الثلاثاء 18/يونيو/2024

مسيرة العودة.. حالة نضالية بددت الأوهام

مسيرة العودة.. حالة نضالية بددت الأوهام

رغم ما يحاك ضد الشعب الفلسطيني من جهات عديدة لإخضاعه وقتل الروح النضالية والجهادية في صفوف الأجيال الجديدة، عبر سياسات ممنهجة ومخططة وتواطؤ محلي ودولي، إلا أن مسيرات العودة على تخوم قطاع غزة تمكنت من قلب السحر على الساحر، وأشعلت روح الوعي في المجتمع الفلسطيني في رفض الاحتلال، ورفض كل محاولات التطبيع والخنوع، وأعادت الروح الوطنية للأجيال الناشئة.

وتعددت أشكال الوعي في المجتمع الفلسطيني حيث يتسمر آلاف الفلسطينيين في الضفة الغربية أمام شاشات التلفزة لساعات طويلة لمتابعة مجريات المسيرات أيام الجمع، بعد أن تراجع مستوى الاهتمام في السنوات الأخيرة للقضايا السياسية.

تفاعل الضفة

ومن المواقف اللافتة اهتمام الإذاعات والتلفزة المحلية في الضفة الغربية بمسيرات العودة وفتحها موجات مفتوحة، تفتح الباب للنقاش وتقديم مقترحات ورسائل دعم وتأييد، مما أبرز مدى تأثر الجمهور الفلسطيني بتلك المسيرات ومنطلقاتها.

كما لوحظ تفاعل الشارع الضفاوي مع تلك المسيرات، من خلال حجم المنشورات والتفاعل معها حتى على حساباتهم الخاصة التي كانت في الفترات الأخيرة تقتصر على منشورات اجتماعية وشخصية فقط.

وقال ماهر حرب القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، إن مسيرات العودة في غزة، تمكنت من إشعال واقع حقيقي لمعركة الوعي، وإحداث إضافة نوعية لشكل نضالي تحدث عنه البعض يوما وكان حلما، منبها إلى أن هذا الشكل النضالي رسالته هامة جدا، وهي أن الشعوب باستطاعتها بمثل هذه المسيرات، أن تهدم الجدار وتقلع الحواجز وتهدم الأشياك، وتصل إلى حيث حقوقها الوطنية.

وأضاف “فما قد تعجز عنه الإرادة السياسية تستطيع الإرادة الشعبية تحقيقه، فالفكرة أو الحلم صار واقعا، ومن الممكن أن يبنى عليه تطوير بالأشكال النضالية ودعمه قانونيا وإعلاميا، وما أثبتته مسيرة العودة أن الهوية حاضرة بالفلسطيني بالشباب والكبار والأطفال، وما حدث لهو إيقاظ وإشعال فحصر الانتماء لفلسطين، الانتماء الذي لا يعرف له حدود”.

قضية اللاجئين

من جانبه عدّ المحلل السياسي من الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948 منيب طربيه، أن مسيرات العودة أظهرت “أن أهل غزة أخيار صامدون، يدافعون عن أرضهم وعرضهم، وحتى أنهم يناضلون على أكثر من جبهة، فهم الْيَوْمَ وضعوا قضية اللاجئين في الصدارة، في الوقت الذي فيه يتآمر الكثيرون على اللاجئين وحقهم بالعودة لأرضهم”.

وقال: “إن وهم البعض أن القضية الفلسطينية انتهت، وأن اللاجئين استوطنوا حيث مكان تواجدهم، وأنهم قد نسوا مسقط رأسهم، فهو واهم، فحق العودة ينبض على الدوام، ولا المعاهدات ولا المؤامرات، قادرة عن نزع حق العودة وتشبث الفلسطيني بأرضه”.

من جانبه عدّ المحلل السياسي زياد  شولي أن مسيرة حق العودة أعادت للقضية الفلسطينية وهجها وتألقها، ووضعتها وأعادتها إلى المربع الأول؛ أي حق العودة، و كان السبب الرئيس الذي قامت عليه الثورة الفلسطينية المعاصرة ألا وهو تحرير الأرض الفلسطينية التاريخية، أي تحقيق إعادة وعودة الشعب الفلسطيني إلى دياره وأرضه من خلال التحرير والمقاومة.

وأكد أن هذه المسيرة المباركة رفعت درجة الوعي، وجذرت ثقافة حق العودة، وشحذت الهمم، وفجرت الطاقات الإبداعية لشعبنا وقدرته على القيادة والمواجهة، وقدرته على إيجاد وحدة وطنية ميدانية عمدت بالدماء والتضحيات، وهذه المسيرة مسيرة العودة، هي الصخرة التي تحطمت عليها صفقة القرن.

ونبه شولي إلى أن هذا الظرف المناسب لتحقيق اتفاق القاهرة، وتطبيق وثيقة الوفاق الوطني، والدعوة إلى اجتماع الإطار القيادي المؤقت لوضع الآليات لتطوير وبناء منظمة التحرير وليس لعقد اجتماع لمجلس وطني فاقد الشرعية؛ حيث تصر القيادة الفلسطينية المتنفذة على عقده، لأنه ذو لون واحد، حيث يفصل برنامج على مقاس هذه القيادة المتنفذة الذي يراعي مصالحها.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الرشق: المقاومة فكّكت مجلس الحرب الصهيوني

الرشق: المقاومة فكّكت مجلس الحرب الصهيوني

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قال عضو المكتب السياسي في حركة المقاومة الإسلامية حماس عزت الرشق: إنّ المقاومة وعلى رأسها كتائب القسام فكّكت مجلس...