الثلاثاء 21/مايو/2024

أهالي الشهداء ومكرمة الحج.. فساد وتلاعب هذه تفاصيله

أهالي الشهداء ومكرمة الحج.. فساد وتلاعب هذه تفاصيله

تبددت آمال العشرات من عوائل الشهداء في قطاع غزة، بتأدية مناسك الحج هذا العام؛ بعد قرار مفاجئ استصدره مستشار رئيس السلطة للشؤون الدينية محمود الهباش، ليحرمهم من دورهم في الحج، لمصلحة آخرين لا علاقة لهم بالشهداء، رغم اكتمال استعداداتهم للسفر.

الهباش والتلاعب بالأسماء
اللجنة الوطنية لأهالي الشهداء في قطاع غزة، كشفت عن تلاعب حصل مؤخراً بكشوفات أسماء حجاج مكرمة الملك السعودي الخاصة بأهالي الشهداء في غزة، موضحةً أنّ الهباش أصدر تعليماته لمؤسسة رعاية أسر الشهداء والجرحى بغزة باستبدال عدد من الأسماء الذين لا علاقة لهم بالشهداء بأسماء من ذوي الشهداء في قطاع غزة.

وأوضح الأمين العام للجنة الوطنية في قطاع غزة ماهر بدوي، في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن مدير مؤسسة رعاية أسر الشهداء والجرحى والقيادي في فتح أبو جودة النحال تلقى قبل عدة أيام، كتاباً من مستشار رئيس السلطة للشؤون الدينية محمود الهباش يأمره بإضافة 54 اسماً لكشف مكرمة أهالي الشهداء، إلا أنه رفض ذلك.

وأشار بدوي إلى أنّه بعد اعتراض النحال على أمر إضافة واستبدال الأسماء، أرسل له الهباش مرة أخرى مرسوماً موقعاً من رئيس السلطة محمود عباس، يلزمه بإضافة الأسماء التي أرفقها الهباش في كتابه الأول.

وبين أنّه كان من المفترض أن يعتمد أسماء ذوي الشهداء الذين ارتقوا من المدّة الممتدة من 1/1/2006 حتى 30/4/2006 حسب الآلية المعمول بها في كل عام، لكن أسماء 58 من الشهداء استبدلت بقرار من الهباش.

غضب أهالي الشهداء
المسنة نجية الترابين، وهي واحدة من 104 مواطنين من ذوي الشهداء شملهم الاستبدال، لم تملك إلا أن ترفع أكفها إلى السماء لتدعو على من حرمانها أداء مناسك الحج هذا العام رفقة نجلها “نبيل”.

ويقول نجلها نبيل الترابين شقيق الشهيد عياد الترابين الذي استشهد في 15 إبريل/ نيسان عام 2006: إن والدته حزمت أمتعتها خلال الأيام الماضية، وكانت بانتظار وصول رسالة لها بيوم السفر الموعود لحجاج المكرمة إلى الديار الحجازية.

ويشير إلى أنه ووالدته ينتظرون منذ 12 عامًا يوم سفرها لأداء فريضة الحج، لا سيما وأنهم أُبلغوا في وقت سابق من مؤسسة أهالي الشهداء بالسماح لهم بالسفر هذا العام، وذلك ضمن المكرمة الملكية لأهالي الشهداء، ووفق ما هو متبع في المؤسسة.

ووصف الترابين إقصاءهم من الحج هذا العام بالجريمة التي يتوجب محاسبة القائمين عليها، متسائلًا: “لمصلحة من نُحرم من السفر؟، ولماذا تشطب أسماؤنا وتستبدل بآخرين ليس لهم علاقة بالشهداء، داعيًا لمحاسبة الهباش والمسؤولين عن حرمانهم حقهم في الحج.

بدوره يقول هاني شعت، شقيق الشهيد عادل شعث، الذي استشهد في 7 إبريل/ نيسان 2006: إن والده عبد الكريم، ووالدته فايزة، أبلغا قبل أسبوع من مؤسسة أهالي الشهداء بدفع رسوم الحج والمقدرة بـ1500 شيكل لكل شخص، وأتموا الإجراءات اللازمة كافة، “لكن فوجئنا مساء الاثنين بإقصائهم من الحج”.

وأعرب عن رفضه لاستبدال أسماء والديه بآخرين، داعيًا لمحاسبة القائمين على إقصاء أسماء الحجاج هذا العام، ومنع تكرار هذه الحادثة، مشيرًا إلى أن والديه لن يتخليا عن حقهما بالسفر هذا العام مهما كلفهما ذلك من ثمن، وفق “فلسطين”.

إغلاق مؤسسة رعاية الشهداء
وأغلق أهالي شهداء عدوان 2006 و2014، مقرات مؤسسة رعاية أسر الشهداء والجرحى في قطاع غزة؛ احتجاجًا على قرار استبدال أسماء من حجاج المكرمة بآخرين، وللمماطلة في صرف رواتبهم ومخصصاتهم المالية.

وحمّل الناطق باسم اللجنة الوطنية لأهالي الشهداء والجرحى علاء البراوي، الهباش، المسؤولية عن استبدال 104 أسماء من المكرمة الملكية لأهالي الشهداء في القطاع بآخرين بعضهم ليس من أهالي الشهداء، مشددًا على رفض الأهالي ولجنته تلك الإجراءات، داعيًا للتراجع عن إقصاء الأهالي والسماح بسفرهم وفق القوائم المعتمدة والمعدة مسبقًا.

الإقصاء بالتقاعد!
من ناحيته، أكد مدير مؤسسة الشهداء والجرحى في قطاع غزة محمد النحال، أنه أحيل للتقاعد بقرار من عباس، على خلفية خلاف مع الهباش حول إدارة ملف مكرمة حج أهالي الشهداء في القطاع.

وأوضح النحال في تصريح له، أنّ “الخلاف نشب في اللحظات الأخيرة التي سبقت إنهاء استصدار التأشيرات الخاصة بحجاج المكرمة، مضيفاً: “كان بالإمكان إرسال الأسماء مبكراً من أجل إضافتها أو استبدالها لا أن يتم الانتظار حتى اللحظة الأخيرة للتسبب في صناعة أزمة”.

واتهم القيادي في فتح وعضو المجلس الثوري فيها الهباش بالوقوف وراء الأزمة الأخيرة عبر التدخل في عمله، متابعاً: “من تدخل في هذا الملف كان يريد أن يصنع أزمة، وهو ما كان”.

وأشار إلى أنه سيلتزم بالقرار وسيبتعد بشكلٍ كامل عن المؤسسة التي كان يديرها طوال المدّة الماضية، لافتاً إلى أن قرار التقاعد صدر بحقه بتاريخ 2 آب/ أغسطس الماضي.

ونبّه النحال -الذي يشغل منصب عضو مجلس ثوري في حركة فتح- إلى أن عمله في مؤسسة الشهداء والجرحى تطوعيّ، وليس عملاً رسمياً.

يُذكر أن الملك السعودي يقدم سنوياً مكرمة لأهالي الشهداء عددها 1000 شهيد مناصفة بين الضفة وقطاع غزة، حيث من المقرر سفرهم العام الحالي السادس عشر من الشهر الجاري وفق وزير الأوقاف والشؤون الدينية الشيخ يوسف ادعيس.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات