الأربعاء 15/مايو/2024

نعالوة.. المطارد الهادئ يدوّخ إسرائيل

نعالوة.. المطارد الهادئ يدوّخ إسرائيل

لا تزال قوات الاحتلال “الإسرائيلي” بعتادها العسكري المدجج والمتنوع، وأجهزتها الاستخبارية التي تتنقل في ربوع محافظات ومدن الضفة الغربية، حائرة وعاجزة عن الحصول أو الوصول إلى “طرف خيط” يقودها إلى أشرف نعالوة!

نعالوة، المقاوم والمطارد، الذي دوخ الاحتلال “الإسرائيلي” وما زال، منذ 30 يوماً، تعجز قوات الاحتلال عن الوصول إليه، بعد تنفيذه عملية فدائية، خطط لها جيداً، ونفذها بنجاح باهر، وتخفَّى جيداً؛ منعاً لاعتقاله أو الوصول إلى مخبئه، ولتزداد العملية بذلك نجاحاً فوق نجاحها.

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، نفذ المطارد المقاوم عملية فدائية، قتل فيها مستوطنين وأصاب آخر بجراح حين أطلق النار بسلاح مصنّع محليًّا على مجموعة من المستوطنين داخل أحد مصانع الاحتلال في المنطقة الصناعية الإسرائيلية “بركان” في مستوطنة “أريئيل” قرب سلفيت شمال القدس المحتلة.

“المقاوم الهادئ”
ويبلغ نعالوة من العمر 23 عاماً، وأصله ومسقط رأسه ضاحية شويكة، إلى الشمال من طولكرم شمالي الضفة الغربية، البالغ عدد سكانها نحو 13 ألف نسمة، درس فيها الثانوية العامة، وحصل على معدل جيد جداً، ودرس في جامعتي خضوري والقدس المفتوحة بالمدينة نفسها، قبل أن يقرر التوجه إلى العمل المهني ودراسة الكهرباء في كلية هشام حجاوي بتقدير امتياز.

شويكة، تلك الضاحية التي يصف أهلها المقاوم أشرف بـ”الهادئ” تشهد يوماً بيوم منذ تنفيذ العملية، مداهمات دورية وتفتيشا دقيقا، ليلاً ونهاراً، للوصول إلى نعالوة، مهددة كل من يتعاون معه أو يحاول تقديم الخدمات له بالاعتقال وهدم بيته.

إلا أن أهالي بلدته، سطروا أسمى معاني الصمود والمؤازرة، في تشكيل حاضنة شعبية مميزة حامية للمقاوم نعالوة، ومساندة لأهله وذويه الذين يعتقلهم الاحتلال ويحتجزهم دوريًّا.

تخطيط جيد
الخبير العسكري اللواء يوسف الشرقاوي، رأى أن النجاح الكبير لهذه العملية يكمن في التخطيط والإعداد الجيد من المقاوم نعالوة قبل التنفيذ وأثناءه وبعده، وصولاً إلى مكان الاختباء.

وأوضح الشرقاوي في حديث لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، أن القدرة العالية التي امتلكها نعالوة، رغم التعقيدات الأمنية “الإسرائيلية”، والتنسيق الأمني بين الاحتلال والسلطة الفلسطينية، تعد نمطا متكررا باحترافية عالية ونموذجاً جديداً في الضفة الغربية.

ورأى الباحث العسكري، أن نموذج المقاوم المطارد شبيه بدرجة عالية من الشهيد أحمد جرار الذي طارده الاحتلال أكثر من 3 أسابيع، مشيراً إلى أن نموذج نعالوة معد له جيداً وهو أرقى في التخطيط، مع فشل الاحتلال “الإسرائيلي” في الوصول إليه حتى اللحظة.

وقال الشرقاوي: “إذا كانت حالة نعالوة فردية فقد نفذ عمليته تنفيذا جيدا، وهذا أفضل من الحالات المنظمة”، إلا أنه استبعد أن تكون العملية بهذه الصورة الفردية، متوقعاً أن يكون خلفها تنظيم مقاوم.

واستدرك حديثه بالقول: “ربما تكون فردية، أو منظمة، ونعالوة بتنفيذه العملية يثبت أنه صاحب عقلية فذة، ومقاوم فلسطيني استطاع تنفيذ العملية بنوعية وامتياز وتخطيط جيد”.

وأوضح أن المقاومة الفلسطينية لها القدرة على اختيار المكان والزمان المناسبين لتنفيذ العمليات الفدائية، مشدداً على أن ركود المقاومة في الضفة الغربية إعداد لعمليات ناجحة رغم التنسيق الأمني المكشوف.

فشل الاحتلال
الخبير العسكري، وفي حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” قلل من أهمية إجراءات الاحتلال الإسرائيلي في تهديده ذوي الشهيد، واعتقالهم، للابتزاز والضغط على المقاوم المطارد.

وقال: “إجراءات الاحتلال ليست جديدة في تهديده واعتقاله ذوي المقاومين، ومهما فعل في هذه البيئة المقاومة سيفشل بسبب الإعداد الجيد للعملية”، مشيداً بالحاضنة الشعبية ودورها في تعزيز قوة عائلات المقاومين ومعنوياتهم.

ورأى الشرقاوي أن المقاومة الفلسطينية وجهت رسالة للاحتلال الإسرائيلي بهذه العملية أنها حاضرة وقادرة على المناورة وتنفيذ العمليات الفدائية، مهما بلغ صلف العدو واستيطانه واعتقاله وتهديده لأهالي الضفة الغربية والقدس المحتلتين، وتنسيقه الأمني المركز والكبير مع السلطة الوطنية الفلسطينية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات