الخميس 09/مايو/2024

الأسرى الأردنيون في سجون إسرائيل … معاناة مزدوجة

الأسرى الأردنيون في سجون إسرائيل … معاناة مزدوجة

بعينين مثقلتين ويدين متوجهتين نحو السماء ولسان يلهج بالدعاء “يا الله يا الله رحمتك، يا رب العالمين اللهم فرج عن علي، اللهم أعني على ذكرك وحسن عبادتك، اللهم فرجها عن علي يا رحمن يا رحيم”، ودع والد الأسير علي نزال الحياة قبل أن تكتحل عيناه برؤية ولده القابع خلف قضبان الاحتلال منذ عام 2006 والمحكوم عليه بالسجن 20 عاما.

الأسير علي نزال انتقل إلى فلسطين منذ عام 1997 ليستقر في مدينة قلقيلية، فيما اعتقلته قوات الاحتلال عام 2006 بعد محاصرة المنزل الذي استأجره عقب هدم منزله في المدينة عام 2003، ومنذ انتقاله إلى فلسطين لم ير والده سوى ساعتين كانتا أثناء زيارة عام 2008 في أحد سجون الاحتلال.

21 عاما من المعاناة
وقال أحمد نزال، شقيق الأسير لـ “المركز الفلسطيني للإعلام” بأن معاناة والده امتدت 21 عاما تقريبا منذ عودة “علي” إلى فلسطين، ولم يكتب لهما اللقاء إلا ساعتين في الأسر كانت الساعة الأولى منهما من وراء حاجز ليلتقط أنفاس ابنه عبر أسلاك هاتف، وبعد اعتراض أهالي الأسرى اجتمعوا بلا حواجز.

ويصف نزال حالة والده قبل وفاته؛ “معنوياته كانت عاليه وراضٍ بقضاء الله وقدره، رغم اجتياح مشاعر الشوق لرؤية ابنه ولو لمرة قبل أن يموت”.

وأوضح أحمد نزال أن معاناة شقيقه انتقلت إلى زوجته وأبنائه أثناء زيارتهم إلى الأردن، حيث يتعرضون إلى مضايقات من الاحتلال، وحجزهم في مكان مجهول لعدة أيام، ما منعهم من الزيارة خوفا من بطش الاحتلال.

واتهم نزال الحكومة الأردنية المتمثلة بوزارة خارجيتها بالتقصير، في متابعة أحوال الأسرى، بالرغم من أن القوانين الدولية كافة كفلت حق الأسير برؤية ذويه أثناء الاعتقال، متأملا أن تسعى لتنظيم زيارات دورية ولو مرة كل عام.

قصة الحاج شريف رافع نزال الذي حرم من لقاء ابنه منذ ما يقارب 10 سنوات، تكشف عن بعض المعاناة التي يعيشها الأسرى وذووهم، فالسجن يعج بالأسرى ويخبئ خلف قضبانه مئات الحكايا والمآسي.

معاناة الأسرى الأردنيين
ويخضع 20 أردنيا للاعتقال في سجون الاحتلال الصهيوني إلى جانب 30 مفقودا لم يعرف مصيرهم بعد، فهؤلاء الأسرى يعيشون ظروفا صعبة، ولم تشفع لهم الاتفاقيات الموقعة بين الحكومة الأردنية وحكومة الاحتلال.

وأشار الأسير المحرر فادي فرح عضو اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى والمفقودين الأردنيين في المعتقلات الصهيونية في حديث خاص لـ “المركز الفلسطيني للإعلام” إلى أن عدد المعتقلين الأردنيين في سجون الاحتلال بلغ 20 أسيرا، يعيشون ظروفاً صعبة في ظل عدم وجود متابعة قانونية عبر أي محامي أو مندوب من الوزارة الخارجية الأردنية لملفات الأسرى”.

كما بين فرح غياب الزيارات الدورية لموظفي السفارة الأردنية في “إسرائيل” للأسرى لحمايتهم من التعذيب والاطلاع على أحوالهم ومعاناتهم، مشيرا إلى أن آخر زيارة كانت لذوي الأسرى في عام 2008 شملت 16 عائلة من أصل 29 عائلة.

ويرى فرح أن حالة التقصير بحقوق الأسرى التي كفلتها جميع المواثيق والمعاهدات تعدت من عدم متابعة حالتهم الصحية مثل عمر عطاطرة ومحمد الريماوي، إلى سحب جنسيات بعضهم وهم الأسرى رأفت العسعوس ورياض صالح وناصر دارغمة، كما لم يفرج عن أي من الأسرى بواسطة الخارجية الأردنية منذ عام 2005.

يذكر أن أقدم أسير أردني هو عمر عطاطرة اعتقل عام 2000، وهو محكوم بالسجن 20 عاما، فيما الأسير الأردني عبد الله البرغوثي يملك أكبر حكم في تاريخ السجون الصهيونية وهو 67 مؤبدا.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات