محمد نزال: عباس حوّل فتح إلى ديكور ولا يجرؤ أحد على معارضته

قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس محمد نزال إن رئيس السلطة محمود عباس لن يعود إلى غزة، إلا ضمن الشروط التعجيزية التي أبلغها للمصريين خلال لقائه بهم في رام الله، وهو يعرف سلفا أن حماس لن تقبل ذلك، لذا لن تتحقّق المصالحة بوجوده.

وحول إمكانية تحقيقها في حال غيابه، قال نزال في سلسلة تغريدات على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”: “لا ضمانات لذلك، وسيتوقّف الأمر على عقلية ونفسية وحسابات خليفته المجهول”.

وأضاف: “يؤسفني القول: إنه لا يوجد مؤسسات فتحاوية حقيقية الآن، فقد حوّلها عباس إلى ديكور، وهو الأول والآخر، والآمر والناهي، ولا يجرؤ أحد على معارضته”.

واسترك: “بل إنني لا أبالغ إذا قلت: إن الراحل ياسر عرفات، لم يصل بما بلغه من مكانة ورمزية وقوة، في الهيمنة والسيطرة على فتح، ما بلغه عباس الآن!”.

وحسب نزال، “فرض عباس رؤيته للمصالحة منذ اللحظة الأولى، ملخّصا موقفه الحقيقي، للقيادي الفتحاوي فريح أبو مِدّين، الذي نقل عنه علنا، بعد عملية الحسم في غزة، قوله: الحمد لله الذي أضلّ حماس، وسيطرت على غزة، وخلّصتنا منها”.

وقال نزال: “لاحظوا تطابق رؤية رابين مع عباس في الرغبة بالتخلّص من غزة!”، مذكرا بما نقله أبو مدين عن عباس قبل بضعة شهور، بقوله: “بلّغ حماس، أن المطلوب منها تسليم غزة إلى السلطة كاملة، فإن أبت، فابني عندي (يقصد الضفة الغربية)، وابنتهم عندهم (يقصد غزة)”.

إذن، يقول عضو مكتب حماس السياسي، “رسالة عباس واضحة، تم التعبير عنها في رسالة فتح الأخيرة، التي تم تسليمها إلى مصر، أن المقصود بعبارة تمكين السلطة، هو أن تسلّم حماس سلاح المقاومة، فبعد أن صودر هذا السلاح في الضفة الغربية، يراد له أن يُصادر من غزة، وهي المهمة التي نذر عباس نفسه لها، منذ تولّيه رئاسة فتح”.

وأضاف: “المضحك، أنه في الوقت الذي يريد عباس، الإجهاز على بنية المقاومة في غزة، يعلن أنه ضد صفقة القرن، وأنه يفرض العقوبات على غزة، لأن حماس متآمرة في تنفيذ هذه الصفقة”.

وحسب رأيه، “خلاصة موقف عباس، هو أنه لا يريد غزة، لأن فيها غريمته حماس التي هزمته انتخابيا وعسكريا، وخصمه اللدود محمد دحلان!”.

ولم تثمر جهود المصالحة حتى اللحظة عن نتائج ملموسة على أرض الواقع، بحكم تعنت رئيس السلطة وقيادة حركة فتح، ورفضهم التجاوب مع كل المبادرات قبل أن يتم ما يسمونه “تمكين الحكومة في غزة”، وهو المصطلح الذي يرى مراقبون أنه فضفاض لا يعني سوى كسب الوقت لترسيخ الانقسام لمصالح فئوية وشخصية.