الثلاثاء 07/مايو/2024

تكية نابلس الخيرية.. أنموذج التكافل في رمضان

تكية نابلس الخيرية.. أنموذج التكافل في رمضان

فرق شبابية تطوعية، تتوزع ظهيرة كل يوم، وتنشغل في إعداد الوجبات الغذائية، هذه الفرقة للطبخ، وتلك للتغليف، وثالثة للتوزيع، وأخرى لتوصيل الوجبات للأسر الفقيرة في المدينة والمخيمات والقرى.

كخلية نحل ينطلقون، في تكية نابلس الخيرية الموجودة في البلدة القديمة، وبرعاية لجنة زكاة نابلس. ما يزيد عن 1500 وجبة يتم بتوزيعها بشكل يومي خلال شهر رمضان المبارك، مستعينة بأهل الخير والمؤسسات المجتمعية في البلدة.

يتسارع أهل المدينة والميسورون منها إلى جانب كثير من مؤسساتها، إلى التبرّع بالمواد العينية والمبالغ المالية لصالح التكية التي باتت معلما خيريا ومشهدا تكافليا وحالة فريدة في المدينة.

متنفس الفقراء
سامح طبيلة رئيس لجنة زكاة نابلس أكد خلاله حديث له لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن التكية باتت متنفسا لكثير من الأسر الفقيرة والمحتاجة سواء في شهر رمضان الفضيل أو في غيره، من خلال الوجبات التي تقدمها لهم بالتعاون مع أهل الخير.

سبع سنوات من العمل والعطاء -يقول طبيلة- كانت كفيلة بأن تجعل الكثيرين  ينكبون على التبرع لصالح التكية، ويتابع: “المئات من الأسر في مدينة نابلس وخارجها يستفيدون من وجبات التكية، بل إنها باتت بالنسبة لهم هي مصدر وجبات الإفطار في ظل الظروف الاقتصادية”.

“ومنذ بدايات الشهر الكريم قمنا بتوزيع أكثر من 1500 وجبة يوميا، ومع نهاياته تزداد الوجبات بشكل كبير نظرا لكثرة المتبرعين”.

وعن معايير توزيع تلك الوجبات قال: “لدى التكية والقائمين عليها وبالتعاون مع لجنة الزكاة والمؤسسات في المدينة والمخيمات والقرى، قوائم معينة لأسر فقيرة ومحتاجة أو لعوائل لا يوجد لها أي معيل نتيجة المرض أو الوفاة أو الحالات الاجتماعية، يتم إعدادها مسبقا وتجهيزها، ومن ثم توفير الوجبات الكاملة”.

مبادرات ذاتية
وتنشط المجموعات الشبابية والمتطوعون في إنجاح فعاليات التكية، وخصوصا في مرحلة التوزيع التي تحتاج الوقت الأكبر، فنجد شبابا وأشبالا في عمر الورد يتسارعون ليقوموا بالعمل داخل التكية وخارجها”.

الشاب أسامة حمامي واحد من المتطوعين في تكية نابلس الخيرية، يقول لمراسلنا إنه ومجوعة كبيرة من أصدقائه يتطوعون في تغليف الوجبات الغذائية داخل التكية وتوزيعها.

ويتابع: “لم نكن نعلم قيمة العمل التطوعي إلا بعد رؤية الأثر الكبير الذي نرسمه على شفاه الفقراء، فعندما انخرطنا بالتطوع عرفنا أن هناك جزءًا كبيرا من العائلات الفقيرة التي هي بالفعل تحتاج إلى المساعدة”.

ويشير حمامي إلى أنّ العديد من المتطوعين يضطرون يوميا إلى الإفطار بعيدا عن أسرهم وعوائلهم نتيجة انشغالهم بتوزيع الوجبات على الفقراء مستخدمين سياراتهم الخاصة أو دراجاتهم النارية، دون تردد أو كلل ولا ملل على حد تعبيره.

وفي عامها السابع، نسجت تكية نابلس الخيرية ملامح العمل الاجتماعي والتكافلي والتعاوني، وأضحت أنموذجا يحتذى به بين مؤسسات المدينة والمدن الأخرى، وجوًّا من أجواء نابلس الرمضانية التي تزيد البهاء والجمال والتكافل الاجتماعي في المدينة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات