الأربعاء 15/مايو/2024

وداع حجاج غزة .. مزيج من دموع الفرح والفراق

وداع حجاج غزة .. مزيج من دموع الفرح والفراق

ما بين دموع الفراق والفرح؛ والدعوات بسلامة الوصول إلى الديار الحجازية والعودة إلى الديار؛ يتكرر المشهد كل عام في وداع حجاج بيت الله الحرام أثناء مغادرتهم ثرى الوطن.

وعلى شدو نشيد “طلع البدر علينا من ثنيات الوداع، وجب الشكر علينا ما دعا لله داع، أيها المبعوث فينا جئت بالأمر المطاع، جئت شرفت المدينة مرحبا يا خير داع”، بدأ ضيوف الرحمن رحلتهم إلى بيت الله الحرام.

ووفق لجنة الحج التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون الدينية؛ فإن عدد حجاج غزة هذا العام يبلغ 3321 حاجاً وحاجة، غادروا على أربعة أيام متتالية.


null

سعادة ضيوف الرحمن
ورغم أجواء الحصار والأوضاع المعيشية الصعبة، كانت أجواء السعادة حاضرة في منازل الحجاج لوداعهم والدعاء لهم بسلامة الذهاب والعودة.

فما إن يبدأ الحجيج إلى بيت الله الحرام بحزم أمتعتهم والتجهز للسفر حتى تتحول منازلهم إلى قبلة يقصدها الزائرون مودّعين إياهم وطالبين الدعاء لهم في الرحاب المقدسة.


null

ويعتاد الغزيون كما كل عام زيارة الحجاج الذين ينوون السفر للديار الحجازية، مطبقين بذلك سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، راجين أن يصلوا إلى بيت الله الحرام بسلام وأمان.

دموع الفرح والفراق
وأمام إحدى شركات الحج في محافظة خانيونس جنوب قطاع غزة، اصطفّ العشرات من أهالي الحجاج في وداع ذويهم والدموع تختلط بين فرح بالذهب للديار المقدسة وحزن على الفراق.

سعادة غامرة لم تغادر وجه الحاج حسن اصليح (56 عاما)، وهو يودع أحبابه وأهله قبيل صعوده الحافلة التى ستقلهم إلى معبر رفح في طريقهم لمطار القاهرة.

ورغم أن اسم اصليح قد جاء هذا العام في أوضاع اقتصادية ومعيشية صعبة في قطاع غزة، إلا أن السعادة ملأت أرجاء منزله منذ علم أن اسمه مدرج ضمن قرعة الحج قبل أشهر.

ويقول اصليح في حديثٍ لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” وهو يستعد لصعود الحافلة التى ستقلّه لمعبر رفح البرى، إنه مسجل في برنامج الحج منذ 6 سنوات، وقد أكرمه الله هذا العام هو وزوجته أم محمد.


null

ويضيف: “أداء فريضة الحج قبل أن ألقى الله عز وجل كان حلمي الوحيد، وكنت أدعو الله ليل نهار بأن لا يحرمنا زيارة بيته الحرام والصلاة بالروضة الشريفة”.

فرحة رغم مشاقّ السفر
وبرغم هذه الفرحة والسعادة إلا أنه لا تزال في قلب الحاج اصليح غصّة؛ فمشاق الرحلة لأبناء قطاع غزة تختلف عن باقي الدول، حيث لها وجه آخر من المعاناة تبدأ من الحياة الصعبة التي يمر بها أهالي القطاع مرورا بمشاق الطريق الطويل عبر الجانب المصري بسبب الإجراءات الأمنية المشددة.

ويقف بالقرب من اصليح الحاج الستيني أبو محمد قديح الذي يشاطره الرأي، بيد أنه يقول لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“: إن الرحلة تستحق المعاناة لكونه حقق حلمه بأداء ركن من أركان الإسلام، كما أن الحج يعد موسما لنقل هموم وأزمات فلسطين وغزة إلى مسلمي العالم.

ابتسامات، فرح ودموع، آهات وأنين، تعود من جديد عندما أُعلن عن انطلاق الرحلة وصعود الحجاج إلى الباصات متوجهين لزيارة بيت ربهم الذي وعدهم بأنه سيغفر لهم ذنوبهم ويعودون أنقياء من الخطايا.


null

ولليوم الرابع على التوالي يستمر حجاج قطاع غزة في المغادرة إلى الديار الحجازية عبر معبر رفح البري، وكلهم شوق وأمل بأن يصلوا بسلام للفوز بالجائزة الكبرى التي تنتظرهم لحظة انتهائهم من أداء مناسك الحج.

ووفق وزارة الأوقاف؛ فقد غادر في اليوم الأول (837) حاجًّا، وفي اليوم الثاني (870)، وفي الثالث (870)، وفي اليوم الرابع (744) حاجًّا”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات