الإثنين 20/مايو/2024

دوما.. ضحية جرائم الاحتلال وإهمال السلطة

دوما.. ضحية جرائم الاحتلال وإهمال السلطة

في البلدة ذاتها وبالأسلوب نفسه والتوقيت كذلك.. كادت أن تقع مجزرة جديدة على أيدي عصابات صهيونية تسللت ليلاً كما الخفافيش إلى بلدة دوما إلى الجنوب من مدينة نابلس لتنشر الخراب والموت والرعب بين أوساط أهالي القرية هناك كما حدث مع عائلة دوابشة قبل سنوات.

عقارب الساعة كانت تشير إلى الثانية والنصف فجرًا حينما استفاق كل من في البيت على رائحة الدخان ولهب النيران يأكل بعض الأجزاء من البيت بفعل الحرائق التي اشتعلت نتيجة الجريمة تلك، ليضطر المواطن ياسر دوابشة إلى كسر أحد جدران المنزل المصنوعة من الجبص ليلوذ وأسرته بحياتهم وينجوا من موت محقق.

دوابشة أكد خلال حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن عناية الله وحدها حالت دون موته وعائلته نتيجة تلك النيران التي اشتعلت في المنزل على شاكلة ما حصل مع أقاربه قبل ثلاث سنوات ويزيد، حسب قوله.

بصمات الاحتلال

وتابع دوابشة: “في اللحظة الأولى لاستيقاظي على رائحة الدخان استحضرت مباشرة ما حصل مع أقاربي الشهداء، ومشهد الطفل أحمد الذي لا يزال يعاني الأمرّين نتيجة الحروق فأخليت كل من في المنزل إلى مكان آمن”.

بصمات الاحتلال حاضرة في تفاصيل الجريمة، يقول المواطن دوابشة: “فما حصل مع عائلتي لم يكن مستبعدًا سواء بحقي أو غيري من أهالي القرية، وخصوصًا بعد جريمة الحرق الأولى، والمحاولات التي منعت خلال الثلاثة الأعوام الأخيرة سواء في بلدتنا أو في غيرها”.

مصادر عائلية قالت لمراسلنا: إن المواطن ياسر دوابشة وتفاصيل الجريمة التي حدثت ببيته تؤكد أن ما حصل هو جريمة صهيونية؛ لكونه أولاً مواطن ليس لديه مشاكل أو عداءات مع أيٍّ كان، بل على العكس من ذلك، فهو محبوب بين الجميع، مضيفة أن موقع البيت في وسط البلدة وطريقة الحرق تؤكد أن هناك أيديًا صهيونية -إن لم تكن من المستوطنين، فمن مخابرات الاحتلال- تقف وراء تلك الجريمة بغية خلط الأوراق في القرية التي ترفض الذل والخضوع، وتحول دون سيطرة المستوطنين على الأراضي في القرية.

قرية بلا حماية

وعبرت المصادر العائلية عن سخطها من طريقة تعاطي السلطة مع البلدة وخصوصًا بعد سيل الجرائم التي تعرضت لها البلدة عبر السنوات الأخيرة ووعودها المزيفة بإيلاء القرية مزيدًا من الحماية، وفضح الاحتلال وتعريته أمام الجرائم التي حصلت وتحصل.

الشاب (ق.د) أحد سكان القرية قال لمراسلنا: إن السلطة هي شريك بمثل تلك الجرائم من خلال إهمالها للقرية وتعطيلها للجان الحراسة التي أقيمت في القرى، وتابع: “في أغلب قرى جنوب نابلس تم تشكيل لجان حماية، ولكن بفعل ممارسات فتح والأجهزة الأمنية تم إفشالها وإحباطها بشكل مباشر وغير مباشر لدرجة أن أغلب القرى باتت مستباحة من المستوطنين وما حصل في قصرة قبل أشهر قليلة وما حصل بدوما الآن خير دليل على ذلك”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات