الأحد 19/مايو/2024

التهديدات الإسرائيلية لغزة بين الجدية والخوف من العواقب

التهديدات الإسرائيلية لغزة بين الجدية والخوف من العواقب

كعادتها تحاول دولة الاحتلال جرّ المقاومة الفلسطينية إلى مواجهة عسكرية مسلحة تحاول فيها استعادة قوة الردع التي تآكلت بفعل مسيرات العودة وما صاحبها من مقاومة سلمية أثبتت أنّ “إسرائيل” كيان لا يحتمل الاستنزاف والعيش تحت رحمة أشبال الطائرات الورقية والبالونات الحارقة.

مؤخراً بدأت تبرز بعض التهديدات “الإسرائيلية” محاولة بذلك رفع السقف أمام جمهورها الداخلي بأنّها صاحبة اليد العليا، وأنّ باستطاعتها إنهاء الإزعاج الفلسطيني القادم من غزة.

حرب نفسية
المحلل السياسي إياد القرا، عدّ تصاعد نبرة التهديدات “الإسرائيلية” حربا نفسية دأبت عليها “إسرائيل” منذ نشأتها في محاولة للإيحاء بأنّها صاحب اليد الأطول في المنطقة.

ويعتقد القرا، في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ لدى “إسرائيل” اعتقاد أنّ حرب عام 2014 لم تأتِ بنتائج حقيقية، وأنّ المقاومة استطاعت أن تتعافى بشكل سريع وتطور من قدراتها بشكلٍ أفضل من ذي قبل، لذا فهو يسعى إلى محاولة تحقيق قوة الردع التي عادت لتتآكل عقب التصعيد الأخير.

ويشير المحلل السياسي، إلى أنّ لدى “إسرائيل” اعتقاد قوي أنّ المقاومة في غزة قادرة على المواجهة ولديها من الجرأة ما يحقق الألم لـ”إسرائيل” وهو ما ظهر من ردة فعل المقاومة في التصعيدين الأخيرين التي فرضت معادلة “القصف بالقصف”.

ويوضح القرا، أنّ مسيرات العودة وما صاحبها من معركة استنزاف غير محتملة لـ”إسرائيل” قد تدفع الأخيرة للخوض في مواجهة عسكرية هي أسهل بالنسبة أمام شيطنتها لصورة غزة أمام العالم، “ساعية بذلك تحقيق أهدافها لقوة الردع والضغط على المقاومة في ظل وضع إنساني صعب بغزة”.

غزة تردع “إسرائيل”
“أمام الواقع في غزة لا تستطيع إسرائيل إلا أن تطلق التهديدات يميناً ويساراً في محاولة لاستعادة ماء وجهها أمام تآكل قوة ردعها” هذا ما أكّد عليه المختص في الشأن الصهيوني عماد أبو عواد، مبيناً أنّ غزة استطاعت أن تردع “إسرائيل” رغم فارق الإمكانيات.

ويشير أبو عواد في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ “إسرائيل” لا تستطيع أن تتخذ قراراً استراتيجياً بالحرب على غزة لتخوفها منها والتي يمكن أن تحقق لها مفاجآت غير متوقعة، ولا هي تمتلك أن تأخذ قراراً استراتيجياً بحل قضية غزة بشكل سياسي.

ويعتقد المختص في الشأن الصهيوني، أنّ “إسرائيل” خسرت كثيراً في قضية غزة، “فقد استطاعت المقاومة أن تحقق نظرية ردع القصف بالقصف، وأن تحقق ردة فعل لم يعتقد الاحتلال الإسرائيلي بوقوعها”، مبيناً أنّ “إسرائيل” بحاجة إلى نظرية جديدة لأنّ القديمة لم تعد ذات صلة بالواقع.

ويدلل أبو عواد ما ورد في حديثه، هو تعالي الصوت “الإسرائيلي” المطالب بضرورة التوصل لحلول مع قطاع غزة، وعدم خوض حرب لا داعي لها، ولن تُغير في حقيقة الواقع المُعاش.

وأكّد أنّ غزة أثبتت أنّ مقاومتها بوسائل المقاومة البسيطة، كالطائرة الورقية، عُمق الضعف “الإسرائيلي”، المُتمثل بعدم قدرة المستوطن على التعايش، في واقع شبه استنزافي.

رسائل ضغط
من ناحيته يعتقد المختص في الشأن الصهيوني أيمن الرفاتي، أنّ التهديدات “الإسرائيلية” لقطاع غزة تأتي في سياق إيصال رسالة شديدة اللهجة لحركة “حماس” بضرورة التراجع عن ظاهرة البالونات الحارقة التي باتت تؤرق المستويات العسكرية والسياسية بعد ضغط المستوطنين في منطقة غلاف غزة.

ويضيف لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” “باعتقادي أن هذه الرسائل تحاول دولة الاحتلال من خلالها الضغط على الحركة كورقة أخيرة في ضوء الضغوط التي يمارسها جيش الاحتلال الإسرائيلي على القيادة السياسية التي ما زالت ترفض تحسين الواقع في قطاع غزة لإبعاد شبح الحرب”.

ويؤكّد الرفاتي، أنّ هذه التهديدات والتصريحات “الإسرائيلية” ضد قطاع غزة تأتي بعدما وضع جيش الاحتلال “الإسرائيلي” القيادة السياسية تحت ضغط الميدان المتدحرج، حيث يتطلب من القيادة السياسية في دولة الاحتلال أن تضع أهدافاً واضحة في حال قررت الزج بالجيش في مواجهة عسكرية مع قطاع غزة، وهذه الأهداف يمكن تحقيقها، وهو ما لا تستطيع الإجابة عليه القيادة السياسية “الإسرائيلية” حالياً، ما يعني أن الذهاب لحرب بدون أهداف سيقضي على المستقبل السياسي لمتخذي قرارها.

من ناحية أخرى، يشير الرفاتي إلى أنّ فرص الذهاب لحرب جديدة قائمة في ضوء الضغوطات التي يعيشها المستوى السياسي في دولة الاحتلال، في حال كان الهدف من الحرب إضعاف حركة حماس وتقليم أظافرها بهدف تمرير التسويات السياسية التي تطرحها الإدارة الأمريكية.

واختتم قوله: “يجب على المقاومة مواصلة حالة التأهب والاستعداد للمواجهة في حال فرضت عليها، وعدم الركون لتقديرات عدم رغبة الاحتلال في الذهاب لحرب جديدة”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات