السبت 27/أبريل/2024

هل احتمالات التصعيد أعلى من احتمالات الاتفاق مع غزة؟

ناصر ناصر

أثارت تقديرات الجيش الإسرائيلي المنشورة في 4-9 حول ارتفاع احتماليات التصعيد عن احتمالات الاتفاق أو ما يسمى (هسداراه) مع قطاع غزة، العديد من التساؤلات المهمة، خاصة أنها جاءت في ظل الهدوء النسبي الذي يسود حدود غزة، حيث تقلصت الطائرات الورقية والبالونات الحارقة ومعها محاولات اختراق السياج الفاصل، وتقلص أو تراجع معها أيضا وكما كان متوقعا مساعي وجهود وتحركات التهدئة لصالح محاولة مصرية تبدو فاشلة لتقديم المصالحة الفلسطينية على اتفاق التهدئة النهائي، فما الذي دفع الجيش لنشر هذا التقدير؟ وما هي معانيه؟

لا يعني هذا التقدير على الأرجح أن الحرب الواسعة مع غزة أصبحت قاب قوسين أو أدنى، أو أن الخيار المفضل لـ”إسرائيل” هو التصعيد، إنما جاء للإشارة لحجم الصعوبات التي تعترض طريق بقية مراحل الاتفاق مع غزة، وخاصة عقبة أبي مازن وإصراره على وضع شروط غير منطقية للمصالحة أو لتسهيل الاتفاق، وكذلك عقبة إعادة أو حل مشكلة الجنود المحتجزين في غزة، والتي تسببت في الآونة الأخيرة بالمزيد من الضغوطات الحقيقية على الحكومة في “إسرائيل”.

يحمل هذا التقدير أيضا في طياته رسالة للداخل الإسرائيلي مفادها أن جيشكم قوي، وهو مستعد لكافة الخيارات بعكس الانتقادات المتزايدة لموقفه من ضرورة تجنب التصعيد مع غزة، ولاستعداده المبدئي للحرب نتيجة ضعف في وحداته البرية، كما جاء في تقرير مراقب ديوان مظالم الجنود “الجنرال بريك”.

يوضح هذا التقدير النتائج المحتملة للموقف الاسرائيلي الذي أكده نتنياهو مرارا و تكرارا أنه لا يمكن إنجاز ترتيبات أو اتفاق نهائي (هسداراه) مع غزة دون حل مشكلة الجنود المحتجزين في غز، وهو يحمل في نفس الوقت رسالة لحماس أن “إسرائيل” قد تفضل خيار التصعيد على خيار الخضوع لمطالبها العالية في موضوع الجنود. وهو موقف يشكل نقطة انطلاق للتفاوض على الأسرى سيتغير مع الوقت.

من غير المرجح أن تسمح “إسرائيل” وخاصة المستوى الأمني العسكري فيها لاستمرار حالة ما يبدو للمراقب من الخارج كجمود في تقدم عملية الاتفاق مع غزة، وما يرافق ذلك من معاناة إنسانية ترفع احتمالات عودة التصعيد، لذا فقد يتم ابتكار وسائل وطرق لكسب المزيد من الوقت كالمزيد من العروض والوعود والمقترحات على أمل حدوث تطورات تخدم الموقف الإسرائيلي لاحقا. لكن الشعب الفلسطيني ومقاومته في غزة واعية ومدركة لمثل هذه الاحتمالات.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات