الإثنين 13/مايو/2024

هل تلجأ إسرائيل لـآخر طلقة في غزة؟

هل تلجأ إسرائيل لـآخر طلقة في غزة؟

يتلاوم قادة الكيان بعد كل جولة ساخنة مع قطاع غزة؛ وتختلط الأوراق السياسية والأمنية مع اضطراب الحلول والقرارات، وينتظر الصهاينة مولود “الكابينت” القادم الميت، مع جهوزية المقاومة للعودة لـ”مسيرة العودة”، والطائرات الورقية الحارقة.

نتائج الجولة الساخنة السابقة مع الكيان، وما يتم التخطيط له من قادة الكيان يستعرض بعضه قسم الترجمة والرصد في “المركز الفلسطيني للإعلام“.

دولة بحكم الواقع

تحت عنوان “دعوة إلى استراتيجية أخرى” كتب اللواء المتقاعد والرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الصهيوني “جيورا آيلاند”، عبر صحيفة “يديعوت احرنوت”.

يقول آيلاند: “مع انتهاء الجولة العنيفة في غزة بشكل مؤقت، ولكن قد تأتي مرة أخرى قريبا، يتم جرنا لعملية عسكرية واسعة حتى بدون رضى من الطرفين، والسبب في ذلك هو التجاهل الإسرائيلي للواقع الذي نشأ في غزة على مدى الـ 12 سنة الماضية”.

آيلاند: “مع انتهاء الجولة العنيفة في غزة بشكل مؤقت، ولكن قد تأتي مرة أخرى قريبا، يتم جرنا لعملية عسكرية واسعة حتى بدون رضى من الطرفين، والسبب في ذلك هو التجاهل الإسرائيلي للواقع الذي نشأ في غزة على مدى الـ 12 سنة الماضية”.

يضيف: “أصبح قطاع غزة دولة بحكم الواقع بكل ما تعنيه الكلمة؛ بحدودها الواضحة، وحكومتها الفعالة، وسياستها الخارجية المستقلة، وجيشها، وتلك هي خصائص البلد؛ حيث تم انتخاب حكومتها “حكومة حماس” في انتخابات ديمقراطية نسبيا في عام 2006 وهي بلا شك ممثل حقيقي لسكان قطاع غزة”.

ويتابع آيلاند أن سياستنا (الحكومة الإسرائيلية) هي حقاً الاختيار في ضوء المصالح وحدها، إذ ليس لدى “إسرائيل” مصلحة إقليمية أو اقتصادية أو سياسية في غزة؛ لدينا مصلحة أمنية فقط (أن لا يطلق علينا النار لفترة طويلة وأكبر من ذلك أن لا تطور قدرات عسكرية جديدة في المستقبل)، في المقابل ما هي مصالح حكومة غزة؟

إعمار غزة

حقيقة أن الرؤية الاستراتيجية لحماس هي تدمير دولة “إسرائيل”، ولكن في غياب القدرة على تحقيق ذلك فإنها راضية عن مصلحة أكثر تواضعاً وهي مواصلة حكم غزة، ولتحقيق هذه الغاية فإن حماس بحاجة ماسة إلى الشرعية الدولية والموارد لإعادة بناء بنيتها التحتية المنهارة، حسب قول الكاتب الإسرائيلي.

ويتساءل آيلاند: هل تضارب المصالح بيننا وبين حماس لا يمكن تجاوزه؟ لا أعتقد ذلك.

يقول الناطقون الإسرائيليون -وفق الكاتب-: إننا مستعدون لتقديم مساعدات اقتصادية للسكان الفقراء في غزة، وإن حماس ليست القاعدة أو داعش بل هي حركة سياسية يدعمها معظم سكان غزة، والأهم من ذلك أنه من المستحيل إعادة تأهيل قطاع غزة من خلف الحكومة هناك.

الناطقون الإسرائيليون:  حماس ليست القاعدة أو داعش بل هي حركة سياسية يدعمها معظم سكان غزة، والأهم من ذلك أنه من المستحيل إعادة تأهيل قطاع غزة من خلف الحكومة هناك.

ويشير اللواء المتقاعد إلى أنه في نهاية عملية “الجرف الصامد” قبل حوالي أربع سنوات (العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة 2014)، تقرر إنشاء لجنة دولية للتعامل مع إعادة اعمار قطاع غزة، كما تقرر أن تقود مصر هذه الخطوة، في حين أن الأموال لهذا الغرض المهم ستُمنح لأبو مازن في رام الله، ونحن أعطينا الفرصة لقطتين سمينتين للحفاظ على اللبن، وهما السلطة ومصر، وهما بالتأكيد لا يريدان إعادة تأهيل غزة.

استراتجية مبادئ

وبحسب ما قال اللواء المتقاعد: لقد حان الوقت لنستفيق ونبني الاستراتيجية مقابل غزة على أساس ثلاثة مبادئ.

الأمر الأول: إدراك أن قطاع غزة دولة مستقلة، ولسنا السبب في الانقسام الفلسطيني الداخلي، لذلك ليس علينا أن ندفع الثمن على حساب الأمن لإنهاء هذا الانقسام.

اللواء الإسرائيلي المتقاعد يدعو إلى 3 مبادئ مقابل غزة: الأول قطاع غزة دولة مستقلة، إسرائيل ستدعم أي نشاط يهدف لإعادة تأهيل شبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي والبيوت في غزة، أما الثالث فهو  أي معونة اقتصادية لغزة ستكون منافقة في مقابل مشاريع محددة، وسوف تلتزم حكومة حماس بمتطلبات الرقابة والإشراف الصارمة.

المبدأ الثاني: ستدعم “إسرائيل” أي نشاط يهدف إلى إعادة تأهيل شبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي والبيوت في غزة، ولن نعترض على القيام بهذا النشاط بشكل مباشر وغير مباشر مع حكومة حماس، فقبل عامين عرضت تركيا حلًا سريعًا وفعالًا لجزء من مشكلة الكهرباء؛ إنشاء سفينة مزودة بمولد عملاق مرتبطة بشبكة الكهرباء في غزة وتُضاعف إنتاجها تقريبًا. اعترضت “إسرائيل” على ذلك لأسباب سياسية، لماذا؟.

والأمر الثالث: أي معونة اقتصادية لغزة ستكون منافقة في مقابل مشاريع محددة، وسوف تلتزم حكومة حماس بمتطلبات الرقابة والإشراف الصارمة.

اختيار الحكمة

وختم اللواء المتقاهد جيورا آيلاند مقاله بالقول: كلما أطلقت مثل هذه العملية كان الوضع الإنساني قابلًا لأن يتحسن، وكلما زادت حكومة حماس من تراكم الأصول وتخشى أن تفقدها في حالة اشتعال عسكري انخفض التوتر.

يتابع: “يجب أن نتذكر أن ما بين 1948 و1967، كانت جميع الدول العربية ملتزمة بفكرة تدمير “إسرائيل”، ومع ذلك كانت لجان الهدنة بين “إسرائيل” وأعدائها قادرة على ضمان الهدوء الطويل، وعلى “إسرائيل” أن تختار الحكمة، وهو الذي يستحق العناء بدل اقتراح بعض الشخصيات بالعودة لاحتلال القطاع”.

سلعة مألوفة
فيما كتب مراسل صحيفة معاريف بن كسبيت، وتحت عنوان “في انتظار الجولة التالية”: “فيما يتعلق بغزة، لا توجد لدى الحكومة الإسرائيلية أي خطة في الأفق”.

ويقول بن كسبيت: نستمر من تصعيد لآخر حتى يقع صاروخ في مدرسة حضانة مزدحمة، ثم كل شيء سوف يرتفع إلى السماء، ويدفع لاحتلال القطاع. هل هذا ما نريد؟!

ويضيف: قام الجيش الإسرائيلي بعمل عرض سمعي بصري مثير للإعجاب، حيث قوبل بتغريدة مثيرة أيضاً للإعجاب من  وزير “الدفاع” ليبرمان: “كل مكان تطلق منه المنظمات الإرهابية النار على إسرائيل يصبح هدفا مشروعا للهجوم من القوات الجوية”.

وبحسب توصيف بن كسبيت؛ إنها سلعة مألوفة ويمكن التنبؤ بها، وهي محزنة لا تؤدي إلا لطريق مسدودة، وحتى لو قررت “إسرائيل” احتلال غزة واحتلتها وأطاحت بحكومة حماس ثم ماذا؟ أو كما يسأل بولي مردخاي في لغته العربية المتحولة، “وبعدين؟” هل هناك خطة؟ لمن تعطي المفاتيح؟ ماذا يحدث الآن؟ من يأخذ الأمر؟ ماذا تفعلون؟ ماذا تريد “إسرائيل” من غزة؟

ويتساءل بن كسبيت: ماذا يخرج لبيبي (نتنياهو) من الوضع الحالي؟ صحيح أن تدمير غزة أدى إلى بضع سنوات من الهدوء، لكن أي شخص مجهز بزوج من العيون وقليل من المنطق يجب أن يعرف أن هذا سينتهي في النهاية، كل برميل له قاع.

بن كسبيت يتحدث عن غزة: كل برميل له قاع.

تهدئة الرياح الساخنة

ويؤكد بن كسبيت أن المؤسسة الدفاعية والشاباك يوصون ويقترحون قائمة طويلة من المقترحات لتغيير الوضع الاقتصادي في غزة والتخفيف عن السكان التي ستزودهم ببعض الأمل والأفق.

ويختم بن كسبيت: إن فرص وجود هدنة بعيدة المدى أو حتى قصيرة هي فرص ضئيلة، بسبب مطالب الطرفين والذين ليس عندهم استعداد للتخلي عنها؛ “إسرائيل” تطالب بنزع سلاح حماس وتبادل الأسرى والجثث بأدنى ثمن، وحماس لن توافق على هذا، لذلك كل ما تبقى هو محاولة تهدئة الرياح الساخنة، وفي المقابل ستخفف “إسرائيل” على المستوى التكتيكي وغير الاستراتيجي، محنة سكان غزة وتزيد المساعدات الإنسانية، وربما تسمح ببناء مشروع واحد للبنية التحتية، كما صرح به وزير الإسكان الإسرائيلي الجنرال يوآف غالانت “إن جلسة الكبينيت القادمة ستناقش الوضع الإنساني في غزة، ومن المتوقع عرض إقامة منطقة صناعية كي تخفف عن أهل غزة”.

آخر طلقة

محلل الشؤون العبرية في “المركز الفلسطيني للإعلام” قال في معرض تعقيبه على ما سلف: إن الكيان لا يزال تحت تأثير وجع العصب في الأحداث السابقة، والحديث الحالي الدائر في الأروقة السياسية والأمنية هو التلاوم وصياغة إستراتيجية لإنهاء الوضع الصعب في غزة، ومنع الحديث عن احتلال غزة أو العودة لحرب طاحنة.

محلل الشؤون العبرية بـ”المركز”: مع كل ما جرى واعتراف الكيان بغياب الردع لديه؛ إلا أن جراحه المثخنة قد تدفعه لاستعادة هيبته بضربة قوية كآخر طلقة في هدنة طويلة، وبذلك يسد جوع وشراهة المتعطشين لدماء الفلسطينيين في اليمين المتطرف.

وأضاف: “مع كل ما جرى واعتراف الكيان بغياب الردع لديه؛ إلا أن جراحه المثخنة قد تدفعه لاستعادة هيبته بضربة قوية كآخر طلقة في هدنة طويلة، وبذلك يسد جوع وشراهة المتعطشين لدماء الفلسطينيين في اليمين المتطرف”.

وبحسب المحلل؛ فإن الكيان سيحاول في الأيام القليلة المقبلة أن يشرع في حملة إعلامية ضد المقاومة في غزة كعادته بعد الفشل الذريع من جهة، ومن جهة أخرى ستكون قرارات الكبينت القادم حبرا على ورق إذا ما صدق العنوان “تحسين الوضع الإنساني” ومحاولة تخدير ميدان المقاومة بقطاع غزة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

مواجهات عقب هجوم للمستوطنين جنوب نابلس

مواجهات عقب هجوم للمستوطنين جنوب نابلس

نابلس – المركز الفلسطيني للإعلام اندلعت مساء اليوم الاحد، مواجهات بين المواطنين والمستوطنين وقوات الاحتلال في بلدة قصرة جنوب شرق نابلس....