الأربعاء 08/مايو/2024

الخنازير البرية.. موتٌ يلاحق المواطنين على طرقات الضفة

الخنازير البرية.. موتٌ يلاحق المواطنين على طرقات الضفة

لم تعد مخاوف المواطنين المسافرين على طرقات الضفة الغربية الخارجية مقتصرة على اعتداءات المستوطنين وجنود الاحتلال، لتضاف إليهم الخنازير البرية التي باتت بالفعل تشكل خطرا محدقا على حياتهم في ظل ما تتسبب به من حوادث سير مميتة.

تلك الخنازير البرية كانت كفيلة أن تضع حدًّا لحياة مواطنة فلسطينية (30 عاما) وإصابة 4 آخرين بجروح طفيفة بعد انحراف سيارتهم عن الطريق رقم 60 المعروفة باسم طريق “يتسهار” الاستيطانية جنوب مدينة نابلس بعد أن ظهر أمامهم بشكل مفاجئ أحد الخنازير الضخمة قبل أن يصطدم بهم ثم تنحرف السيارة.

خطر حقيقي

ولا يكاد يخلو شارع من شوارع الضفة الغربية ليلا أو نهارا من تواجد قطعان الخنازير البرية التي في الغالب تنحدر من المستوطنات الصهيونية، وتنتشر بشكل كبير، مشكِّلة خطرا حقيقيا على حياة المسافرين ومركباتهم.

فادي قريوتي والذي يعمل سائقا على إحدى المركبات العمومية ويضطر يوميا للعودة إلى منزله في ساعات متأخرة، يقول: إن ساعات الليل تشهد انتشارا مكثفا للخنازير البرية إلى درجة مخيفة ومرعبة.

ويتابع لمراسلنا: “لا أبالغ إذا ما قلت بأنه في كل ليلة أصادف قطعان الخنازير البرية وهي تقطع الطرقات والأراضي على امتداد طريق سفري، والمخيف بأنه في كثير من الأحيان يزيد عدد تلك القطعان عن حوالي 30 خنزيرا لكل مجموعة متفاوتة الأحجام”.

ويروي المواطن سعيد عمران موقفا حصل معه قبل أشهر أثناء سفره بالقرب من بلدة الساوية جنوب نابلس قائلا: “بينما كنت أقود مركبتي ليلا فإذا بي أتفاجأ بوجود أربعة من الخنازير أمام مركبتي، والمسافة بيني وبينها صفر، حيث اصطدمت بأحدها مما أدى إلى تلف الجزء الأمامي من المركبة”.

ويتابع: “لولا عناية الله لاصطدمت المركبة في أحد الكتل الإسمنتية الموجودة على طرف الطريق، ولكانت النتائج كارثية على صعيد الأرواح”.

مصدرا للموت

وباتت طرقات الضفة كما يقول الشاب العشريني محمد دويكات مصدرا للرعب وللموت بفعل تلك الخنازير، ويتابع: “قبل شهرين من الآن، وبينما كنت مسافرا عبر الطريق بين مديني نابلس وطولكرم، وتحديدا قرب مفرق مستوطنة شافي شامرون، كدنا أن نفقد حياتنا وعائلتي بعد أن وجدنا ما يقارب عشرة من الخنازير وبشكل مفاجئ تعبر الطريق أمامنا وبشكل سريع”.

يتابع الشاب: “الغريب بأن تلك الخنازير تتواجد بكثرة بالقرب من المستوطنات؛ بل إنها تلقى الرعاية من ما يسمى شرطة حماية البيئة الصهيونية التي تسارع إلى اعتقال أو تغريم كل من يتعرض لها”.

ومن الجدير بالذكر بأن خطر الخنازير البرية لم يعد يقتصر على ما تحدثه من مخاوف وحوادث على الطرقات؛ بل يتعدى ذلك إلى التواجد بالقرب من منازل المواطنين وتدمير حقولهم الزراعية في أغلب القرى المحاذية للمستوطنات الصهيونية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات