هل احتمالات التصعيد أعلى من احتمالات الاتفاق مع غزة؟
أثارت تقديرات الجيش الإسرائيلي المنشورة في 4-9 حول ارتفاع احتماليات التصعيد عن احتمالات الاتفاق أو ما يسمى (هسداراه) مع قطاع غزة، العديد من التساؤلات المهمة، خاصة أنها جاءت في ظل الهدوء النسبي الذي يسود حدود غزة، حيث تقلصت الطائرات الورقية والبالونات الحارقة ومعها محاولات اختراق السياج الفاصل، وتقلص أو تراجع معها أيضا وكما كان متوقعا مساعي وجهود وتحركات التهدئة لصالح محاولة مصرية تبدو فاشلة لتقديم المصالحة الفلسطينية على اتفاق التهدئة النهائي، فما الذي دفع الجيش لنشر هذا التقدير؟ وما هي معانيه؟
لا يعني هذا التقدير على الأرجح أن الحرب الواسعة مع غزة أصبحت قاب قوسين أو أدنى، أو أن الخيار المفضل لـ”إسرائيل” هو التصعيد، إنما جاء للإشارة لحجم الصعوبات التي تعترض طريق بقية مراحل الاتفاق مع غزة، وخاصة عقبة أبي مازن وإصراره على وضع شروط غير منطقية للمصالحة أو لتسهيل الاتفاق، وكذلك عقبة إعادة أو حل مشكلة الجنود المحتجزين في غزة، والتي تسببت في الآونة الأخيرة بالمزيد من الضغوطات الحقيقية على الحكومة في “إسرائيل”.
يحمل هذا التقدير أيضا في طياته رسالة للداخل الإسرائيلي مفادها أن جيشكم قوي، وهو مستعد لكافة الخيارات بعكس الانتقادات المتزايدة لموقفه من ضرورة تجنب التصعيد مع غزة، ولاستعداده المبدئي للحرب نتيجة ضعف في وحداته البرية، كما جاء في تقرير مراقب ديوان مظالم الجنود “الجنرال بريك”.
يوضح هذا التقدير النتائج المحتملة للموقف الاسرائيلي الذي أكده نتنياهو مرارا و تكرارا أنه لا يمكن إنجاز ترتيبات أو اتفاق نهائي (هسداراه) مع غزة دون حل مشكلة الجنود المحتجزين في غز، وهو يحمل في نفس الوقت رسالة لحماس أن “إسرائيل” قد تفضل خيار التصعيد على خيار الخضوع لمطالبها العالية في موضوع الجنود. وهو موقف يشكل نقطة انطلاق للتفاوض على الأسرى سيتغير مع الوقت.
من غير المرجح أن تسمح “إسرائيل” وخاصة المستوى الأمني العسكري فيها لاستمرار حالة ما يبدو للمراقب من الخارج كجمود في تقدم عملية الاتفاق مع غزة، وما يرافق ذلك من معاناة إنسانية ترفع احتمالات عودة التصعيد، لذا فقد يتم ابتكار وسائل وطرق لكسب المزيد من الوقت كالمزيد من العروض والوعود والمقترحات على أمل حدوث تطورات تخدم الموقف الإسرائيلي لاحقا. لكن الشعب الفلسطيني ومقاومته في غزة واعية ومدركة لمثل هذه الاحتمالات.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
برلمانيون من أجل القدس: نقف بحزم أمام انتهاكات إسرائيل في غزة
إسطنبول - المركز الفلسطيني للإعلام طالب مشاركون في مؤتمر "برلمانيون من أجل القدس" في إسطنبول، بوقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والوقوف بحزم أمام...
مسؤول أممي: إزالة الأنقاض في غزة قد يستغرق 14 عامًا
لندن - المركز الفلسطيني للإعلام قدّرت الأمم المتحدة حجم الركام والأنقاض الذي يتعين إزالته بـ37 مليون طن في قطاع غزة، مشيرة إلى أن هذه الكميات...
4 مجازر و32 شهيدًا بعدوان الاحتلال على غزة في 24 ساعة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزارة الصحة أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 4 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 32 شهيدا و69 إصابة...
حماس تحذر من أي جسم دولي يشرف على أونروا بديلًا عن الأمم المتحدة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام حذرت حركة حماس، من أي جسم دولي يشرف على عمل الأونروا بديلًا عن الأمم المتحدة، ودعت كل الأطراف الدولية التي امتنعت عن...
احتجاجات طلابية مناهضة لحرب غزة تعطل جامعة عريقة في باريس
باريس - المركز الفلسطيني للإعلام أغلقت مجموعة من الطلاب مداخل جامعة سيانس بو المرموقة في العاصمة الفرنسية باريس؛ احتجاجا على الحرب على قطاع غزة،...
الحاج صبري الحداد.. رحلة نزوح قاسية نهايتها الموت
رفح - المركز الفلسطيني للإعلامترك المسن الفلسطيني صبري الحداد (70 عاما) منزله في حي الأمل غرب خان يونس إبان التوغل الصهيوني غرب المدينة قبل أكثر من...
الاحتلال يشن حملة دهم ويستولي على مركبتين في الضفة
الضفة الغربية - المركز الفلسطيني للإعلام شنت قوات الاحتلال الصهيوني - فجر السبت- حملة دهم في أرجاء متفرقة من الضفة الغربية، واقتحمت العديد من...