الإثنين 03/يونيو/2024

خطاب عباس بالقمة العربية.. التكرار واليأس السياسي

خطاب عباس بالقمة العربية.. التكرار واليأس السياسي

على غير عادته، بدا خطاب رئيس السلطة محمود عباس أمام القمة العربية في دورتها الـ29 المنعقدة في الدمام السعودية، مقتضباً ولا يركز على القضايا الجوهرية بقدر تركيزه على قضايا الانقسام والقضايا الهامشية.

حالة اليأس السياسي بدت واضحة في خطاب رئيس السلطة، الذي حاول أن يختصر حديثه في دقائق معدودة في توجه مختلف عن خطاباته المطولة أمام هكذا قمم ومؤتمرات، وكأنه خطاب محلي أكثر منه أمام قمة عربية.

وقد أجمع محللون في أحاديثَ منفصلة لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ خطاب عباس كان مكرراً كما خطاباته السابقة، ولم يطلب علاجاً أو يتحدث في حلول جوهرية للقضية الفلسطينية، مؤكّدين أنّ الخطاب لم يأتِ على ذكر مضامين القضية الفلسطينية، ولم يحملها ليضعها أمام مسؤوليات الدول العربية في ظل تحديات “صفقة القرن” ونقل السفارة الأمريكية للقدس.

يأس سياسي

ما تحدث به رئيس السلطة محمود عباس كان واضحاً أنّه يحمل دلالة واضحة أنّه مصاب بحالة من اليأس السياسي، جراء انسداد الأفق أمامه في ظل ما تحيكه الإدارة الأمريكية من مؤامرات لتصفية القضية الفلسطينية.

حسن خريشة، النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي، أكّد أنّ مطالبة عباس العرب بأمور يدرك أنّهم غير قادرين عليها تؤكّد حالة عجزه السياسي، وأن “فلسطين بالنسبة لهم لم تعد القضية الأساسية، ولكنها أصبحت جزءًا من أزمات متراكمة في المنطقة”.

فيما أشار المحلل السياسي ذو الفقار سويرجو، أنّ خطاب عباس يتناقض تماماً مع أفعاله على الأرض، وأضاف: “الرئيس عباس يغرد بسقف سياسي قد يكون جيدا ومعتدلا، ولكن عند الممارسة فهو يمارس الهبوط السياسي”.

تكرار الخطاب
 

العبارات والمصطلحات والفقرات تشابهت كثيراً في خطابات رئيس السلطة محمود عباس، حتى أصبح المشاهد لا يفرق بين تواريخ بث هذه الخطابات، ما يعني أنّ عباس لم يأتِ بجديد.

وهذا ما اتفق عليه خريشة وسويرجو، اللذان أكّدا أنّ الخطاب لم يأتِ بشيء جديد، وظلّ يدور في الفلك نفسه الذي يدور فيه عباس منذ سنوات طويلة، ما أصاب الكل الفلسطيني بخيبة أمل تجاه ما يحمله دون تحريك للمياه الراكدة.

وأشار سويرجو إلى أنّ عباس ترك الأبواب مفتوحة في كثير من زوايا الخطاب، ولم يجب على تساؤلات، ولم يضع حلولاً، ولم يقدم مقترحات للكثير من الأمور التي تحتاج إلى وضع استراتيجية واضحة.

خطاب محليّ!

وفي تركيزه على الموضوعات الداخلية التي تتعلق بتمكين الحكومة بغزة وغيرها، بدا وكأنّ الخطاب محلي لا يرتقي إلى مستوى قمة بهذا الحجم، حيث اتهم عباس حركة حماس بالمسؤولية الكاملة عن محاولة اغتيال رئيس الحكومة ورئيس جهاز المخابرات.

وزعم عباس أنّ حكومته تقدم نصف موازنتها الحكومية لقطاع غزة، وهو ما نفاه النائب الثاني للمجلس التشريعي حسن خريشة، جملةً وتفصيلا، مؤكّداً أنّ هذا الحديث عارٍ عن الصحة، وأضاف: “بإمكان أي مطلع أو أحد في غزة أن يعرف مدى عدم صحة هذا الحديث”.

وأكّد خريشة أنّ اتهام عباس لـ”حماس” بقضية التفجير لموكب الحمد الله، كانت تحمل رسالة موجهة للمصريين أكثر من أي طرف آخر؛ لكونهم المطلع الأكبر على ملف المصالحة والانقسام.

الخطاب ومستقبل عباس

“رغم إدراك عباس أنّه في المدّة الأخيرة من حياته السياسية إلا أنّه يصر على عدم إنهاء الانقسام”، هذا ما ذهب إليه المحلل سويرجو.

وأوضح سويرجو أنّه ما لم ينهِ عباس إجراءاته العقابية ضد قطاع غزة، ويضع خطة استراتيجية وطنية فلسطينية موحدة تستند إلى الحق الفلسطيني بكل أشكال المواجهة مع الاحتلال السلمية والشعبية وحتى المسلحة، فإنّه سيغادر الساحة الفلسطينية قريباً دون أن يترك أي بصمات إيجابية في المدّة التي كان فيها رئيساً للسلطة.

ويؤكّد خريشة: كان المفروض على عباس أن يتحدث بصوت واضح أنّه “آن الأوان لإنهاء قهر غزة وأهلها، لأنّ القاهر والمقهور مستهدفان من الاحتلال”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات