الجمعة 03/مايو/2024

الإبراهيمي.. آثار المجزرة بعد 24 عامًا!

الإبراهيمي.. آثار المجزرة بعد 24 عامًا!

لم تعد آثار مجزرة المسجد الإبراهيمي بالخليل، دماء وشهداء وجرحى فحسب؛ وإنما تحول المكان منذ يوم المذبحة حتى اليوم لمربع أمني إسرائيلي مشدد، تمارس فيه أنواع العربدة كافة.

وفي الـ15 من رمضان عام 1414هـ، ارتكب الإرهابي المجرم باروخ جولدشتاين، مجزرة ضد المصلين المسلمين في باحات المسجد الإبراهيمي بالخليل، أثناء أدائهم صلاة الفجر، ما أسفر عن استشهاد 29 مصليًا وإصابة 150 آخرين.

تشديدات

معالم التشديدات الأمنية الإسرائيلية في مكان المجزرة، مئات الكاميرات، والبوابات الإلكترونية، والأبراج المرتفعة، والرشاشات الثقيلة، هذا كله تدعمه مئات الجنود المدججين بالأسلحة.

ما سلف من ذكر للتشديدات الإسرائيلية، هي نتاج مجحف ومؤلم للجنة “شمغار” التي شكلتها سلطات الاحتلال للتحقيق في المجزرة المروعة.

هذه اللجنة فرضت وقائع جديدة على المكان والزمان؛ فالمسجد بات مقسما، والمداخل لساحاته، وأروقته كلها محاصرة ببوابات إلكترونية؛ حيث يشعر الداخل للوهلة الأولى أنه يعبر لمقر أمني أو معسكر جيش، هذا كان وصف مدير المسجد الإبراهيمي حفظي أبو اسنية لمراسلنا.

رسالة ساخنة
ويشير خبراء في الاستيطان إلى أن سياسات الاحتلال في محاصرة “الإبراهيمي”، وفرض قيود أمنية مشددة على المصلين في دخولهم وخروجهم، وتقسيمه، وفسح المجال للمستوطنين على مصراعيه، هي رسالة ساخنة لأهل الخليل بشكل عام وأهل البلدة القديمة، أن ارحلوا لا مكان لكم.

ويؤكد عبد الهادي حنتش، خبير الاستيطان في الخليل، أن أخطر آثار مجزرة المسجد الإبراهيمي هي الوقائع الأمنية الجديدة التي قلبت المكان رأسا على عقب، وهذه الهيمنة الدينية على المسجد مكنت المستوطنين من هيمنة عنصرية استيطانية حول المسجد وساحاته وباحاته.

ويضيف حنتش في حديث لمراسلنا: هيمن المستوطنون على مرافق كثيرة محيطة بالمسجد عقب المجزرة، وسيطروا على العديد من المواقع والبنايات؛ مثل مدرسة أسامة بن المنقذ، وسوق الخضار، ومنطقة دائرة الأوقاف بأكملها، وسوق القفاصين، وسوق السهلة، ومنطقة مسجد الكيال، ومسجد الأقطاب، والتكية القديمة.

وتحولت هذه الأماكن لمواقع وثكنات عسكرية، وبعضها لتجمعات وسكن للمستوطنين، وأصبح الدخول والخروج من المكان بموافقة أمنية صهيونية وتحت رقابة مئات الكاميرات، ورحمة البوابات الالكترونية.

تدمير الاقتصاد

ويرى الحاج هاشم عبد النبي النتشة، رئيس الغرفة التجارية السابق، أن إجراءات ما بعد المجزرة في الخليل دمرت الاقتصاد الخليلي، وأدت بفعل الوجود الاستيطاني والأمني إلى إغلاق المئات من المحال التجارية والعديد من الأسواق؛ ما أدى إلى خسارات مالية تقدر بمئات الملايين من الدولارات.

وأكد في حديث خاصّ لمراسلنا:  الهدف من كل ذلك إفراغ البلدة من سكانها وتحويلها إلى مدينة أشباح يجوبها جيش الاحتلال ومستوطنوه فقط، وقد أصبحت كذلك فكل أسواقها مغلقة، وأكثر من 1300 دكان مغلق، كل ذلك بحجة الأمن وحماية المستوطنين، لذلك كان من أخطر الآثار المترتبة على مجزرة المسجد الإبراهيمي قبل 24 عاما محاصرة البلدة القديمة من الخليل أمنيا واستيطانيا وتدميرها اقتصاديا وتقسيم مسجدها مكانيا.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

المقاومة تصدى لتوغل الاحتلال في جنين

المقاومة تصدى لتوغل الاحتلال في جنين

جنين- المركز الفلسطيني للإعلامتصدّت المقاومة لقوات الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم الجمعة، بعد اقتحامها جنين وحصارها منزلا في بلدة جبع جنوبًا، شمال...