الإثنين 06/مايو/2024

تقييمات إسرائيلية للجمعة الثلاثين من مسيرات العودة

د. عدنان أبو عامر

كعادة الإسرائيليين في كل حدث، لا يقرؤون من كتاب واحد، بل يقدمون قراءات متباينة وتقييمات مختلفة وآراء متعددة، تعطي القارئ مسحاً بيانياً عن كيفية تشكل الرأي العام الإسرائيلي، وأثره في صناعة القرار.

جاءت التقييمات الإسرائيلية للجمعة الثلاثين من مسيرات العودة، استكمالا للتغطية التي دأبت عليها وسائل الإعلام الإسرائيلية للمسيرات التي انطلقت أواخر مارس، وتداخلت فيها التغطيات الإخبارية اليومية، مع التحليل السياسي، مع الرأي الشخصي.

انقسم الإسرائيليون في قراءتهم لأحداث مسيرات العودة في جمعتها الأخيرة، نظرا لوتيرتها، أم نتائجها، أم سياقاتها السياسية، التي سبقتها وواكبتها، وجاءت الآراء على النحو التالي:

فريق عدّها استكمالا لأيام الجمع التسع والعشرين السابقة، من حيث كثافة المشاركين، وقدرة الفصائل على تحشيد الجماهير، بغض النظر عن الأرقام التي قدمتها كل جهة.

تيار آخر عدّ أن وتيرة المسيرات أخف من سابقاتها، لعدم اقتراب المتظاهرين من السياج، وعدم الاشتباك مع الجنود، وبالتالي لم تسفر هذه الجمعة، للمرة الأولى، عن سقوط شهداء، كما جرت العادة.

محور ثالث رأى أن الجهات القائمة على المسيرات التقطت الرسائل السياسية الإسرائيلية التي أرسلتها مصر إلى غزة، وربما حملت تحذيرا بأنه في حال تكرار أحداث كل جمعة من محاولات تخريب السياج، أو إلقاء القنابل الحارقة والعبوات الناسفة، أو تكثيف الطائرات الورقية والبالونات الحارقة، فقد ترد (إسرائيل) بصورة أقوى من الردود السابقة على غزة.

طرف إسرائيلي ربط مسيرات الجمعة الأخيرة بما سبقها من أحداث اليومين السابقين لها، لا سيما إطلاق الصواريخ من غزة باتجاه بئر السبع وشواطئ تل أبيب، التي لم يعرف لها أبٌ حتى كتابة هذه السطور، مما جعل مسيرات هذه الجمعة تكتسب زخماً سياسياً وربطاً أمنياً بالضرورة بحادثة الصواريخ.

قد يكون من نافلة القول إن هذه القراءات الإسرائيلية لمسيرات الجمعة الأخيرة عبرت عن تباين جديّ لما تشهده الساحة السياسية والحزبية، مما وجد طريقه لنقاشات المجلس الوزاري المصغر، ويمكن ببساطة قراءة المواقف السياسية والعسكرية والأمنية التي تشهدها تلك النقاشات من التقييمات المشار إليها أعلاه.

أخيرا.. فإن القراءات الإسرائيلية السابقة لمسيرات الجمعة الأخيرة، ورغم تباينها في التشخيص والتقييم، لكنها قد تكون اتفقت، على أن الهدوء الذي واكب هذه المسيرات بعكس سابقاتها، إما أن يشجع استمرار إرسال الرسائل التي وصلت غزة، لأنها أثبتت جدواها، بزعم تلك القراءات، أو أن هذا الهدوء ليس سوى سحابة صيف، سرعان ما تغادرنا، إن ثبت أنه لم يؤتِ أكله مع صانع القرار الإسرائيلي بالتعامل الجدي مع تخفيف الحصار، وصولا لرفعه كلياً.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات