الأحد 05/مايو/2024

صفقات التبادل.. الخيار الأنجع لتحرير الأسرى والخبرة داعم مهم

ياسر مناع

لا زالت قضية الأسرى من أهم القضايا لدى الشعب الفلسطيني،وأكثرها تداولاً وتعاطفاً على المستوى الشعبي والرسمي والدولي، فعلى امتداد تاريخثورة الشعب المحتل، جرت قرابة ثمانية وثلاثين عملية تبادل أسرى موزعة ما بين دولعربية وفصائل المقاومة الفلسطينية، ولكن السمة الأبرز فيها أنها كانت تجري بينأطراف غير متكافئة، بمعنى آخر أن الفصائل الفلسطينية وما تفتقره من دعم وقوة كانتمن جهة وإسرائيل بجميع قوتها والدعم الدولي الممنوحة إياه من جهة أخرى، فكانتكفيلة بأن تكسب “إسرائيل” الخبرة الكافية في التعامل مع مثل هذه القضية؟.

بات من الواضح جداًبأن “إسرائيل” تدير ملف الجنود الأسرى في قطاع غزة ببطء، ضمن سياستينمختلفتين تم رسمها وتحديدهما حسب طبيعة الجهة المقصودة، حيث يشكل المجتمعالإسرائيلي وعوائل الجنود المفقودين  الجهة الأولى وتتراوح سياسة التعاملمعهما بين المصالح السياسية الحزبية تارة، والتلاعب بالمشاعر والعواطف من خلالالوعودات الكاذبة تارة أخرى.

عقب الحرب الأخيرةعلى قطاع غزة، لم نشهد أي تحرك شعبي إسرائيلي أو حتى نصب خيام اعتصام والتي بدورهاتشكل نوع من أنواع الضغط على الحكومة اليمينية من أجل البدء بخطوات جادة لإتمامعملية التبادل لإعادة المفقودين الى أحضان ذويهم، وكان من الملاحظ اكتفاء بعضالعائلات في بداية الأمر بمؤتمرات صحفية اتسمت بالطابع العاطفي أو ما نسمعه بينالحين والآخر من تصريحات في مناسبات متفرقة تدور حول مطالبة الحكومة الإسرائيليةبمعاقبة حركة حماس وقطاع غزة لإعادة الجنود، والجدير في ذكره هنا بأن بعض تلكالعائلات تنتمي إلى طبقات مرموقة في المجتمع الإسرائيلي مثل عائلة الجندي هدارجولدن، بصورة أخرى اتبعت الحكومة الإسرائيلية أسلوب التخدير في تعاملها مع عوائلالجنود، وكان من الواضح محاولات الحكومة إفشال أي نوع من الحراك، والتضامن، والاعتصامات،والمهرجانات والحملات الإعلامية، والتي بدورها تؤثر بشكل سلبي على صورة علىالحكومة اليمينية في أوساط المجتمع، وبناء على مصالح السياسة المتقلبة لا نستغربإذا سمعنا مستقبلاً بعض الأصوات السياسية التي تطالب في إنجاز أي صفقة تبادل.

ويشكل الجانبالفلسطيني الجهة الثانية، وهي الأهم بالنسبة للحكومة الإسرائيلية في الأمر، اتبعتفصائل المقاومة منذ اللحظة الأولى سياسية واضحة تمثلت في نوع من التكتيم الإعلاميحول مصير الجنود، لكنها بين الفينة والأخرى كانت تبث بعض التلميحات والإشارات التيتوحي بأن الجنود على قيد الحياة، كما شاهدنا في بعض الأفلام الكرتونية من إنتاجالمقاومة حول مصير الجنود الأسرى لديها، ما اضطرت “إسرائيل” إلى اتباعسياسة مختلفة تماماً عما كانت إبان فترة خطف الجندي جلعاد شاليط، وقد تمثلت تلكالسياسة في:

أولاً:السعي للحصولعلى المعلومة المسبقة لدفع أقل الثمن، حيث انتهجت “إسرائيل” تلك السياسةخوفاً من تكرار تجربة التبادل مع حزب الله قبل عدة أعوام، لذلك فهي حاولت وتحاولمنذ البداية الحصول على أي معلومة حول مصير الجنود تكن نقطة الانطلاق للعمليةالتفاوضية والمحددة للثمن الذي سوف يدفع.

ثانياً:مبدأ التفاوضبلا شروط، منذ البداية فرضت حماس شرطاً واضحاً وصريحاً يطالب بالإفراج عن الأسرىالمحررين في صفقة وفاء الأحرار، والذين تم إعادة اعتقالهم عقب خطف المستوطنينالثالثة في صيف 2014  حتى يتم البدء في العملية التفاوضية، وهذا ما حاولت “إسرائيل”إلغاءه وجعله بنداً في أي صفقة التبادل جديدة.

ثالثاً:تقديم العروضالباهتة معلومة الإجابة المسبقة، أرادت الحكومة الإسرائيلية من تلك الخطوة “ضربعصفورين في جحر واحد”، المجتمع الإسرائيلي من جهة في محاولة إظه

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات