الأربعاء 08/مايو/2024

في ذكرى الحرب.. المقاومة الشعبية تنتصر على الاحتلال

في ذكرى الحرب.. المقاومة الشعبية تنتصر على الاحتلال

بحلول السابع من يوليو 2014، بدأت “الحرب الثالثة” التي شنتها “إسرائيل” على قطاع غزة، وبدأت معها رحلة مقاومة جديدة تبعها معاناة شعب لإعمار الدمار والتغلب على الحصار.

بدأ التمهيد لعدوان 2014 في 12 يونيو/حزيران 2014 ، مع الإعلان عن خطف ثلاثة مستوطنين في الخليل جنوبي الضفة الغربية، وبدأ الجيش الصهيوني عقبها حملة عسكرية.

وفي 30 يونيو/حزيران، عثر على جثث المستوطنين الثلاثة قرب حلحول “مدينة بمحافظة الخليل”، وكشفت تقارير بأن الشرطة وأجهزة الاستخبارات الصهيونية عرفتا بعد وقت قليل من وقوع الحادثة أن الأمر يتعلق بعملية قتل وليس باختطاف، لكن الحكومة الصهيونية أرسلت الجيش والأجهزة الأمنية لتشنا حملة واسعة من المداهمات والاعتقالات بالضفة الغربية بحثا عنهم وكأنهم أحياء.

أعقب ذلك مطالبات صهيونية بالانتقام من العرب، وهو ما أدى إلى خطف وتعذيب وحرق الطفل محمد أبو خضير من مخيم شعفاط بالقدس المحتلة، والذي أعقبه احتجاجات واسعة النطاق، وخصوصاً في مناطق عرب 48، وكذلك إطلاق صواريخ من قطاع غزة على المستوطنات والمدن الصهيونية وقصف صهيوني على القطاع.

كانت هناك عدة محاولات لتثبيت التهدئة بين “إسرائيل” وقطاع غزة، إلا أن تصاعد وتيرة الإجرام الصهيوني بعد استشهاد الطفل محمد أبو خضير واثنين من العمال العرب دهساً، أدى إلى تصاعد القصف بين غزة و”إسرائيل”، حيث شن الجيش الصهيوني سلسلة غارات إجراميّة على مطار غزة جنوبي القطاع.

وفي فجر الاثنين 7 تموز/يوليو الماضي، شن الطيران الصهيوني غارة استهدفت أحد الأنفاق في منطقة المطار شرق مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، قتل على إثرها 6 من عناصر حركة حماس، وبدأ الجيش الصهيوني عدوانًا عسكريًّا، واستدعى الكابينت (المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر) 40 ألف جندي احتياط.

استمرت الحرب 51 يوما حتى أعلن عن وقف إطلاق النار يوم الثلاثاء (26-8)، ليخرج الشعب الفلسطيني محتفلا بنصره على أعتى آلة إجرامية في المنطقة.

الحرب في أرقام
* بلغ عدد الشهداء  2139 منهم 579 طفلا و263 امرأة و102 من المسنين، وعدد الجرحى 11128، منهم 3374 طفلا و2088 سيدة و410 مسنين؛ حيث سجلت محافظة خانيونس النسبة الأعلى للشهداء.

* ارتكب الاحتلال الصهيوني 49 مجزرة بحق 90 عائلة فلسطينية بواقع 530 شهيدا.

* دمر الاحتلال 2358 منزلا بشكل كلي، و13644 بشكل جزئي، بحيث باتت تلك المنازل لا تصلح للسكن، و60 مسجدا بشكل كلي و109 بشكل جزئي، كما دمر برجين سكنيين وبرجين تجاريين كانت تضم مكاتب للصحافيين.
 
* بلغ عدد المشردين قبيل لحظات من إعلان وقف إطلاق النار 466 ألف مواطن في أنحاء القطاع كافة، موزعين على مختلف المدارس وبعض الأماكن التي كانت تؤوي العائلات.
 
* تقديرات أولية للخسائر الاقتصادية بلغت أكثر من ثلاثة مليارات ونصف المليار دولار، حيث دمّر الاحتلال 134 مصنعا بشكل كامل، ما تسبب بتسريح ثلاثين ألف عامل.
 
* قُتل سبعون صهيونيا منهم 67 جنديا وثلاثة مستوطنين، وفق ما ذكرته وسائل إعلام صهيونية مختلفة بعد إعلان وقف إطلاق النار مساء الثلاثاء، في حين أن المقاومة تؤكد أن الأرقام أضعاف ذلك بكثير.

* منذ بدء العدوان يوم 7 يوليو/تموز، أطلقت المقاومة الفلسطينية 4564 صاروخا تجاه المستوطنات والمدن الصهيونية، بينما هاجم جيش الاحتلال 5263 هدفا بقطاع غزة، في مجملها بيوت للسكان المدنيين.

إنجازات المقاومة
وبينما تتشابه نهاية هذا العدوان وأهدافه المعلنة من جانب “إسرائيل”، نهايةَ عدوانيْ عام 2008 و2012 ، فإن السيناريو الذي قاد إلى هذه النهاية يبدو مختلفا بين العدوانات الثلاثة.

فقد تمكنت المقاومة من تحقيق إنجاز كبير فيما يخص أسر الجنود الإسرائيليين، وعرضت كتائب الشهيد عز الدين القسام صور أربعة جنود إسرائيليين يُعتقد أنهم أسرى لديها، وأكدت أنها لن تكشف أي معلومات عنهم من دون مقابل.

استمرت حالة الاحتجاج على العدوان والحصار، دون الوصول إلى اتفاقات جديدة ترعاها مصر، لعدم التزام الاحتلال باتفاق الإفراج عن الجندي جلعاد شاليط، وإعادة اعتقاله أغلب الأسرى المحررين بموجب صفقة وفاء الأحرار.

ساهم في استمرار التوتر قدوم الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الذي يعد أحد أبرز الداعمين للكيان الصهيوني في العالم، ودخلت القضية الفلسطينية في مرحلة خطيرة بعد إعلان واشنطن القدس عاصمة لدولة الاحتلال ونقل سفارتها للمدينة المحتلة.

وبدأت موجة جديدة من المقاومة الشعبية، تمثلت بإطلاق مسيرة العودة الكبرى في يوم الأرض 30 مارس الماضي، التي تدعو إلى العودة للأراضي المحتلة، وتحتجّ على “صفقة القرن” وحصار غزة.

ويتردد أن هذه الصفقة تقوم على إجبار الفلسطينيين على تقديم تنازلات “مجحفة”، من ضمنها وضع مدينة القدس، تمهيداً لقيام تحالف إقليمي مع “إسرائيل” تشارك فيه دول عربية، أبرزها السعودية.

ويقمع الجيش الإسرائيلي “مسيرات العودة” السلمية؛ حيث قتل 136 فلسطينياً، وأصاب نحو 15 ألفاً و500 آخرين، بحسب إحصاءات رسمية لوزارة الصحة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات