الجمعة 03/مايو/2024

فلسطين في عين العاصفة

محمود مرداوي

المشروع الصهيوني مستمر في النجاح والتطبيق على الأرض، بينما المشروع الوطني الفلسطيني عاجز عن تطويقه وتقييده ومنع توسعه، بل أصبح مشروعنا في خطر حقيقي.

نعم مسيرة العودة الكبرى لا زالت تشكل الخيار الأمثل فلسطينياً في مواجهة الاحتلال وأذنابه، حيث تلتف الغالبية العظمى من أبناء شعبنا في القطاع وفق غالبية الاستطلاعات حول فكرة الحراك واختياره وسيلة مناسبة في الظرف الحالي داخلياً وإقليمياً ودولياً منطلقةً من قراءة الواقع كما هو بغرض تحليله بشكل عميق حتى يتسنى اختيار الوسائل الملائمة لمواجهة التحديات والمخاطر التي تحيط فيه وتحاك له، وليس محاكمة الحالة الفلسطينية على فرضيات خارج البيئة والفضاء الذي نشأت فيه، فمحاكمة الأمور خارج السياق بناء على أمانيّ أو تخيلات تتجاوز قواعد أساسية تُملي طريقة في التفكير محددة سواء في داخل الصندوق أو خارجه تفضي إلى وسائل وأدوات وهمية يتبدى لأصحابها أنها حقيقية ومؤثرة تملك العصا السحرية على إحداث التغيير المطلوب.

لا ينبغي لفلسطيني واحد أن يلتبس عليه الأمر فيصبح عاجزاً عن قراءة وفهم المشهد الذي يضع القضية وحقوق الفلسطينيين في عين العاصفة وعلى طاولة التصفية.

فهذا هدف استراتيجي لأعداء القضية واضح ومحدد، لكن الطرق لتحقيقه والوصول إليه متعددة تتناسب مع كل سمات الجهة التي تستهدف القضية من الثغر التي هي عليه، حيث يُبذَل الجهد وتستمر المؤامرات في كل لحظة وفي كل اتجاه، بقصد قضم القضية وإحداث حالة من التآكل في الحقوق ومقومات الصمود والإرادات بشكل سريع، فكل نقطة نفاذ في حصن الموقف الفلسطيني تُحدِث ارتدادات تؤثر على كل المستويات وكل الاتجاهات في الثقة بالنفس والقدرة على الصدّ وتحمل الأذى والاستعداد للتضحية دفاعاً عن الحقوق والثوابت.

لا زالت المؤامرة مستمرة، ولا زالت القضية في أخطر مراحلها وأضيق منعطفاتها، حيث تتزاحم القوى وتتناقض المصالح على مداخلها، فخيل أمن المنطقة واستقرارها بذبح القضية وجمع القوى الإقليمية في جلدها (جاعدها) بعد أن تتغير قائمة الأعداء والأصدقاء خدمةً للمشروع الصهيوني على أنقاض المشروع الوطني الفلسطيني بالاعتماد على ما يلي:

1) إنجاز المصالحة.
2) تحصين الموقف الفلسطيني سياسياً.
3) مراكمة القوة والاتفاق على وسائل النضال الفلسطيني.
4) الاقتصاد بالقوة واستخدام الأدوات الكفاحية بمنتهى المسؤولية.
5) عدم الاستدراج لمفاوضات جديدة في ظرف غير مناسب.
6) اعتماد القراءة الاستراتيجية وتكييف تكتيكات العمل التفصيلية لخدمتها.
7) إدارة الملفات وعدم المسارعة لحسمها في ظل اختلال الموازين المحلية والإقليمية والدولية لصالح الأعداء والخصوم.

يبدو أن شدة التزاحم وسرعة المرور بحثاً عن مصالح موهومة من بوابات المسجد الأقصى ومعابر القطاع ومعازل الضفة تُفقِد اللاعبين العرب ما تبقى لديهم من التصاق في القيم الوطنية المستمدَّة من أولويات الأمن القومي لبلدانهم وللمنطقة، وتتعامل مع القضية بمستوى قضية فلسطين ومكانتها بالقطعة وليس وفق أولويات أمن المنطقة ومستقبلها، ففلسطين لا ينبغي لها أن تستبدل خيارها المقاوم عموماً والحراك الوطني لمسيرة العودة في هذه اللحظة خصوصاً في ظل المعطيات وحالة الغيبوبة التي تسيطر على نفسية وعقلية العرب، فما استسهلوا دفعه بالقطعة سيدفعونه بالجملة، وما سرّعوا في تجاوزه هرولةً على بوابات فلسطين هروباً من المسؤولية وخوفاً من التصادم وسعياً لتحقيق مصالح وهمية سيدفعونه غالياً عند نقطة التزاحم الشديدة حيث التصادم على مفترقات الطرق تسفر عن تحطيم مركبات ومقتل أفراد، بينما في منعطفات التاريخ والاستراتيجيات السياسية ضحايا التصادم تكون غياب أفكار وأحزاب وأوطان عن المشهد.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

عدنان البرش.. الطبيب الإنسان

عدنان البرش.. الطبيب الإنسان

غزة – المركز الفلسطيني للإعلاملم يترك الدكتور عدنان البرش (50 عامًا) مكانه ومهمته في إنقاذ جرحى حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية بغزة، حتى اعتقاله...