الأربعاء 08/مايو/2024

كيري يفضح نتنياهو ..ما دلالة التصريحات؟

كيري يفضح نتنياهو ..ما دلالة التصريحات؟

كشفت مذكرات نشرتها صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، السبت، أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، “كان خائفاً خلال الحرب على غزة عام 2014”.

وقالت الصحيفة: “إنها ستنشر في الرابع من الشهر الجاري مذكرات لوزير الخارجية الأمريكي الأسبق جون كيري”، يقول فيها: إن نتنياهو كان خائفا من حرب “الجرف الصامد” (المسمى الإسرائيلي للعدوان على غزة) عام 2014 في غزة والتقى نتنياهو بعد منع الرحلات الجوية إلى “إسرائيل” بسبب تهديد الصواريخ من غزة.

ونقلت عن كيري قوله: “لأول مرة أرى فيها نتنياهو متوترا وخائفا مما يجري”، مضيفا “قلبي انقبض لأجله لأنني لم أره ضعيفا من قبل مثل ذلك”، واصفا المشهد باستغراب رؤية “زعيم إسرائيلي تحت حصار صواريخ حماس”.

وأشارت إلى أن وزير الخارجية الأسبق اتهم نتنياهو بطرح مسودة سرية لاتفاق وقف إطلاق النار مع حماس في ذلك الوقت، إلا أنه تفاجأ من عرضها على الإعلام كمطلب من حماس وإظهار الرفض الإسرائيلي لها.

حقائق الإنجاز

الكاتب والمحلل السياسي أيمن الرفاتي، أكّد أنّه بعد أربع سنوات من انتهاء الحرب بدأت تتكشف ما وصفه بـ”حقائق الإنجاز” للمقاومة الفلسطينية خلال معركة العصف المأكول.

ويضيف في حديثه لـ“المركز الفلسطيني للإعلام” “يبدو واضحاً أنّ الضربات التي وجهتها المقاومة للاحتلال كانت قوية ومؤلمة على جميع المستويات العسكرية والأمنية والسياسية، وهو ما انعكس على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي شعر بالحرج بعد إغلاق المجال الجوي للكيان، وبات حينها يبحث عن مخرج لهذه الأزمة التي كانت ستؤثر على مستقبله السياسي”.

ويشير الرفاتي، إلى أنّ تصريحات كيري في هذا الوقت، تؤكّد أنّ نتنياهو ظهر أمام المجتمع “الإسرائيلي” بأنّه ضعيف غير قادر على كبح جماح حركة مقاومة في قطاع غزة، وأنّه “لم يكن لديه أفق سياسي يوفر الأمن لدولة الاحتلال.

ويوضح أنّ مؤشرات ضعف نتنياهو، ظهرت جلية بقدرة المقاومة على كسر النظرية الأمنية “الإسرائيلية”، القائمة على أن الحرب يجب أن تبقى خارج أرض “إسرائيل”.

وأكّد الكاتب الرفاتي، أنّ “كيري كشف هذه المرة حجم الضغط والأزمة التي وضعت بها القيادة السياسية في دولة الاحتلال خلال الحرب واستعدادها للذهاب لحلٍّ مع قطاع غزة، لولا ظروف وضغوطات خارجية على نتنياهو دفعته لمواصلة الحرب 51 يوما”، مبيناً أنّ هذا الأمر يؤكد مرة أخرى للمقاومة بأهمية البيئة الإقليمية والدولية في أي مواجهة، فالاحتلال سيرضخ للمقاومة لو ترك الأمر له دون هذه البيئة.

مفاجأة المقاومة

ما حدث في عام 2014 شكل مفاجأة وصدمة قوية من المقاومة للاحتلال وقيادته، هذا ما أكّده المحلل السياسي والمختص بالشأن الصهيوني عماد أبو عواد، مبيناً أنّ حديث كيري يؤكّد مدى تأثير وقلق “إسرائيل” من توسع قدرة المقاومة على تحقيق رد قوي يردع الاحتلال.

وأوضح في حديثه لـ“المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ نتنياهو كان يخشى من الفشل، فقد جاء عام 2008 بمظهر القوي، وأنّه الوحيد القادر على حفظ الأمن “الإسرائيلي”، وعندما خاض حرب 2014؛ وقع في مأزق أكبر من المأزق الذي وقع فيه أولمرت وليفني في عدوان عام 2008.

وأشار أبو عواد، أنّ حديث كيري يكشف أنّ نتنياهو كان يخشى الفشل، ويشعر أنّه من الممكن أن يؤدي إلى نكسة أمنية حقيقية على الجمهور “الإسرائيلي”، لافتاً إلى أنّ المستوى الأمني كان على درجة عالية من الشعور باليأس والإحباط، والمستوى السياسي لا يعرف شيئا، وهو ما يجعله يتجرع الفشل لوحده.

ويقول المحلل السياسي: “تصريحات كيري توحي أن إسرائيل متخوفة من خوض أي حرب ضد قطاع غزة في المستقبل”، لافتاً إلى أن “إسرائيل” تبدو متخبطة وتخشى الحرب، ومتخوفة من مفاجأة قد تكون أكبر مما كانت عليه في عام 2014.

ويعتقد أبو عواد، أنّ الخوف والتوتر الأكبر الذي يحيط بنتنياهو من ناحية الجنود الأسرى لدى المقاومة، والمفاجأة الأكبر أن يكون لدى المقاومة جنود لم تعلن عنهم حتى الآن، وهو ما سيربك المستويات السياسية والأمنية في “إسرائيل”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات