الأربعاء 22/مايو/2024

الإفراج عن قاتل الشريف .. عدالة زائفة تفضح عنصرية إسرائيل

الإفراج عن قاتل الشريف .. عدالة زائفة تفضح عنصرية إسرائيل

من إجراءات المحاكمة إلى ظروف الاحتجاز، وصولًا إلى إفراج الاحتلال “الإسرائيلي” المبكر عن جنديه “اليؤور أزاريا” المدان بقتل جريح فلسطيني، تتشكل صورة العدالة المفقودة في “إسرائيل”، في حالة تبدو متكررة في كيان يقوم على العنصرية.

وأفرجت سلطات الاحتلال، فجر اليوم الثلاثاء، عن الجندي الإسرائيلي “اليؤور أزاريا” الذي أُدين بقتل الجريح عبد الفتاح الشريف في مدينة الخليل قبل نحو عامين.

وأُطلق سراح الجندي القاتل، من المعتقل العسكري (رقم 4)، بعد عفويْن بموجبهما خفضت مدة سجنه من 18 شهرًا إلى تسعة أشهر فقط.

كيان عنصريّ
المحامي فارس جبارين، من مؤسسة الحق، رأى في الواقعة، دليلا على عنصرية “إسرائيل”؛ “فهي لا تعرف قانونا للحريات، ولا تحتكم للقانون الدولي؛ بل تعصف بكل لوائحه عرض الحائط، وتتنكر لاتفاقيات جنيف الرابعة”.

وقال جبارين لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “إسرائيل لا تمتلك قضاء عادلا وتحكمها أجهزة الأمن والاستخبارات، وتوظف كل قياداتها الرفيعة في خدمة ما يسمى بالأمن والاستخبارات التي لا تعد في عقيدتها العسكرية أي قيمة للإنسان الفلسطيني”.

وحكم القضاء “الإسرائيلي” في البداية على أزاريا، الذي يحمل الجنسية الفرنسية بالسجن 18 شهرا لقتله عبدالفتاح الشريف برصاصة في الرأس، بينما كان الأخير ممددًا أرضا ومصابا بجروح دون أن يشكل خطرا ظاهرا، بحجة تنفيذه هجوما بسكين على جنود الاحتلال.


الشهيد عبد الفتاح الشريف وفي الإطار قاتله

وخفض رئيس أركان قوات الاحتلال جادي إيزنكوت بعدها العقوبة إلى 4 أشهر في مارس/ آذار الماضي، قبل أن تأمر لجنة بخفض جديد للعقوبة.

وأفرج عن أزاريا اليوم (الثلاثاء) بدلًا من بعد غد الخميس؛ وهو الموعد الذي كان من المفروض أن يغادر فيه السجن، نزولًا عند طلبه بأن يسمح له بمغادرة السجن قبل الموعد بيومين لحضور حفل زفاف شقيقه.

القتل سياسة منظمة
ويؤكد رئيس نادي الأسير الفلسطيني، قدورة فارس، أن الإفراج عن الجندي القاتل بعد تسعة أشهر من سجنه “تعزيز لثقافة قتل الفلسطينيين”، مشيرًا إلى أن هذا الحكم المخفف يأتي في الوقت الذي تحكم فيه المحاكم الصهيونية على الفلسطينيين أحكاما عالية لمجرد إلقاء الحجارة على الاحتلال.

وأضاف فارس في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “الاحتلال الصهيوني يوفر مظلة للقتلة وحماية لهم؛ وهذا يعني أن كل المستوى السياسي والأمني والقضائي (في الكيان)، مشارك في جريمة قتل الشريف ومتورط في حيثياتها!!”.

وتابع “بهذا بات إعدام وقتل الفلسطينيين مع سبق الإصرار سياسة منظمة من الكيان الصهيوني”.

وطالب فارس بتقديم الساسة الصهاينة لمحكمة الجنايات الدولية لمحاكمتهم على جرائمهم البشعة بحق الشعب الفلسطيني، مشيرا إلى أن جريمة قتل الشريف ليست الأولى ولا الأخيرة، فإعدام الفلسطينيين يجرى صباح مساء في ظل الاحتلال، وهذا يعني أن شعبنا الفلسطيني يحتاج في ظل الاحتلال الغاشم إلى حماية دولية.

ووثق تسجيلٌ مصور، إقدام الجندي أزاريا على إعدام الشريف في 24 آذار/ مارس 2016، وسط مدينة الخليل، بإطلاق النار مباشرة من مسافة قريبة على رأسه وهو ملقى على الأرض، وقتله متعمدًا.

ورغم أن الشريط يظهر إعدام الجنديِّ الشهيدَ عن سبق وإصرار وترصّد؛ إلا أن النيابة العسكرية التابعة لجيش الاحتلال، خفّفت لائحة الاتهام الموجهة ضدّه من “القتل المتعمد” إلى “القتل غير المتعمد، وتجاوز الصلاحيات”، وذلك للتستر على الانتهاكات وسياسة الإعدامات الميدانية التي يمارسها جنود جيش الاحتلال في مواجهة الانتفاضة الفلسطينية.

تنديد وغضب
وأثار إطلاق سراح أزاريا، حالة من الغضب والتنديد الفلسطيني، بغياب العدالة الإسرائيلية، والحكم المخفف الذي حكم به، فضلا عن تخفيض هذا الحكم.

وفي مدينة الخليل، جنوب الضفة الغربية المحتلة، أكدت رجاء الشريف، والدة الفلسطيني الذي قتله أزاريا “لا يوجد شيء يمكننا القيام به” بعد الإفراج عن الجندي. وأشارت إلى أن “هذا أمر طبيعي. هو لم يكن مسجونا حقا”.


وأكد الناطق الإعلامي باسم حركة المقاومة الإسلامية “حماس” فوزي برهوم، أن إفراج الاحتلال “الإسرائيلي” عن جنديه قاتل الشهيد عبد الفتاح الشريف بمدينة الخليل؛ مكافأة للمجرم وتشجيع رسمي على القتل.

وقال برهوم في تصريح صحفيّ، الثلاثاء: إن ذلك يعكس مدى إرهاب الدولة المنظم الذي تمارسه حكومة الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات