبعينات القرن الماضي، مثّل السجن فيها لأبو عاصف “حياة بديلة”، والحرية كانت كزائر يختطفه غول الاحتلال من بين أحضان العائلة دوماً، ولعل آخر اعتقال له كان قبل أسبوع.

تتهمه قوات الاحتلال الإسرائيلي بتنفيذ عملية قتل فيها مستوطن إسرائيلي عام 1978م، مع شقيقه نائل (أقدم أسير سياسي في العالم وأمضى 40 عاما بالأسر وما يزال)، واعتقل وحكم عليه بالمؤبد، ثم خرج من السجن في المرة الأولى بعد صفقة تبادل للأسرى عام 1985م.

أعاد الاحتلال اعتقاله مرات عديدة بعد الإفراج الأول، وأمضى في السجن قرابة 28 عامًا عاشت فيها عائلة عمر البرغوثي لحظات صعبة، تنقل أبو عاصف خلالها من سجن إلى سجن. أحكام مختلفة أنزلت بحقه ولمرات عدة كان يخرج من السجن ثم يعتقل وهكذا، منها 13 عاماً في الاعتقال الإداري.

وهو والد الشهيد صالح البرغوثي منفذ عملية “عوفرا” والذي ارتقى شهيدا على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي يوم 13 ديمسبر، وهو اليوم نفسه الذي أعادت فيه قوات الاحتلال اعتقال “أبو عاصف” ونجله عاصف، ويخضعان الآن لتعذيب شديد في سجون الاحتلال وفق ما أفادت هيئة شؤون الأسرى. 

لم يقل إن ما قدمه لفلسطين يكفي، ولم يفكر بالتقاعد أو الاستراحة من المقاومة، وهو الذي انخرط في الانتفاضة الأولى، وساعد يحيى عياش ووفر له المأوى.

في مراكز التحقيق كان يرفع من معنويات الأسرى الجدد، وكان يردد أمامهم شعاره الشهير “المعنوية عالية والمسكوبية واطية” (المسكوبية هو سجن إسرائيلي في مدينة القدس المحتلة).

لم يكتف أبو عاصف بما قدم لفلسطين، بل ربى أبناءه على الجهاد والمقاومة، ابنه عاصم أسير لدى قوات الاحتلال أمضى 5 سنوات، واستشهد نجله الآخر صالح يوم 13 ديسمبر الماضي بعد مطاردة أيام عدة بعد تنفيذه عملية بطولية في “عوفرا” قرب رام الله.

أبو عاصف الرجل الستيني الثائر والمناضل، يتميز بعلاقاته المميزة مع جميع أهالي قريته كوبر، وفي السجن أيضاً يحبه الجميع من التنظيمات الفلسطينية كافة، لاهتمامه ومحاولته حل مشكلات المحيطين به، وفق ما أفاد به أسرى محررون.

الرجل الستيني رغم تقدّمه في السنّ إلا أنه على العهد الذي بدأه مناضلا ثائراً ضد الاحتلال، وهمته بهمة الشباب. أطلق على ابنه البكر اسم “عاصف” عام 1977، حين كانت “العاصفة” الجناح العسكري لحركة فتح في أوج عنفوانها وتضحياتها ضد الاحتلال، وكان عمر أحد كوادر حركة فتح إلى أن استقر الأمر به الآن وأصبح أحد قادة حركة حماس.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات