الخميس 09/مايو/2024

هل أوصلت مسيرات العودة الاحتلال إلى حد الرعب؟!

هل أوصلت مسيرات العودة الاحتلال إلى حد الرعب؟!

حالة من التخبط والإرباك عاشتها دولة الاحتلال إزاء حالة الجرأة غير المعهودة لدى الشباب الفلسطيني في “جمعة الشباب الثائر” الذي تمكنوا لأول مرة من اجتياز السياج الحدودي في الجمعة الخامسة من مسيرة العودة الكبرى، مما حدا بالاحتلال لاتخاذ إجراءات يحاول من خلال تخفيف حدة الصدمة لدى الجمهور “الإسرائيلي” الذي يعدّ الجيش لديه هو الحصن الأخير للدفاع عنه.

وأمام هيبة الشباب الفلسطيني الذي استطاع بعنفوانه أن يجتاز الحدود، ومشاهد هروب الجيبات العسكرية “الإسرائيلية” من أمام الشباب الثائر، والتخفي خلف السواتر الترابية العالية، حاول الاحتلال أن يحسم معركته بالحديد والنار مستهدفاً مواقع متفرقة للمقاومة في محافظات القطاع كافة وكأنّه صاحب الضربة الأقوى.

شعور الإحباط
المحلل السياسي والخبير بالشأن الصهيوني صالح النعامي، أكّد أنّ القصف الذي طال الليلة أهدافا لحركة “حماس” يعكس شعوراً “إسرائيلياً” بالإحباط من إنجازات الأبطال الذين شاركوا في مسيرات العودة أمس الجمعة، ونجاحهم في نزع الجدار الزائل.

ويؤكّد في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ “إسرائيل” تحاول الاستعاضة عن فشل انتشارها العسكري على الحدود في احتواء الحراك من خلال محاولة فرض معادلة ردع جديدة تقوم على جباية ثمن من المقاومة ردًّا على أي تقدم لحراك العودة؛ “إما بهدف إقناعها بالعمل على وقف الحراك، أو استدراجها لمواجهة تفضي إلى تصفية حراك العودة” كما قال.

وقال: “الرد على أي تصعيد إسرائيلي يجب أن يتمثل في تصعيد وتكثيف حراك العودة لاستنزاف العدو، وليس اللعب في الساحة التي يفضلها”، معللاً ذلك بمدى الإحباط لدى الاحتلال حيث استنزاف قواته من المشاة على الحدود مع القطاع، ومع ذلك فشل ليس فقط في احتواء الحراك، بل أنه عجز عن وقف تطوره.

ناقوس خطر
المحلل والمختص بالشأن الصهيوني أيمن الرفاتي، أنّ مسيرة العودة مع تطور أساليبها وعنفوان شبابها بدأت تشكل لدى الاحتلال ناقوس خطر حقيقي مع اقتراب يوم ذكرى النكبة 15 مايو/أيار القادم الذي يتوعد فيه المنتفضون بجمعة فاصلة.

ويشير الرفاتي لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ التطور الكبير الذي حدث في مسيرات العودة خلال جمعة “الشباب الثائر”، واستخدام جميع الوسائل التي استخدمت سابقاً؛ “كوشوك، طائرات ورقية، وغيرها” أدى لإرهاق الاحتلال، بالإضافة لتكتيكات جديدة في وصول الشبان للسلك الفاصل جعل الاحتلال يتيقن أنّ ما جرى ما هو إلا مجرد بروفة صغيرة ليوم 15/5 وبالتالي هذا الأمر يمثل رعباً حقيقياً يجب مواجهته بشكل عاجل.

وينبه المحلل السياسي، إلى أنّ تقديرات المستويات الأمنية والعسكرية في دولة الاحتلال، أنّها لن تنتظر 15 مايو/أيار، “بل بدأت في تنفيذ سياسة جديدة تهدف لتسخين الجبهة في المنطقة الحدودية، وذلك لدفع المقاومة للرد عسكرياً على هذه الانتهاكات، بما يؤدي بالأمور للتصعيد، وهنا لا يبقى للعمل السلمي أي دور”.

اقتراب الرعب
المحلل في الشؤون العسكرية رامي أبو زبيدة، أكّد أنّ اقتراب تاريخ 15 مايو/أيار يشكل حالة رعب وقلق لدى الاحتلال، مبيناً أنّه يسعى لاختلاق ذرائع وفرض حالة من عدم الاستقرار على الحدود  لتخويف وإرهاب الجماهير، وحرف مسار الأحداث لمناوشات عسكرية، وما حدث من قصف لغزة يؤكد ذلك.

ويشير في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ التصعيد على غزة، هو محاولة ضغط إضافية على حركة “حماس” قبل الوصول إلى 15 مايو/أيار المقبل، لافتاً إلى أنّ تقديرات الاحتلال أنّ شهر مايو القادم هو الأخطر منذ حرب الأيام الستة عام 1967 بالنظر إلى التقاء عدة عوامل.

ويتوقع أبو زبيدة، أنّ الاحتلال يحاول فرض استخدام القوة على عدة مستويات خلال الأيام والساعات القادمة لاستباق الأحداث والضغط على حماس وفصائل المقاومة لخلق حالة ميدانية تستطيع من وجهة نظرها العمل بها بدون أن تظهر بصورة المحتل قاتل الأطفال والعزل.

ويؤكّد المحلل العسكري، أنّ مسيرة العودة الكبرى شكلت نقطة إيجابية في صالحها نحو تحقيق الأهداف المرجوة، وأضاف: “في جمعة الشباب الثائر استطاع الشباب المناورة على السلك الزائل وتوسيع انتشارهم بشكل فاجأ الاحتلال ومكن الشباب من قص السلك الزائل والدخول إلى أراضينا المحتلة عام 48 ومواجهة الاحتلال من نقطة صفر”.

ويعتقد أبو زبيدة، بارتباك العدو الصهيوني جداً وتخبطه جراء عدم إيجاده لطريقة ملائمة ميدانياً وسياسياً للتعامل مع المسيرات السلمية وإنهائها، “فهو يجرب ما بين الترغيب بالرسائل الناقصة التي دون الحد الأدنى لأهداف المسيرة، وبين التهديد والتصعيد وجر القطاع لمناوشات عسكرية” كما يقول.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات