الخميس 09/مايو/2024

عذابات آلاف الأسرى.. يصنعها الاحتلال ويضاعفها الصمت الدولي

عذابات آلاف الأسرى.. يصنعها الاحتلال ويضاعفها الصمت الدولي

خلال زيارة خاصة لمنزل الأسير جمال الهور (أبو تقيّ) في بلدة صوريف شمال غرب الخليل تقرأ حكاية أسرة فلسطينية تعذبت كثيرًا بسبب اعتقال رب الأسرة الذي ترك خلفه أطفالاً وزوجة وأمًّا وأبًا، هم بأمس الحاجة إليه!.

إنها حكاية تراجيدية مؤلمة دخل صاحبها عامه الثاني والعشرين ولا زالت القيود تحيط بمعصميه، وهو ينتظر مرور خمس مؤبدات وثمانية عشر عامًا حتى يفرج عنه.. لكنها قريبة كما يؤكد لنا (تقيّ) الابن الأكبر للقائد القسامي جمال الهور.

ويضيف تقي في حديث خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “في يوم الأسير الفلسطيني تتفتح علينا جروح مؤلمة تعيدنا إلى الماضي.. تنقلنا إلى داخل معتقل نفحة؛ حيث يعيش والدي، تذكرنا ببطولاته.. بابتسامته.. بعبقه الإيماني والقرآني، لكن الفرج قريب وسيعصف الزمن بالمؤبدات والسنوات، وسيتنفس والدي نسيم الحرية بعز عزيز أو بذل ذليل”.

فعاليات دون المأمول

ورغم عدد الأسرى المتزايد وعذاباتهم وآهاتهم، ورغم استنجادهم بالسياسيين وأصحاب القرار والجماهير، إلا أن فعاليات “يوم الأسير” لم تكن بالمستوى المطلوب؛ فجرح أم أسير وهي معتصمة، وتحمل صورة فلذة كبدها، ولا تجد حولها من المتضامنين إلا بعدد أصابع الكف الواحدة، دفعها لتقول بكل مرارة: “أسرانا لا بواكي لهم”!.

وقد أكد قدورة فارس، رئيس نادي الأسير الفلسطيني، أن ذكرى “يوم الأسير” لهذا العام مؤلمة، وتدفعنا لتوظيف كل طاقاتنا للأسرى، خاصة وأن مقاطعة الأسرى الإداريين عن المحاكم احتجاجًا على اعتقالهم بحاجة إلى وقفة جادة، والأمر الثاني هو تغول سلطات الاحتلال في الاعتقال اليومي لأبناء شعبنا رجالاً ونساءً وأطفالاً وقاصرين.

هدر الأعمار

وحول البنية الداخلية للأسرى ووضعهم في ظل استمرار حملات الاعتقال قال فارس في حديث خاص لمراسلنا: “لقد بلغ عدد الأسرى في سجون الاحتلال بحسب دراسات النادي، أكثر من 6500 أسير، بينهم 350 طفلاً و62 أسيرة، من بينهم 21 أمًّا لهن أطفال خارج السجن في انتظارهن، وهناك 8 بنات قاصرات”.

وأشار فارس إلى أن أبطال فلسطين الأسرى فقدوا زهرة شبابهم داخل السجون والمعتقلات والزنازين؛ فقد وصل عدد عمداء الأسرى الذين مرّ على اعتقالهم أكثر من 20 عامًا متواصلة، نحو 48 عميدًا، أقدمهم الأسيران المناضلان كريم يونس وماهر يونس، اللذان أمضيا 35 عامًا متواصلة في الاعتقال.

صمت دولي

وأكد فارس أن دراسات أجريت حول مسيرة الأسرى، قام بها نادي الأسير الفلسطيني، تشير إلى أن 72 أسيرًا استشهدوا ظلمًا داخل أقبية التحقيق الصهيونية، وأن 61 شهيدًا أسيرًا استشهدوا بسبب الإهمال الطبي، وأن 7 أسرى استشهدوا خلال قمع سلطات مصلحة السجون إلى الأقسام والمعتقلات، وأن نحو 75 أسيرًا استشهدوا نتيجة القتل العمد والتصفية خلال الاعتقال وبعده مباشرة.

وطالب الناشط الحقوقي عيسى عمرو المجتمع الدولي ومؤسسات حقوق الإنسان بالعمل على محاكمة الكيان الصهيوني ومعاقبته على جرائمه ضد الأسرى. 

وقال في تصريح خاص لمراسلنا: “الدولة الصهيونية انتهكت كل القوانين والأعراف الدولية المتعلقة بالأسرى داخل سجونها؛ فقد عصفت باتفاقية جنيف الرابعة، ولوائح القانون الدولي الإنساني، ولذلك ارتكبت جرائم حرب ضد الأسرى الفلسطينيين يجب أن تعاقب عليها”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات