الإثنين 06/مايو/2024

سياسية جديدة في مواجهة مسيرات العودة

ياسر مناع

فشلت “إسرائيل” في إيقاف مسيرات العودة والتي تجاوز عمرها الخمسة أسابيع حيث جاءت تلك المسيرات على عكس التوقعات الإسرائيلية التي راهنت على قلة عدد المشاركين كأحد الأسباب المهمة في فشلها، بالإضافة إلى تردي الوضع الإنساني والاقتصادي في القطاع جراء الحصار والتي عملت أيضاً -المسيرات – على إرباك الموقف الإسرائيلي الذي وقف حائراً أمام تلك المظاهرات.

 ولكن هذه المسيرات لم تزدد إلا عدداً ومشاركين، وبدت الجرأة واضحة تماماً خصوصاً بالأمس الجمعة من خلال الاختراق الجماعي للسلك الشائك على الرغم من وجود القناصة، كان وجود القيادة السياسية من مختلف الفصائل في هذه المسيرات بشكل دوري عاملا مهما من عوامل استمرارها وشكل رداً جلياً على الدعاية الإسرائيلية بأن المنظمين لتلك المسيرات يرسلون الأطفال للموت على الحدود من أجل مصالح شخصية أو حزبية.

بعد يوم وصف بالسيناريو المخفف ليوم 15/5 يبدو بأن المشهد في القطاع آخذ في التغير، وأن “إسرائيل” لم تفلح فعلياً في إيقاف مسيرات العودة بالطريقة الإعلامية والدعائية الباهتة من خلال بعض المنشورات التحذيرية والكلمات الموجهة من قادة الاحتلال لسكان القطاع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لذلك لجأت إلى استخدام طريقة جديدة لإيقاف تلك المسيرات من خلال مرحلة استهداف عدة مواقع وأهداف داخل القطاع، وهذا ما ذكره الكاتب الإسرائيلي ماتان تسوري في مقالٍ له نشرته صحيفة يديعوت أحرنوت  “بأن الجيش قرر اتباع سياسة جديدة في التعامل مع المسيرات التي تزداد عنفاً على حدود قطاع غزة”.

من الواضح بأن هذه المرحلة قصيرة العمر ولا تريد “إسرائيل” فيها التصعيد العسكري لذلك فإنها استهدفت وسوف تستهدف المناطق المهجورة والمواقع الفارغة ولن تلجأ إلى استهداف شخص بعينه خشية التصعيد، بل أرادت منها خطوة استباقية ليوم 15/5 ذكرى النكبة الذي تخشى “إسرائيل” من عواقبه، أما فيما يتعلق بفصائل المقاومة، فإنها لن تنجر إلى مربع الرد بالمثل لأن ذلك سوف يؤثر بشكل سلبي على ما هو أهم، وسوف تركز جل جهدها في حشد الجماهير لمسيرات ذكرى النكبة.

بعد الرسالة التي وجهتها المؤسسة الأمنية الإسرائيلية لحماس  – لأنها المتهمة في تنظيم المسيرات وقيادتها -أنه وفي حال لم تتوقف التظاهرات وبعد تقييمها – المؤسسة العسكرية – لمسيرة الجمعة الخامسة من مسيرات العودة جاء القصف على مواقع داخل قطاع غزة كورقة جديدة في ردع المتظاهرين والانتقام منهم، لأن القادم بالنسبة لإسرائيل ولاسيما في يوم 15 /5 أخطر وأصعب فهي لا تريد اختراقا للسلك الحدودي ومواجهة تدفع “إسرائيل” ثمناً ميدانياً على الأرض وسياسيا دولياً لا تحبذه.

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات