الخميس 09/مايو/2024

على تخوم كريات أربع.. مسجد خالد بن الوليد يقاوم الاستيطان

على تخوم كريات أربع.. مسجد خالد بن الوليد يقاوم الاستيطان

بجوار الجدار الملاصق لمستوطنة “كريات أربع” بني مسجد خالد بن الوليد في البلدة القديمة من الخليل في منطقة الكسارة عام 1985م، في ظل اعتراضات من الاحتلال والمستوطنين، وقد سمح للفلسطينيين ببناء الطابق الأرضي، في الوقت الذي منع فيه الاحتلال بناء المئذنة والقبة الرئيسة طيلة 18عاما.

بني المسجد من الحجر الخليلي الصلب المسمى (حجر صرم عين) الذي يستخرج من أراضي بلدة بني نعيم شرقي مدينة الخليل، والذي يمتاز بنقائه وصلابته، وقد قام الحاج أبو حسن مرار بزخرفة الحجارة وتشكيلها بطريقة جميلة جدا، جعلت من المسجد معلما إسلاميا حضاريا، ولوحة فنية إسلامية فريدة ومميزة، حيث تبلغ مساحته والساحات المجاورة له نحو خمسة آلاف متر مربع.


null

لوقف تغول المستوطنين

وقد كان لبناء المسجد الذي كلف ملايين الدولات في تلك المنطقة بالذات الملاصقة لمستوطنة كريات أربع، هدفا رئيسا، يتمثل في وقف امتداد المستوطنة والمستوطنات المجاورة.

الحاج حماد الرجبي (77 عاما) من سكان المنطقة الجنوبية، أكد أن فكرة بناء مسجد خالد بن الوليد جاءت بعد اجتماع لكبار السن وذوي الرأي عام 1983م، بعد تغول مستوطني كريات أربع وسرقتهم للأراضي.

وأضاف في حديث خاص لمراسلنا: صلينا العصر في نهاية شباط من عام 1983 في المسجد الإبراهيمي، وجلس معنا مسؤول من الأوقاف الاسلامية -رفض الكشف عن اسمه- واتفقنا على بناء مسجد كبير ومميز يمنع امتداد الاستيطان في منطقة الكسارة لحماية أراضينا والمنطقة كلها، وشكلنا اللجان، وكانت الخطة بناء مسجد يختلف عن جميع المساجد في الخليل في شكله وحجمه وهيبته، حتى يصعب على المستوطنين هدمه، لأن اقترابهم منه سيثير الجماهير.

وأكد الحاج حسان الجعبري (82 عاما) أحد أعضاء اللجنة المؤسسة للمسجد أن المستوطنين هاجموا المكان أكثر من مرة في الأشهر الأولى للبناء.

اعتداءات المستوطنين

كما يقول الشيخ نور دوفش، من أوائل الأئمة الذين عملوا في المسجد منذ البدايات: لقد تعرض مسجد خالد بن الوليد إلى اعتداءات كثيرة من المستوطنين لإرهاب المصلين.

ويضيف الشيخ دوفش في حديث خاص لمراسلنا: كنت مرة أصلي في الناس العشاء، حيث داهم المستوطنون المسجد، وألقوا بداخله زجاجات حارقة، فاشتعل السجاد والأثاث، وانقطعت الصلاة، وأطفأنا الحرائق التي انتشرت في كل جزء من المسجد، وبعد هذه الهجمات شكل أهل الحي لجان حراسة لحماية المسجد، لا بل زاد عدد المصلين.

ولا يزال مسجد خالد بن الوليد قلعة حضارية إسلامية تقف شامخة أمام المد الاستيطاني، وتجهر مآذنها بالأذان صباح مساء رغم أنف المستوطنين.


null

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات