الطائرات الورقية المقاتلة

غنت فيروز قبل نصف قرن تقريبا أغنية للطائرة الورقية التي تستخدم للعب ولهو الأطفال، وما زالت حتى الآن تستخدم لهذه الغاية. فالطائرة الورقية التي تتكون من ورق وخيطان، وسيلة لعب مفضلة لدى الأطفال، لاسيما أنهم قادرون على تشكيلها وتلوينها بالأشكال والألوان التي يحبون ويرغبون.
هذه “اللعبة” الجميلة غير المكلفة، حولها شبان فلسطينيون مبدعون إلى وسيلة للمقاومة الفلسطينية، ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال مواجهات مسيرات العودة في قطاع غزة التي واصلت فعالياتها للأسبوع السابع على التوالي، ومن المتوقع أن يتزايد زخمها خلال الأيام القليلة المقبلة حيث تخطط الإدارة الأمريكية لنقل السفارة الأمريكية للقدس المحتلة في ذكرى نكبة فلسطين، واحتلالها من قبل الاحتلال الإسرائيلي في العام 1948.
هذه “اللعبة” كانت أيضا في السابق وسيلة نضال ومقاومة، عندما كان شبان فلسطين يطيرونها بالسماء وهي تتزين بالعلم الفلسطيني، دلالة على تمسك الشبان بقضيتهم ووطنهم، وعدم تنازلهم أبدا عن حقوق شعبهم العادلة.
هذه الوسيلة النضالية البسيطة، تحولت هذه الأيام إلى وسيلة مقاومة تخيف وترعب قوات الاحتلال والمستوطنين وسلطات الاحتلال بأشكالها وألوانها البغيضة كافة.
فقد حول الشباب الطيارات الورقية، لتصبح أداة مقاومة لا يمكن لقوات الاحتلال السيطرة عليها، مهما حاولت هذه الأخيرة واستخدمت من وسائل لإفشالها وإحباطها ومنعها من الوصول إلى زراعات ومزارع المستوطنين في الجانب الفلسطيني الآخر من الحدود مع غزة.
أحرقت الطائرات الورقية آلاف الدونمات من زراعات المستوطنين، وأحالتها رمادا، ردا على قمع قوات الاحتلال واستخدامها العنف القاتل ضد الفلسطينيين، الذين يتظاهرون لتذكير العالم بحقهم بالعودة إلى فلسطين.
استشهد العشرات خلال مسيرات العودة برصاص الاحتلال، وأصيب آلاف الفلسطينيين بجروح عديدة أيضا خلال هذه المسيرات، ما دفع الشبان الفلسطينيين إلى ابتكار وسائل مقاومة جديدة تؤثر على العدو، وتزعجه، وتثير غضبه، وتزيد من خسائره. فكانت الطائرة الورقية المشتعلة التي تحمل غضب فلسطين وأهلها، لتوجه النيران إلى جهتها الحقيقية بوجه الاحتلال وقواته ومستوطنيه.
نتيجة لذلك، عدّت سلطات الاحتلال مطلقي الطائرات الورقية أعداء وأهدافا “مشروعة” لرصاص الاحتلال، ولكن ذلك لن يثني الشباب، وهذا ما أكده وأثبته الشبان في مسيرة أمس في قطاع غزة، فقد استخدموا الطائرات الورقية المشتعلة، وحرقوا المزيد من مزروعات المستوطنين.
إن مقاومة مبدعة مثل مقاومة الشعب الفلسطيني، لا يمكن أبدا هزيمتها، وستنتصر مهما بلغت التضحيات.
المصدر: الغد الأردنية
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

استشهاد طفل متأثرا بإصابته برصاص الاحتلال في طولكرم
طولكرم – المركز الفلسطيني للإعلام استشهد طفل، مساء اليوم الجمعة، متأثرا بإصابته برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في مخيم طولكرم قبل 10 أيام....

بعد رفضٍ وغضبٍ دوليٍ على خطته.. ترامب: لست مستعجلا بشأن غزة
نيويورك – المركز الفلسطيني للإعلام قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إنه "ليس مستعجلا" فيما يخص تنفيذ خطته المثيرة للجدل بشأن الاستيلاء على قطاع غزة...

19 عملاً مقاوماً في الضفة الغربية خلال 24 ساعة
الضفة – المركز الفلسطيني للإعلام تواصلت عمليات المقاومة في الضفة الغربية خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية، ضمن معركة "طوفان الأقصى"، حيث سجل 19 عملاً...

ماذا وراء إعادة انتشار فرق بجيش الاحتلال في غزة؟ خبير عسكري يجيب
الدوحة – المركز الفلسطيني للإعلام قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء الركن محمد الصمادي إن إعادة انتشار الفرق العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة...

مسيرتان في عمّان رفضًا لمخططات التهجير والوطن البديل
عمان – المركز الفلسطيني للإعلام شهدت العاصمة الأردنية عمان، اليوم الجمعة، مسيرتين شعبيتين رفضًا لمخططات التهجير والوطن البديل التي كشف عنها الرئيس...

مظاهرة في إسطنبول تنديدًا بخطة ترامب بتهجير الفلسطينيين
اسطنبول – المركز الفلسطيني للإعلام شهدت مدينة إسطنبول، الجمعة، مظاهرة منددة بخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للاستيلاء على قطاع غزة وتهجير...

79 دولة تؤكد دعمها للجنائية الدولية
واشنطن- المركز الفلسطيني للإعلام أصدرت 79 دولة من الدول الأطراف الموقعة على نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، من بينها دولة فلسطين، اليوم...