الأربعاء 01/مايو/2024

التعليم العالي في فلسطين.. واقع وتحديات

التعليم العالي في فلسطين.. واقع وتحديات

في مواجهة القهر والعدوان “الإسرائيلي”، التمس الفلسطينيون طريق التعليم العالي دربًا نحو التنوير والوعي، عبر عشرات الجامعات والكليات الأكاديمية المنتشرة في ربوع الوطن.

ونجح خريجو هذه الجامعات في أن يسجلوا نجاحات مهمة على صعيد العمل في الداخل الفلسطيني والساحات الخارجية التي استقطبتهم لكفاءتهم العالية، فيما بقيت المعاناة من الاحتلال والحصار تشكل العقبة الأساسية أمام انغلاق الفرص أمام الخريجين من جهة وإحداث المزيد من التطور على المؤسسات الأكاديمية من جهة أخرى.

نشأة التعليم العالي في فلسطين: (1) (5)

تعود الجذور التاريخية لنظام التعليم العالي الفلسطيني إلى سنوات الأربعينات عندما بدأ عدد كبير نسبياً من الطلبة يلتحقون بمؤسسات التعليم العالي في الخارج حيث لم يكن هناك أي مؤسسات داخل فلسطين، وقد كان التوجه الرئيسي للطلبة عندئذ هو للجامعات المصرية والأمريكية والبريطانية، وبالطبع فقد كانت تكاليف الدراسة عندئذ مرتفعة نسبياً كما أن إجراء الاتصالات اللازمة للحصول على القبول كانت صعبة وليست في متناول الجميع، لذلك فقد اقتصرت الدراسة العليا إلى حد بعيد على أبناء العائلات الميسورة ذات المكانة الاجتماعية والسياسية.

إنّ مؤسسات التعليم العالي نشأت في غالبها تحت الاحتلال الإسرائيلي وبمبادرات محلية وطنية، ونمت وتطورت بسرعة حتى وصل عدد مؤسسات التعليم العالي المرخصة في الضفة وقطاع غزة في العام الدراسي (2015-2016) إلى 50 جامعة وكلية جامعية ومتوسطة.

وينخرط في هذه الجامعات أكثر من (214) ألف طالب وطالبة، منهم نحو (6600) طالب في برامج (ماجستير)، ونحو 65 ألف طالب وطالبة في التعليم المفتوح، موزعين جميعًا على تخصصات يقرب عددها من نحو (1000) تخصص وبرنامج أكاديمي، وفقًا لقاعدة بيانات التعليم العالي.

واقع التعليم العالي في فلسطين: (1)

فلسفة وأهداف التعليم العالي تقوم أساساً على الإسهام في تحقيق التنمية في المجتمع، وتلبية متطلباته واحتياجاته، فالتعليم العالي هو المصدر الرئيس لتكوين المهارات والكفاءات العالية في المورد البشري، باعتباره أهم الموارد لإحداث التنمية، لكن واقع الحال الفلسطيني يشير إلى عدم قدرة التعليم العالي على تحقيق الأهداف المنشودة على هذا الصعيد، حيث تؤكد المعطيات الميدانية وجود حالة من التباعد بين خرجي الجامعات وسوق العمل الفلسطيني.

التحديات التي تواجه التعليم العالي في فلسطين: (2) (6)

يعاني قطاع التعليم العالي في فلسطين من أزمات متعددة، من أبرزها الأزمة المالية المزمنة من جهة، ومستوى الخريجين الذين يعايشون نسبة عالية من البطالة من جهة أخرى، لذا لا بد من تسليط الضوء على أهم هذه المشاكل وسبل حلها، وهي كالتالي:

تحديات خاصة بالتمويل:

تبلغ ميزانيات الجامعات السنوية نحو 80 مليون دولار، تمثل الرسوم الدراسية المصدر الأساسي لتمويلها، اضافة لمساعدات مجلس التعليم العالي. ويؤدي تأخر صرف مخصصات الجامعات إلى نقص وعجز دائم في تغطية مصاريف الجامعات يقدر بنحو 25 مليون دولار،

وترجع أسباب الأزمة المالية في الجامعة لعدة أسباب منها:

– توقف الدعم المالي الخارجي (الأوروبي) في الفترة الأخيرة.

– عدم استلام الجامعات مخصصاتها من ميزانيات السلطة الوطنية.

– انخفاض سعر الساعة المعتمدة (عدم كفاية الأقساط الجامعية).

– تراكم عجز مالي لسنوات متتالية.

– كثرة الإعفاءات الطلابية من الرسوم الدراسية.

– عدم وجود استثمارات وعوائد ذاتية للجامعة.

تحديات خاصة بالبحث العلمي:

معوقات البحث العلمي في الجامعات الفلسطينية تتركز في عدة أسباب هي:

أولاً: أسباب تتعلق بالمعلومات:

– عدم توفر الدوريات والمجلات المتخصصة.

– عدم وجود شبكة معلومات وتقنية حديثة لدى المكتبات.

– انعدام التنسيق بين المكتبات والجامعة لتوفير المصادر اللازمة للبحوث.

ثانياً: أسباب تتعلق بالممارسات الإدارية للجامعات:

– عدم تخصيص موازنات للبحث العلمي.

– غياب الحوافز المادية والمعنوية التي تشجع البحث العلمي.

– عدم انفتاح الجامعات على المؤسسات المحلية والعالمية لدعم الأبحاث العلمية.

ثالثاً: أسباب تتعلق بالنشر:

– عدم تفعيل قانون حماية حقوق المؤلف في فلسطين.

– ضعف إجراءات متابعة التحكيم والنشر من عمادات البحث العلمي في الجامعات.

رابعاً: أسباب تتعلق بعضو التدريس:

– نقص مهارة البحث العلمي.

– انشغال عضو هيئة التدريس بالأعباء التدريسية الملقاة على عاتقه.

– انعدام الدافعية عند عضو هيئة التدريس بسبب غياب النشر والتقدير الأدبي.

تحديات خاصة بأعضاء الهيئة التدريسية:

– اعتماد وضع عضو التدريس في الجامعة على طبيعة العلاقات الشخصية التي تربطه بإدارة الجامعة لا على قدرته على التدريس بالشكل الجيد.

– اختلاف المعايير بين الجامعات في ترقية عضو هيئة التدريس وربط التقدير الأدبي للأستاذ الجامعي بانتمائه الحزبي.

– إغفال دور البحث العلمي كمعيار لترقية عضو هيئة التدريس.

– عدم وجود مراكز داخل الجامعة تعنى بتطوير كفاءة عضو الهيئة التدريسية.

سبل تطوير التعليم العالي في فلسطين: (4)

أولًا: إدراج دعم التعليم العالي أولوية في ميزانية الحكومة.

ثانيًا: تفعيل مجلس التعليم العالي.

ثالثًا: استحداث الوقفيات.

رابعًا: تطوير منظومة التعليم المهني والتقني.

خامسًا: تعزيز الشراكة بين القطاعين الخاص والعام.

سادساً: تخصيص موازنة للبحث العلمي في الجامعات.

سابعاً: رفع مستوى التشبيك بين الجامعات وخريجيها بعد التخرج.

___________________

المراجع:
(1) التعليم العالي في فلسطين.. الواقع وسبل تطويره، المركز الفلسطيني لحقوق الانسان.
(2) التخطيط الاستراتيجي للتعليم العالي في فلسطين: الإطار العام، وجامعة النجاح الوطنية كأنموذج، سمير أبو عيشة.
(3) التعليم العالي في فلسطين، مؤسسة القدس للثقافة والتراث.
(4) ما هي أهم التحديات التي تواجه التعليم العالي في فلسطين ؟ د. حنا عيسى، موقع دنيا الوطن.
(5) أزمة التعليم العالي في الضفة الغربية وقطاع غزة، المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الاستراتيجية _مسارات.
(6) التعليم العالي في فلسطين بين الواقع والطموح، مركز التخطيط الفلسطيني.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الاحتلال يُفرج عن النائب أحمد عطون

الاحتلال يُفرج عن النائب أحمد عطون

القدس- المركز الفلسطيني أفرجت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الأربعاء، عن عضو المجلس التشريعي الفلسطيني أحمد عطون، وجددت إبعاده عن مدينة القدس...