السبت 27/أبريل/2024

جولة عرض عضلات فاشلة.. أم كسر معادلة الخوف؟

جولة عرض عضلات فاشلة.. أم كسر معادلة الخوف؟

“بدائل عسكرية تكتيكية وليس حلولًا استراتيجية كبيرة”.. كان هذا العنوان الدائم في الأحدث الأخيرة لجلسات الكبينت، لكن الحقيقة الذي كشفها إعلام الكيان أن قادته يخشون الدخول لحقل ألغام مجهول في قطاع غزة.

“المركز الفلسطيني للإعلام” وقف على آخر المستجدات، وتصريحات السياسيين والعسكريين والصحفيين الصهاينة حول مخاوف قادة الكيان من المواجهة الشاملة مع المقاومة بغزة.

الثمن الباهظ
المحلل العسكري للقناة العاشرة ألون بن ديفيد، قال: “تدرك المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أن الهدوء في الجنوب لن يتحقق دون الدخول في مواجهة عسكرية ضد حماس، يبدو أن المنظمة المسيطرة على قطاع غزة تحاول فرض معادلة لا يمكن لإسرائيل قبولها. إسرائيل لم تبدأ العملية أمس لأن الظروف لم تكن في مصلحتها، وحيث إن عنصر المفاجأة لم يكن موجوداً، ولم تكن هناك أهداف نوعية وكان كبار قادة حماس في المخابئ، ولا يمكن تصفيتهم”.

“يوآف كراكوفسكي” رئيس المكتب السياسي في هيئة الإذاعة الإسرائيلية “كان” نقل عن مصادر سياسية: “لم نوافق على وقف إطلاق النار لأن المطلب بوقف إطلاق الطائرات الورقية والبالونات الحارقة لم يرَدّ عليه. حماس أوقفت النار من جانب واحد”.

روني دانييل المحلل العسكري للقناة الثانية قال: إنه من المستهجن عدم قيام الحكومة بإعلام السكان هل يوجد وقف لإطلاق النار أم لا، مصدر عسكري كبير قال سمعت من الجزيرة إن هناك وقفًا لإطلاق النار، والجيش مستعد لفعل كل شيء والخطط جاهزة، لكن الحكومة لا تعطي التعليمات الواضحة.

وفي وقت سابق قال الجنرال احتياط شالوم هرري لإذاعة الجيش الإسرائيلي: “إن لاحتلال غزة ثمنًا باهظًا جدًّا؛ قطاع غزة مليء بالأنفاق المفخخة والقناصة وعمليات الاختطاف، ومن المتوقع أن تؤدي عملية الاحتلال إلى مقتل 700 جنديّ على الأقل”.

لا مصداقية
المحلل العسكري في صحيفة هآرتس عاموس هرئيل قال إنه في الساعات والأيام القادمة، سيكون هنالك سباق بين الساعة العسكرية والساعة السياسية، ففي حال فشل المصريّون والأمم المتحدة بالوصول إلى “تهدئة صغيرة” ملزمة بوقف تام لإطلاق النار، في مقابل تسهيل حركة البضائع إلى قطاع غزة، وزيادة مساحة الصيد وتخفيف في الجانب الاقتصادي، فإن “إسرائيل” ستزيد عملياتها العسكرية من أجل فرض هدنة على حماس أو حرب في القطاع  لكننا نقترب من ذلك.

المعلق السياسي على القناة 12 عميت سيغال قال: إن التصعيد في غزة ضربة لمصداقية نتنياهو وليبرمان، مبيناً أن الوضع في قطاع غزة هو الذي يؤذي نتنياهو حيث يستمر إطلاق النار وتتآكل الصورة الأمنية لنتنياهو.

وتابع أنه لا يزال بإمكان نتنياهو التعامل مع الوضع، ولكن بالنسبة لليبرمان فإن ذلك يشكل خطرا وجوديا له،  فقد وعد بأشياء عند توليه وزارة “الدفاع” لم تثبت أمام اختبار الواقع، والسؤال هو: ما إذا كان سيصوت لمصلحة الترتيبات؟

وأكد سيغال أن قادته الذين صدّعوا الجمهور الإسرائيلي بتهديدات جوفاء ووعيد لحماس حتى بات اسم كل واحد فيهم يحتوي في داخله جملة تهديدية لحماس، طبقوا في نهاية المطاف الجملة الشهيرة لموشي ديّان بعد “حرب الغفران” حيث قال: لقد تعلم منا العرب القتال، ونحن تعلمنا منهم كيف نكذب على مواطنينا، وفق قوله.

ونقلت القناة 7 عن رئيس معهد دراسات الأمن القومي الجنرال احتياط عاموس يادلين قوله: إن “إسرائيل” ليست مهتمة بعملية عسكرية في غزة، والتعويض المالي عن جميع الحرائق في الجنوب التي تسببت بها الطائرات الورقية والبالونات الحارقة لا يساوي نصف ساعة من القتال في غزة لو بدأنا حربًا.

مقبرة غزة
محلل الشؤون العبرية في “المركز الفلسطيني للإعلام” قال: إنه من الواضح أن كل ما يجرى هو عبارة عن عنجهية كاذبة خرقاء ليس إلا، فقرارات الكبينت وإن بدت أنها متجهة نحو المواجهة والتصعيد إلا أنّ المعطيات تكذب ذلك.

وأرجع ذلك إلى غياب أو انعدام إستراتيجية واضحة نحو ما يجرى؛ لأن كل مرحلة من مراحل اتخاذ أي قرار سيكون لها استحقاقها وشروطها، مؤكداً أن قيادة الكيان لا تريد أن تجر أذيال الهزيمة بشكل علني وواضح.

وقال: “لا تزال الضربة المؤلمة حية من نتائج الحرب الأخيرة على القطاع، فلا يريد القادة الذهاب ليس فقط إلى مجهول كما في الحرب الأولى، إنما يقينهم أن غزة ستكون مقبرة لجنودهم، بالإضافة إلى أن الأجواء الحالية لا تساعدهم على حرب؛ حيث جبهة أخرى في الشمال تتململ، ومن الممكن أن تدخل على الخط”.

ويرى محلل “المركز” أن هناك ضعفاً استخباراتياً كبيراً لدى الاحتلال لما يجرى على ساحة المواجهة،  فالأحداث الأخيرة كان السبب في توتيرها أكثر هو العملية التي قام فيها الجيش واغتال عنصرين من القسام، ما يدلل على غياب البعد الاستخباراتي لحقيقة ما يجىر على الأرض، وفق قوله.

وأشار إلى أن الكيان يحاول في الضربات الأخيرة أن يكسر القاعدة النوعية لحماس “سحب القدرة من حماس على التهديد بالحرب”، على أمل أن تتآكل قوة ردع حماس التي بطبيعة الحال ستؤثر على باقي فصائل المقاومة، لتهيئة الظروف المناسبة للمواجهة العسكرية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات