الأربعاء 01/مايو/2024

مسيرة العودة.. فرض معادلة جديدة وسط تخوفات إسرائيلية

مسيرة العودة.. فرض معادلة جديدة وسط تخوفات إسرائيلية

ينظر قادة الاحتلال “الإسرائيلي” بخطورة كبيرة إلى المسيرات الفلسطينية المرتقبة في ذكرى يوم الأرض خاصة مع بدء العد التنازلي للمسيرات المليونية، التي أقرتها الفصائل الفلسطينية، باتجاه الحدود، بهدف إعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية، والتأكيد على حق العودة للاجئين الفلسطينيين في ظل مساعي الإدارة الأمريكية لشطب حق العودة.

خيارات “إسرائيل” للتعاطي مع المسيرات:
وحول خيارات إسرائيل للتعاطي مع مسيرات العودة يقول، أستاذ العلوم السياسية حسام الدجني، أنه توجد خمسة خيارات أمام دولة الاحتلال لمواجهة مسيرات العودة؛ وهي:
1- خيار المتابعة والمراقبة عن بعد وتقدير الموقف بشكل يومي: حيث من المؤكد أن إسرائيل ستعمل على مراقبة المشهد عن بعد من خلال أدواتها الأمنية، ومراقبة حجم الحشود، فكلما زادت الحشود تزداد حالة الإرباك لدولة الاحتلال، وعليه ستحدد إسرائيل خياراتها وفقاً لتقديرات الموقف التي تقدمها أجهزة الاستخبارات المختلفة في إسرائيل.

2- خيار الفض الناعم للجماهير: من المحتمل أن تعمل إسرائيل على استخدام أدوات الفض الناعم مثل: “المياه العادمة والغاز المسيل للدموع، والرصاص المطاطي” لتفريق المتظاهرين؛ وعدم السماح باقترابهم من منطقة الحدود مع تحديد منطقة أمنية عازلة.

3- خيار السماح للجماهير باقتحام الحدود: قد يكون هذا الخيار مستبعداً، ولكنه ممكن بحيث تسمح إسرائيل باجتياز المتظاهرين للسياج الفاصل، وسيكون المشهد على النحو التالي:

الصورة الأولى: اعتقال بعض الشبان وترحيل بعضهم الآخر لغزة بعد انتهاء التحقيق معهم.

الصورة الثانية: تعلن إسرائيل أمام العالم أجمع أنها سمحت بتطبيق قرار (194)، وسمحت بعودة بضع مئات أو آلاف، وتوظف تلك الصورة أمام المجتمع الدولي بأنها لم تصد زحوف المهاجرين غير الشرعيين من وجهة نظرها، وقد تطالب بمساعدات مالية من الأمم المتحدة.

4- خيار الإفشال قبل الوصول للسياج، ويندرج تحت هذا الخيار عنوانين هما:
• الأول: الإفشال من خلال الطابور الخامس عبر صناعة أزمات، ونشر إشاعات، وإرباك المشهد بما يضمن تقليل نسبة الحضور والمشاركة في تلك المسيرات.

• الثاني: أن تعمل إسرائيل فوراً، وبالتعاون مع المجتمع الدولي، ودون أدنى اعتبارات لموقف “السلطة الفلسطينية”، خطة إغاثة لقطاع غزة، تضمن فتح باب العمالة في إسرائيل، وفتح المعابر بشكل دائم، وبما يضمن تدفق البضائع من وإلى “غزة”، وتسهيل الحركة من وإلى “قطاع غزة”، وزيادة مساحة الصيد، ودعم إقامة مشاريع مستدامة في قطاع غزة، وقد تذهب إسرائيل لتحويل أموال المقاصة الضريبة، وقيمتها مليار وثلاث مئة مليون دولار سنوياً. وبعنوان عريض: رفع الحصار بشكل كامل عن “قطاع غزة”، وتجاوز معضلة من يحكم قطاع غزة.

5- خيار الفض الخشن: خيار محتمل بأن تعمل إسرائيل على إطلاق النار أو القذائف المدفعية على كل من يقترب من الحدود؛ غير مكترثة من حجم الخسائر، وستوظف حجم العنف السائد بالمنطقة العربية لتبرير عنفها ضد شعبنا. ولكن قد يتدحرج هذا الخيار لمعركة عسكرية مع المقاومة الفلسطينية، وهو ما لا تريده “إسرائيل” في الوقت الراهن.

تخوفات إسرائيلية
ومن جهته حدد المختص بالشأن الإسرائيلي عدنان أبو عامر عبر صفحته على “فيس بوك” السيناريوهات الإسرائيلية المتوقعة لمسيرات العودة كالتالي:

1- أن يتوجه المتظاهرون للمعابر الإسرائيلية جنوب وشمال قطاع غزة: كرم أبو سالم وإيريز، مما قد يدفع القناصة الإسرائيليين لإطلاق النار القاتلة.

2- رد المقاومة على سقوط الخسائر البشرية الفلسطينية، بإطلاق الصواريخ نحو عسقلان وبئر السبع. 

3- اقتراب المتظاهرين من الجدار الحدودي، وإلقاء قنابل يدوية نحو الجنود، ونجاحهم بعزل أحدهم، واختطافه.

4- محاولة آلاف المتظاهرين السير باتجاه الحدود المصرية جنوباً، كما حصل قبل عشر سنوات.

أما المحلل السياسي وسام أبو شمالة تحدث”بدا ارتباك الاحتلال ظاهراً من خلال تواتر التصريحات والمواقف الرسمية والإعلامية لدرجة اقتراح أحد وزرائه بإنزال أغذية وأدوية من الطائرات للتشويش على المسيرة ولحرف الأنظار عن بعدها الوطني والقانوني وإبراز الطابع الإنساني فقط . ورغم وضوح رسالة وأهداف المسيرة استراتيجياً وتكتيكياً وتقدير المخاطر والتهديدات المحيطة بها إلا أن هناك العديد من السيناريوهات المحتملة التي قد يتمخض عنها الحراك القادم، وهذه السيناريوهات تتمثل بالتالي:

السيناريو الأول: تحقيق هدف المسيرة الاستراتيجي وهو العودة وفقا لقرار 194 مما يعني نجاح المسيرة في الاعتصام والتحشيد  على تخوم الأراضي الفلسطينية في كل الساحات بدءا من غزة مرورا بالضفة بما فيها القدس ولبنان وسوريا والأردن واستمرار حالة الكر والفر والزحف والتقدم والتراجع وفقا لاستراتيجية الاعتصام المفتوح والتقدم المتدرج والتحشيد المتصاعد … ونجاح هذا السيناريو يحتاج لعدة أشهر وربما أكثر بشرط التمسك بنفس الأدوات وانتشار الاعتصام في كل الساحات والتمسك بمطلب العودة ورفض العروض الإنسانية مما يعني تبني سياسة النفس الطويل التي يجب ان تتمتع به قيادة الحراك.

السيناريو الثاني: النجاح في تحقيق الأهداف التكتيكية للمسيرة وهي استمرار تقديم الدعم للأونروا وربما تعزيزه وإفشال مخططات تصفية الأونروا كأحد مرتكزات ما يسمى “صفقة القرن” إضافة لكسر الحصار عن قطاع غزة كليا او جزئيا وهذا يعني استجابة قيادة الحراك لعدم اتخاذ قرار اجتياز السياج الفاصل مقابل إنجاز الأهداف التكتيكية لمسيرة العودة.

السيناريو الثالث: وهو الأقل ترجيحا هو انتهاء الحراك بعد 30 مارس والاكتفاء بإيصال رسالة إلى العدو والمجتمع الدولي، او عدم القدرة على السيطرة على الحراك الشعبي في هذا اليوم نتيجة كثافة الحشود وحماس الجماهير ومن ثم اندفاعها نحو السياج الفاصل مما قد يدخل المنطقة في سيناريوهات متعددة وفقا لردة فعل الاحتلال وطريقة تعامله مع العائدين إما بالقوة بالعنف المفرط او الامتصاص والاستيعاب ولكل سيناريو تبعاته المختلفة .

وأوضح الكاتب والمحلل السياسي أكرم عطا الله أن “إسرائيل” جهَّزت نفسها لكل الحروب، قنابل نووية، جيش أقوى من الجيوش العربية كما أراد بن غوريون، ترسانة أسلحة ضخمة وسلاح طيران قوي، وتفوق في أجيال السلاح، لكن إمكانية مواجهة سيول بشرية فهذه لم تحسب لها حساباً.

ويشير عطا الله إلى أن “إسرائيل” ستقف عاجزة عن المواجهة ولن تستطع ممارسة القتل بالجملة أمام كاميرات العالم، وبذلك تكون المسيرة عرَّت إسرائيل مجدداً أمام الرأي العام العالمي، ويكسب قضيتنا مزيداً من التعاطف على أكثر من مستوى”.

ولفت إلى أن “إسرائيل” لم تكن تتوقع أن الفعل السلمي بهذا الحجم يخرج من قطاع غزة، كون القطاع يمتاز بنمط المقاومة العسكرية، وكانت إسرائيل تتوقع أن يخرج الفعل الشعبي والسلمي من الضفة المحتلة.

عجز عن المواجهة
أما المختص في الشأن “الإسرائيلي” عبد الرحمن شهاب فقد أشار إلى أن الجيش “الإسرائيلي” لا يستطيع التعامل مع هذه المسيرة السلمية، كون جيش الاحتلال نظاميا والمسيرة شعبية سلمية يقودها آلاف الأطفال والشباب، مؤكداً أن الاحتلال سيفقد سياسة الردع أمام آلاف الجماهير الفلسطينية باستخدام الرصاص مستذكراً انتفاضة الحجارة وانتفاضة الأقصى الذي وقف فيها جنود الاحتلال عاجزين عن صد حجارة الأطفال.

وقال شهاب: “يجب أن تبقى مسيرة العودة شعبية يستخدم فيها أدوات سلمية ضد الاحتلال “الإسرائيلي” لكي لا تنحرف عن مسارها الحقيقي، فليس الهدف عسكرة المسيرة لأن ذلك قد يضُر بالجماهير الفلسطينية”.
كما وتحدث المختص في الشأن الفلسطيني د. عمر شلح أن التحديات الإسرائيلية تكمن في:

1- محاولة “إسرائيل” التشويش على المسيرة من خلال دسِّ عملاء لها في أوساط المسيرة لتنفيذ أجندتها، مما يحتم مزيداً من اليقظة وتشكيل لجان مهمتها كشف هذه الحالات والتعامل معها، كما يمكن أن يُقدِّم الاحتلال بعض التسهيلات لغزة في محاولة للتشويش على المسيرة.

2- محاولات إسرائيلية للتعامل مع المتظاهرين الفلسطينيين في حال أقدموا على التقدم السريع وغير المدروس نحو الحدود، والتعامل معهم على أساس أنهم لاجئين سياسيين كما يحدث في الدول الأوروبية، ومن الممكن أن يحتجزهم الاحتلال في “كانتونات”، ومن ثم يطلب التعامل معهم دولياً من خلال وضعهم في سيناء بحجة أنهم لاجئين، مشيراً إلى أن المطلوب التنبه والحذر من المحاولات الماكرة تجاه المسيرة والمشاركين فيها.

الإعلام العبري
تستعد دولة الاحتلال الإسرائيلي، لمواجهة المسيرة والاعتصام الدائم على طول الحدود بعدة خيارات، طرحها الإعلام العبري.
بحيث أكدت القناة الإسرائيلية “13” أن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر “الكابينيت” يقدم مقترحًا جديدًا لمنع الجماهير من الوصول إلى السياج الفاصل من جهة غزة، وذلك بعمل إنزال الأدوية والمواد الغذائية على مسافة بعيدة عن منطقة السياج وقريبة من المسيرات.

وتحدثت صحيفة “هآرتس” العبرية، في عددها الصادر اليوم الثلاثاء، عن عدة سيناريوهات ممكن أن يواجهها الجيش خلال هذه المسيرة.

وأوضحت أن من أخطر السيناريوهات، خلال مسيرات النكبة، توجّه متظاهرون فلسطينيون إلى المعابر في قطاع غزة (كرم أبو سالم، بيت حانون- إيرز) ما يدفع قناصة الجيش لإطلاق النار عليهم لإيقافهم.
وتابعت: “وفقًا لنفس السيناريو سيتم بث صور الشهداء إعلاميًا للخارج، وفي ذات الوقت ستقوم حماس بإطلاق الصواريخ على غلاف غزة (بئر السبع وعسقلان)، وسوف يرد الجيش بقسوة كما قد ينتقل التصعيد إلى الضفة الغربية وسيزداد الصراع بين الجانبين”.

وأضافت: “السيناريو الآخر الذي يستعد الجيش (الإسرائيلي) له هو حالة يحاول فيها الفلسطينيون ضرب الجنود بقنابل يدوية أو نجاحهم في عزل جندي واختطافه”.
وأوضحت دراسة أصدرها “مركز أبحاث الأمن القومي – الإسرائيلي”أن “المخاطر الأمنية التي تنطوي عليها المسيرة يمكن أن تتمثل في محاولة المشاركين فيها المسّ بالبنى التحتية التي دشنتها “إسرائيل” على طول الحدود، ولا سيما منظومة العوائق المادية التي يجري بناؤها في الوقت الحالي بهدف التصدي لتهديد الأنفاق الهجومية التي تبنيها حركة حماس”.

وتوقّع معدّا الدراسة أن “يردّ جيش الاحتلال باستخدام القوة لضمان عدم المس بالمنشآت العسكرية التي بناها على طول الحدود”، مشيراً إلى أنه “من غير المستبعد أن يستخدم الجيش النار في التصدّي للأشخاص الذين سيعملون على المسّ بالبنى التحتية العسكرية في المكان”.
………………………………………..
المراجع:
• مسيرة العودة الكبرى.. “البلاد طلبت أهلها”، موقع فلسطين اليوم.
• الفلسطينيون يتجهزون.. مسيرة العودة.. كابوس “إسرائيل” القادم، موقع فلسطين اليوم.
• الاحتلال يوتر حدود غزة قبل “مسيرة العودة الكبرى”، موقع العربي الجديد.
• غزة.. إقامة الخيام الدائمة على الحدود استعدادًا لمسيرة العودة الكبرى، وكالة قدس برس للأنباء.
• “يوم الأرض الفلسطيني” .. سيناريوهات القلق والترقب، نشوى الحفني.
• استراتيجية “إسرائيلية” دعائية مقترحة لإحباط فعاليات مسيرة العودة، وكالة القدس للأنباء.
• وسائل إسرائيلية قذرة لفضّ التظاهرات، صحيفة إيلاف الإلكترونية.
• سيناريوهات مسيرة العودة الكبرى، الرسالة نت.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الاحتلال يُفرج عن النائب أحمد عطون

الاحتلال يُفرج عن النائب أحمد عطون

القدس- المركز الفلسطيني أفرجت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الأربعاء، عن عضو المجلس التشريعي الفلسطيني أحمد عطون، وجددت إبعاده عن مدينة القدس...