مسيرة العودة .. إرادة الجماهير تسقط رهانات إسرائيل
بحشود جماهيرية كبيرة، وإرادة الشباب الثائر، نجح الفلسطينيون في قطاع غزة في إحباط الدعاية “الإسرائيلية”، متحدّين تهديدات قادة الاحتلال، ليؤكدوا مضيهم في مسيرة العودة حتى تحقيق أهدافها المشروعة.
فعلى نقاط التماس مع الاحتلال شرق قطاع غزة، وعبر زحوف بشرية كبيرة، وفعل ثوري نوعي، أحيا الفلسطينيون الجمعة الـ 30 لمسيرة العودة مسيرتهم بكل عزيمة وعنفوان، بعد أن أثبتوا للعالم أجمع أن صاحب الحق لا يمكن له أن يستسلم أو أن يركع مهما كانت الظروف.
وحسب الخبراء والمحللين؛ فإن الرهانات “الإسرائيلية” انهارت على حدود غزة، وفشلت تهديدات قادة الاحتلال التي سعى من خلالها لوقف مسيرة العودة وكسر الحصار.
ويرى الكاتب والباحث في مجال الدعاية السياسية حيدر المصدر، أن الحشود التي شاركت في تظاهرات الجمعة الـ 30، كانت غير مسبوقة بالمقارنة مع الأسابيع الماضية، وفي هذا دلالة على فشل محاولات “إسرائيل” احتواءها وفض الجمهور عنها إما بالتخويف والتهديد، أو ممارسة الضغوط الاقتصادية.
وأوضح المصدر في حديث لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن الإعلام “الإسرائيلي” يحاول إظهار حماس على أنها استجابت للضغوط والتهديدات الداعية إلى الابتعاد عن السياج الفاصل (بين غزة والأراضي المحتلة منذ عام 1948) وتجنب الاحتكاك مع الجيش، منبها إلى أن ذلك يعكس رغبة “إسرائيل” في احتواء التصعيد وتهدئة الأمور، الأمر الذي سيتأكد الأسبوع الجاري، وفق قوله.
وبخلاف الرواية الرسمية لجيش الاحتلال، فقد أظهرت متابعة شبكة مراسلي “المركز الفلسطيني للإعلام” أن التظاهرات كانت حيوية، وشارك أكثر من 50 ألف فلسطيني، ونجح الشباب الثائر في 3 نقاط في اختراق السياج الفاصل، وشهدت نقاط التماس فعلا ثوريا كبيرًا، وتخللها إطلاق أعداد كبيرة من بالونات العودة المزودة بمواد حارقة.
ورأى المصدر أن تصاعد الأحداث أو خبوها، رهن بمدى استجابة “إسرائيل” ومن خلفها الوسطاء لمتطلبات فك الحصار بالكامل عن غزة.
عدد من الصحفيين “الإسرائيليين” خرجوا عن الرواية الرسمية لجيش الاحتلال التي جاء فيها أن مسيرة الجمعة الأهدأ منذ (7) أشهر، واستمرت حسب قوله ساعة ونصفا، كانت أقل تسللا، أقل قنابل، أقل بالونات، أقل عنفا، وأقل عدداً، وأن حماس منعت المتظاهرين من الوصول للسياج الفاصل.
يوسي يهوشاع شذ عن تقارير زملائه المراسلين العسكريين وكتب قائلاً: “المظاهرة لم تكن الأهدأ منذ كان هناك قنابل يدوية وعبوات وتسلل، ومثله قال جال بيرجر الذي غرد فكتب: “جمعة اليوم لم تكن الأهدأ منذ (7) أشهر كما قال الجيش، لكن فليكن!؟”.
null
رسالة التهدئة ارتكزت على عدم وقوع شهداء هذه الجمعة، وهي ليست المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك خلال مسيرات العودة، ومع ذلك فإن عدد الإصابات كان يوم أمس أعلى من الجمعة التي سبقتها، إذ بلغ عدد المصابين 305 في جمعة غزة تنتفض والضفة تلتحم، مقابل 250 في جمعة انتفاضة القدس التي سجلت استشهاد 7 مواطنين.
الوعي
ويعزو المصدر نجاح الفلسطينيين في تحدي التهديدات “الإسرائيلية”، إلى حالة الوعي التي بدأت تنتشر بين أوساط الجمهور حول سبل “إسرائيل” الدعائية، فلم تعد قادرة على إحداث تأثير جوهري سلوكي في الجمهور الفلسطيني.
وأضاف: “إن تصاعد المسيرات وتنوع أشكالها وأساليبها فتح الباب أمام فئات مجتمعية متنوعة للمشاركة، الأمر الذي أدى بمرور الأيام إلى كسر حاجز التردد أو الخوف لدى الجمهور”.
رسائل عدة
من جهته؛ عدّ الكاتب والمحلل السياسي اياد القرا أن مسيرات الجمعة حملت رسائل كثيرة، أولها أن مسيرات العودة تجاوزت محاولات النيل منها أو إيقافها، بالقوة والإرهاب والتهديد، وأن الجمهور الفلسطيني مستمر فيها، ولو كان ثمنها مزيد من التضحيات والدماء.
أما الرسالة الثانية وفق حديث القرا لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنها أسقطت رهانات الاحتلال على حدود غزة، واستمرت البالونات الحارقة، وواصلت فرق الإرباك الليلي عملها، متوقعا المزيد من الأساليب خلال الأيام الماضية، وأنها ستكون أكثر تأثيرا، وستشهد مشاركة أوسع من قطاعات المتظاهرين.
ويرى أن مسيرات العودة كشفت عن حجم الإرباك “الإسرائيلي” في التعامل مع الأحداث، حيث يمارس (الاحتلال) ضغطا سياسيا وعسكريا كبيرا لإيقافها بأي ثمن، وبأي نتيجة، لكنه في الوقت ذاته يخشى أن ينجر إلى مواجهة غير محسوبة النتائج، ومواجهة لا يحسمها، وهي الرسالة الثالثة؛ وفق القرا.
وقال: “نحن أمام مرحلة جديدة من مسيرات العودة، تكشف فيها الواقع الفعلي للاحتلال، وما حققته مسيرات العودة من إنجازات في سبيل التحرر من الاحتلال، وتعرية مواقفه”.
وحول المطلوب فلسطينيا؛ أكد القرا ضرورة تكثيف الجهود نحو تفعيل المسيرات بشكل أقوى، ومعالجة ما يترتب عليه من نتائج، وخاصة ملف الجرحى الذي لا زال بحاجة لمزيد من الاهتمام والمعالجة، من توفير الأدوية، وتسهيل السفر لمن يستحق من العلاج، وتقديم العون لعائلات الشهداء، حسب قوله.
انعدام يقين
من ناحيته علّق المختص في الشأن الإسرائيلي صالح النعامي على أحداث أمس الجمعة بالقول: إن تصميم وتنفيذ مناشط حراك العودة يوم أمس الجمعة كان أكثر من رائع.
وأوضح النعامي في تدوينه له عبر صفحته على فيسبوك، أن أمس الجمعة عكس تحدي غزة لتهديدات الاحتلال، ومن جانب آخر راعى متطلبات تواصل هذا الفعل النضالي من خلال تقليص مسوغات القمع الصهيوني.
وفاقمت إرادة الفلسطينيين في غزة حالة انعدام اليقين لدى “إسرائيل” وفق النعامي، وهو ما عكسته تعليقات الكثير من المعلقين في “تل أبيب”.
ونبه إلى أن طابع هذه المناشط أخذ بعين الاعتبار البيئة الإقليمية، وعزز من قدرة غزة على المناورة لدى الأطراف ذات العلاقة بجهود التهدئة، إلى جانب أنه انتهى إلى أن خيارات غزة باتت مفتوحة على كل الاتجاهات ما لم يحدث تحول على واقعها.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
القسام تعلن استشهاد القائد شرحبيل السيد بغارة للاحتلال على لبنان
بيروت – المركز الفلسطيني للإ‘لام أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، الجمعة، "استشهاد القائد شرحبيل علي السيد في غارة...
الحميداوي: لنصرة فلسطين لن تبخل المقاومة بالدم والمال
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام قال الأمين العام لحزب الله العراق الحاج أبو حسين الحميداوي، اليوم الجمعة، إن المقاومة الإسلامية لن تبخل بالدم والمال...
إغلاق محيط حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام قررت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، يوم الجمعة، إغلاق جميع الشوارع المؤدية إلى حي الشيخ جراح ونشر مئات الجنود...
جيش الاحتلال يعترف بمقتل جندي من لواء المظليين شمال غزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام اعترف جيش الاحتلال "الإسرائيلي" اليوم الجمعة، بمقتل أحد جنوده من لواء المظليين، خلال المعارك مع المقاومة الفلسطينية...
بعد استمرار فشله.. الاحتلال يستهدف الحاضنة الشعبية للمقاومة بغزة بالحرب النفسية
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام بعد 224 يومًا من العدوان الصهيوني المتواصل على قطاع غزة، يعجز الاحتلال وجيشه المجرم مع كل الدعم الدولي منقطع النظير...
أبو عبيدة: مستعدون لمعركة استنزاف طويلة مع العدو
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قال الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة مساء اليوم الجمعة في كلمة متلفزة: إنه وبعد 32 أسبوعا منذ السابع من أكتوبر...
إسرائيل.. الدولة “الاستثنائية” وطفل أمريكا المدلّل
المركز الفلسطيني للإعلام من بين كلّ دول العالم، لا توجد دولة تتمتّع بمعاملة استثنائية مثل إسرائيل، فيما يتعلّق بالواجبات والالتزامات، واحترام القيم...