عاجل

الإثنين 13/مايو/2024

في الأردن.. أزمة أونروا تدق ناقوس الخطر

في الأردن.. أزمة أونروا تدق ناقوس الخطر

مع بداية كل عام دراسي تتكرر التهديدات بإغلاق الكليات التابعة لـ”أونروا” في الأردن وتعليق الدراسة في مدارسها بدعوى العجز المالي، إلى جانب الحديث المتكرر عن تقليص الخدمات الصحية، وتقليص أعداد العاملين على خدمات نظافة المخيمات أو توقفها بشكل كلي، لا سيما في مخيم غزة الكائن في المدينة الأردنية جرش.

التهديدات المستمرة التي تواجهها وكالة الغوث بعد القرار الأمريكي وقف الدعم الموجه لها، لا تشمل الجانب المالي فقط وتقليص خدماتها المقدمة لأكثر من خمسة ملايين ونصف المليون لاجئ فلسطيني؛ بل تشمل إلغاء حق العودة للاجئ الفلسطيني المشتت منذ سبعين عاما، وتوطينه في دول أخرى.

الأردن الأكثر تضررًا

وقال كاظم عايش، رئيس جمعية اللاجئين والعودة، لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: إن قرارات أمريكا ليست متعلقة بالأردن فقط؛ ولكنه يعَدّ أكثر المتضررين عربيا من مثل هذه القرارات”.

وعزا ذلك إلى أنه يستقبل أكبر عد من اللاجئين أي ما يقارب مليونين ونصف مليون لاجئ مسجلين في الأونروا، وبالتالي تطبيق القرارات الأمريكية سيكون لها تداعيات كبيرة اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا.

وأضاف عايش أن أي إلغاء لصفة اللاجئ للفلسطيني وتحويله إلى مواطن سيكون لها استحقاقات سياسية لن يستطيع الأردن أن يتحملها.

وبين عايش أن القرارات الأمريكية جاءت متواطئة ومتوافقة مع المشروع الصهيوني، وأن إلغاء الأونروا يعني إلغاء الشاهد الوحيد على النكبة واللجوء الفلسطيني، وبالتالي تسليم الملف مجانا للصهاينة.

وعدّ عايش أن تحركات اللاجئين في الأردن ستنعكس نتائجها لاحقا عليهم لعدم تنازلهم عن حقوقهم التي كفلتها جميع المواثيق الدولية، مؤكدا أن الأردن يعدّ الأخطر على الكيان الصهيوني، وهذه التحركات تنقل رسالة للصهاينة أن تجربة غزة ليست ببعيدة عن اللاجئين في الأردن.

وتعقيبا على بعض القرارات التي تحدثت عنها الأونروا سابقا من توقيف عمل المدارس أو وقف استقبال طلبات القبول في الكليات التابعة لها، قال عايش: إن اللاجئ الفلسطيني ما يزال يعيش تحت التهديدات، وإن حقوقه قد تسحب من بين يديه في أي لحظة.


اعتصامات

وحول الاعتصامات الطلابية التي نفذت قبل عدة أسابيع رفضا لقرارٍ كاد أن يمرّر بعدم استقبال طلبات قبول جديدة في الكليات التابعة لـ”أونروا” حاور “المركز” أحد الطلاب المشاركين في الاعتصام والذي فضل عدم ذكر اسمه، وقال: إن الاعتصامات جاءت للحفاظ على حقوق اللاجئين في التعلم خصوصا أن ظروفهم لا تسمح للتسجيل في الجامعات الحكومية أو الخاصة نتيجة ارتفاع الرسوم الدراسية فيها وخاصة الطلاب الذين لا يحملون ما يثبت شخصيتهم إلا من وكالة الغوث.

وأضاف “من أهداف الاعتصام إلى جانب ضمان حقوق الطلبة هو إبقاء وكالة الغوث في تقديم خدماتها؛ لأنها الشاهد الوحيد على اللجوء، وبالتالي ضمان حق العودة”.

وبين أن الاعتصامات آتت أكلها عندما قرر المفوض العام للاونروا استئناف تسجيل الطلاب كما هو معهود في السنوات الماضية في الكليتين كلتيهما إضافة إلى الجامعة.

فيما أكد رياض زيغان، رئيس اتحاد العاملين في المناطق الخمس، ما قاله طلبة الكلية أن وكالة الغوث في صدد قبول أول دفعة للعام الدارسي الجديد منتصف الشهر الحالي حسب الطاقة الاستيعابية لكل كلية.

وأوضح زيغان أنه كان هنالك احتمال لتأجيل العام الدراسي لعدة أشهر إلا أن نظام الكليات يخضع لأنظمة الجامعة البلقاء التطبيقية والتي تنهي دراسة العامين بامتحان للحصول على شهادة شامل وهذا التأجيل سيتعارض مع سياسة الجامعة.

وأشار زيغان إلى قرار المفوض العام لوكالة الغوث لفتح 725 مدرسة في المناطق الخمس والتي تسمى دول الطوق، وبالتالي استمرار التسجيل في الكليات التابعة لها، واستقبال 122 ألف طالب وطالبة مدرسة خلال هذا العام الدراسي.

وبين الزيغان أن مقدار العجز في الأونروا ما يقدر بـ217 مليون دولار مقدرا منها 123 مليون دولار الذي يغطي قطاع الخدمات الصحية والتعلمية في المناطق الخمس، وما تبقى من العجز للطوارئ نتيجة سحب أمريكا من الدعم.


زيادة المعاناة

ويرى اللاجئون الفلسطينيون أن تقليص خدمات الأونروا يعني التخلي عن واجب المجتمع الدولي تجاه قضيتهم، وزيادة معاناتهم، ومن ذلك ما يشهده مخيم غزة من تراكم النفايات بين أزقته ما يتسبب بآفة بيئية خطرة.

وعن هذا بين الناشط  أحمد أبو عمرة أن خدمات النظافة كانت سيئة، ومع سياسة التقليص التي انتهجتها الاونروا ازدادت النفايات المتراكمة في أزقة المخيم وبين البيوت، ما أدى إلى انتشار الأوبئة والأمراض بالإضافة إلى الجرذان التي غزت المخيم بشكل كبير ومخيف، والناتج عن توقف الخدمات للاونروا نهائيا من إزالة النفايات أو رشّ المبيدات الحشرية للقضاء على الجرذان، وهذا التقصير أدى إلى انتشار مرض الكبد الوبائي.

ويرى أبو عمرة أن المسؤولية تقع على عاتق الجهات المختصة الحكومية لإزالة هذه النفايات أو ممارسة الضغط على الوكالة لممارسة مسؤولياتها تجاه المخيم.


null

null

null

null

null

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات