جبهة الرواية تقلق إسرائيل بذات خطورة جبهة القتال
على غير العادة انشغلت الأوساط السياسية والإعلامية الإسرائيلية بالحديث في الآونة الأخيرة عن شكل جديد من المواجهة الدائرة مع الفلسطينيين، تتمثل بجبهة لم تكن مدرجة ضمن أجندة الجيش والأجهزة الأمنية في سنوات سابقة بذات الكثافة والدسامة الحاصلة حاليا، وهي جبهة الحرب على الرواية، أو ما تسميها (إسرائيل) المعركة على الوعي.
بدأت تظهر مؤشرات هذه الجبهة بصورة متزايدة منذ اندلاع مسيرات العودة أواخر مارس الماضي، في ظل تراجع القدرة الإسرائيلية على تسويق روايتها المعادية للفلسطينيين، ونجاح هؤلاء في ترويج روايتهم عما يحصل، وتسابق وسائل الإعلام، لاسيما العالمية منها، على نشر هذه الرواية، المصحوبة بالصورة الميدانية لما تشهده حدود غزة من مظاهرات سلمية مدنية.
ربما لا يخفى على أحد حجم الماكنة الإعلامية والدعائية التي تحوزها دولة الاحتلال، وحالة التنسيق والتشبيك القائمة بين مختلف مكونات الأدوات الإعلامية في الوزارات الحكومية ذات العلاقة: مكتب رئيس الحكومة، وزارتي الخارجية والجيش، والسفارات المنتشرة حول العالم، وكلها مجندة في خدمة رواية الجيش والحكومة التي تزعم أنها تواجه مظاهرات مسلحة يشارك فيها مسلحون من فصائل فلسطينية وأجنحة عسكرية، لكن هذه الرواية تبدو كاسدة في سوق الإعلام العالمي، ولم تجد أحدًا يشتريها، حتى أصدقاء (إسرائيل) في الولايات المتحدة وبعض العواصم الأوروبية.
تجلّى الإخفاق الإسرائيلي في جبهة الرواية ومعركة الوعي في سلسلة اعترافات أدلى بها عدد من كبار الضباط والساسة والكتاب الإسرائيليين المكلفين بتعميم رواية الجيش والحكومة أمام الرأي العام العالمي، وأجمع معظمهم على تقديم هذا المعطى: (إسرائيل) ربحت معركة منع الفلسطينيين من اجتياز الحدود الزائلة، لكنها خسرت الحرب على الرواية”، وظهرت أمام العالم على أنها أكبر دولة في المنطقة مدججة بأعتى ما أنتجته هيئات الصناعات العسكرية، تواجه المئات من الفتيان والنساء العزل، يرفعون أعلام فلسطين ويهتفون بحناجرهم يطالبون بحق العودة لديارهم المحتلة.
لم تتوانَ المستويات السياسية والإعلامية الإسرائيلية عن إجراء فحص جدي وبحث دقيق لمعرفة أسباب وعوامل هذا الإخفاق في تسويق الرواية أمام نجاح الفلسطينيين، الذين لا يملكون عشر معشار الآلة الدعائية الإسرائيلية، حتى جاء اليوم الدراسي الذي نظمه معهد أبحاث الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب قبل أيام، واعتذر كاتب السطور عن المشاركة فيه بعد دعوة وجهها إليه المعهد.
توصلت محاضرات ومداخلات المشاركين في اليوم الدراسي الإسرائيلي لقناعات مفادها أن (إسرائيل) لديها مشكلة بنيوية تقف خلف هذا الإخفاق، ليس بسبب نقص في الإمكانيات المادية ولا عجز في القدرات التقنية، على العكس من ذلك، فهي تحوزها، وبصورة فائضة عن الحد، لكن المشكلة كما يقول خبراء التكنولوجيا تكمن في المستخدم، وليس في الآلة التقنية.
المصدر: فلسطين
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
المقاومة العراقية تستهدف قاعدة ومنشأة عسكريتين للاحتلال الصهيوني
بغداد - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت المقاومة الإسلامية في العراق -صباح الاثنين- استهداف قاعدة جوية ومنشأة عسكريتين للاحتلال الصهيوني بالطيران...
رفح .. قصف إسرائيلي مكثف بهدف الانتقام والتهجير
رفح - المركز الفلسطيني للإعلاممنذ عدة أشهر تتعالى التهديدات الإسرائيلية باجتياح مدينة رفح جنوب قطاع غزة التي تؤوي أكثر من مليون نازح بعدما أجبرتهم...
نتنياهو كفيلٍ في متجر خزفٍ.. وطوفان الأقصى أغرق الاحتلال وأضاء سراج العالم
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام بعد مرور أكثر من 212 يومًا على العدوان الصهيوني على غزة، يواصل رئيس مجلس الحرب بنيمين نتنياهو تعنته في إبرام صفقة...
لليوم الـ 212.. القسام يواصل قصف الاحتلال بصواريخ رجوم
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تواصل كتائب القسام لليوم الـ 212 على التوالي، التصدي للقوات الصهيونية المتوغلة في عدة محاور، والتي أسفرت حتى اللحظة...
أبو مرزوق: إذا أقدم جيش الاحتلال على دخول رفح لن يجني غير الفشل والفضيحة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أكد رئيس مكتب العلاقات الدولية بحركة حماس د. موسى أبو مرزوق في حوارٍ أجراه مساء اليوم الأحد مع قناة الأقصى، أنّ هناك...
الاحتلال يعترف بمقتل 3 جنود وإصابة 9 في عملية كرم أبو سالم
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام اعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي رسميا، مساء اليوم الأحد، بمقتل ثلاثة من جنوده في عملية استهداف معسكر لجيش الاحتلال في...
للمرة الثانية.. الاحتلال يمنع المفوض العام للأونروا من دخول غزة
نيويورك- المركز الفلسطيني للإعلام منعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا فيليب لازاريني، من دخول...