الإثنين 20/مايو/2024

فيلتسيا لانغر.. يهودية مناضلة شاهدة على جرائم إسرائيل!

فيلتسيا لانغر.. يهودية مناضلة شاهدة على جرائم إسرائيل!

بعد أعوام طويلة من الدفاع عن القضية الفلسطينية، وحقوقها العادلة، وشواهدها الإنسانية الخالدة، رحلت المحامية اليهودية وأول المدافعين والمحامين عن الأسرى الفلسطينيين، فيليتسيا لانغر، لتورث الأجيال مذكرات تنبض بالدم والصدق، تروي خلالها ما شاهدته من جرائم “إسرائيلية”.

“لانغر” والتي رحلت بعد صراع طويل مع الجرائم “الإسرائيلية”، وعن عمر يناهز 88 عاماً، بتاريخ 22 يونيو 2018 في ألمانيا، شكلت في مذكراتها تجربة ربع قرن من الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، قائلة: “أتعذب حين أرى الدم الفلسطيني يلطخ بطاقة هويتها -الإسرائيلية- ويلطخ وجه شعبها أمام هذه الادعاءات الزائفة”.

نضال قانوني

وفي الحديث عن مشوارها “المقاوم”، هاجرت “لانغر” مع زوجها ميتسيو لانغر الناجي من معسكرات الاعتقال النازية في بداية الخمسينيات إلى “إسرائيل”، لتواجه بعد أعوام من دراستها للقانون “الظلم الإسرائيلي” المفروض في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والذي تجدد باحتلال 1967م.

وأطلق الشعب “الإسرائيلي” على “لانغر” لقب “عدوة الشعب رقم 1” نتيجة ما قامت به من نضال ومحاربة للانتهاكات الإسرائيلية بحق الأسرى الفلسطينيين.

ونتيجة لمواقفها، أخذت لانغر قرارها الحاسم بمغادرة “إسرائيل” عام 1990 لتهاجر وتستقر في الجمهورية الألمانية.

الفراق المؤلم

وعم الحزن وألم الفراق، المناضلة والمدافعة عن حقوق الإنسان، والتي حصلت على جائزة الحق في الحياة، والتي تعرف باسم “جائزة نوبل البديلة” للشجاعة المثالية في نضالها من أجل الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني.

وسجلت تفاعل الحقوقية “لانغر” مع القضية الفلسطينية وكفاحها السلمي والقانوني علامة فارقة وكبيرة؛ لكونها إسرائيلية ويهودية لأبوين ناجيين من “المذبحة النازية”.

وبلا كلل أو ملل دافعت “لانغر” أمام المحاكم ضد أوامر الاعتقال والاعتقال الإداري، والتعذيب بحق الأسرى، وقرارات الإبعاد وهدم البيوت، ومصادرة أراضي المواطنين، مسطرةً بذلك مواقف إنسانية في تحربة استمر عمرها أكثر من ربع قرن.

مذكرات خالدة

“لانغر” التي ولدت عام 1930 في بولونيا، وحصلت على شهادة القانون من الجامعة العبرية عام 1965، آثرت أن تكون في تجربتها القانونية مدافعة عن حقوق الإنسان الفلسطيني ضد الممارسات القمعية للاحتلال الإسرائيلي.

وفي مذكراتها في كتاب “الغضب والأمل.. مسيرة الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال”، فضحت المحامية اليهودية الاحتلال وجرائمه ضد الأسرى، من وحي تجربتها في الدفاع عن الأسرى الفلسطينيين بين المحامين الإسرائيليين.

ووثقت المناضلة لانغر في كتابها “الغضب والأمل”، مشاهداتها ومذكراتها أمام المحاكم العسكرية الإسرائيلية، حيث قضت 25 عاماً في الدفاع عن الأسرى الفلسطينيين، لتخوض بذلك غمار حرب قانونية وسياسية؛ لدحض الظلم الواقع على الأسير في زنزانته وأسره.

“الحاجة فولا”

وخلال مسيرتها النضالية الحقوقية، “الحاجة فولا” -كما أطلق عليها الأسرى هذا الاسم- ترافعت عن المئات منهم، ورفضت إجراءات القضاء “الإسرائيلي” غير العادلة، وناضلت ضد الجيش “الإسرائيلي” ومخابراته.

وفي حديث لها عن ذلك، قالت لانغر: “أنا مع العدالة وضد كل من يعتقد أن ما يترتب على المحرقة هو الكراهية والقسوة وعدم الحساسية”.

وأسست لانغر بعد حرب العام 1967 مكتب محاماة في القدس المحتلة، صارت من خلاله مرجعًا موثوقًا به لمؤسسات حقوق الإنسان في العالم، موثقة خلاله الانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين.

وعام 2017، أطلقت نداء للمجتمع الدولي لإنقاذ حياة الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام والذي استمر 47 يوماً، قائلة: “أناشدكم عدم السكوت على هذا القمع المستمر وإلا أصبحتم مشاركين في هذه الجرائم”.

نموذج إنساني

ويقول الكاتب نصري حجاج: إن الفلسطينيين سيفتقدون اليوم نموذجاً إنسانياً لم يقدم تاريخ الصراع الفلسطيني “الإسرائيلي” كثيرين مثله.

وأشار نصري، الذي التقى لانغر في ندوات حقوقية وأهلية، أنها رفضت العيش في “إسرائيل”،  وتعاطفت مع  ضحايا الشعب الفلسطيني.

أما رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين، عيسى قراقع، رثى المحامية لانغر قائلاً: “لقد سجلت لانغر الحقائق عن كل ما يجرى تحت مظلة الاحتلال في كتابها الشهير (بأم عيني)؛ فقد شاهدت الجرائم، ورأت التعذيب على أجساد المعتقلين”.

وأضاف: “رأت كيف تنتهك حكومة الاحتلال القوانين الدولية والإنسانية، لا قانون دوليًّا في ساحات السجون والمحاكم وغرف التحقيق، استباحة ممنهجة ورسمية واستهتار بالعدالة الانسانية”.

ونعت هيئات ومنظمات أهلية ورسمية فلسطينية فيلتسيا لانغر لما قامت به من دور في الدفاع عن حقوق الفلسطينيين، ونضالها لمجابهة الظلم “الإسرائيلي”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات