الإثنين 20/مايو/2024

أبو هاشم.. أشواق تأسرها قضبان إسرائيلية مند 20 عامًا

أبو هاشم.. أشواق تأسرها قضبان إسرائيلية مند 20 عامًا

لم تكن سوى عدة أشهر قضاها في قطاع غزة، بعد أن قدم من دولة قطر ليكمل تعليمه الجامعي بين ربوع وطنه التي ولد فيها عام 1976م، لتجعله أحد الأبطال القابعين داخل سجون الاحتلال، وأحد عمداء الأسرى في المعتقل.

وفي حكاية تُظهر مدى الظلم الذي يعانيه الأسرى من حرمان لرؤية الأهل في سجون الاحتلال الصهيوني، تبدأ قصة الأسير إياد عبد الكريم أبو هاشم من مدينة رفح الواقعة جنوبي قطاع غزة.

فمنذ أكثر من عشرين عامًا من الأسر؛ لم يتمكن الأسير أبو هاشم منذ لحظة اعتقاله عام 1997م من رؤية ذويه داخل السجن سوى مرة واحدة لوالدته وأخرى لعمته في بداية سنوات سجنه.

ولد الأسير أبو هاشم في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، خلال زيارة خاطفة لوالديه، ثم عاد إلى قطر، وذلك بخلاف إخوته الذين ولدوا جميعًا في الخارج.


null

الحنين إلى الوطن

عاد أبو هاشم إلى مسقط مولده بعد إكماله دراسة الثانوية العامة في قطر، حينما أخبر أهله برغبته التوجه إلى قطاع غزة لإكمال تعليمه الجامعي هناك عام 1996م، ليعود به الحنين إلى مسقط رأسه؛ حيث التحق بجامعة الأزهر، ودرس الفصل الأول تخصص إدارة أعمال.

وبين أحضان عائلة مجاهدة من عوائل فلسطين، ترعرع أبو هاشم الذى أمضى زهرة شبابه في سجون الاحتلال، وقد ظهرت عليه علامات الالتزام الديني منذ الصغر.

وحول قصة اعتقاله يروى ابن عمته عاطف أبو هاشم قائلاً: “منذ استشهاد ابن عمه تغير حاله، وبدأ تفكيره ينقلب رأسًا على عقب، فلم يعد للدنيا مكان في قلبه، فيما كان حديثه الدائم عن الشهادة في سبيل الله”.

عملية طعن

ويوضح أبو هاشم في حديثه لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“، أنه وفي تاريخ 13 من شباط / فبراير لعام 1997م، تفاجأت عائلته بتردد اسم إياد عبر وسائل الإعلام، أنه قام بطعن جندي صهيوني على معبر رفح الحدودي، بعدما كان تحت السيطرة “الإسرائيلية” آنذاك.

ولفت إلى أنه وبعد تعرضه للتعذيب والتنكيل القاسي، تم عرض إياد على المحكمة التي حكمت عليه بالسجن مدة 16 عامًا، لمحاولة قتل جندي وإصابته بجروح خطيرة تسببت بإعاقته.

ولم تقف معاناة إياد لهذا الحد، فبعد عامين من اعتقاله وفي سجن “نفحة” الصحراوي، أقدم الأسير على ضرب أحد ضباط الأمن في السجن، بسبب إجراءات الاحتلال في تفتيش الأسرى بطريقة مهينة ومستفزة، فعقد له الاحتلال محكمة، وأضاف له مدة ستة أعوام على حكمه السابق، ليصبح إجمالي محكوميته 22 عامًا.


null

ووصف شخصية إياد بالمثيرة للجدل؛ خاصة بعد تفاجئهم من تنفيذه للعملية دون التحاقه بأي فصيل أو تنظيم على الساحة خلال إقدامه على عملية الطعن، مشيرًا إلى أنه لم يتبق على خروجه سوى أشهر قليلة.

ومنذ لحظة اعتقال إياد، أشار ابن عمة الأسير إلى أن الاحتلال لم يسمح لذويه بزيارته، متحججًاً بأنهم ليسوا من درجة القرابة الأولى، سوى عمته الستينية التي تمكنت من زيارته لمرة واحدة عام 1999م، وتم منعها بعد ذلك كونها والدة الاستشهادي محمد أبو هاشم منفذ إحدى العمليات في منطقة كيسوفيم شرق خانيونس عام 1995م.

الزيارة الأولى والأخيرة

وبعد محاولات من التنسيق من قبل عاطف والعائلة، استطاعت والدته أن تزوره لمرة واحدة عام 2000م، معللاً بأن الصعوبة كانت في عدم حمل إياد وعائلته الهوية الفلسطينية وإنما وثائق سفر.

وفي رسالة سابقه لوالدة الأسير إياد قالت: “لقد تركنا صغيرًا، وأتمنى أن يكون بيننا، وأن يتزوج ويصبح لديه أطفال، ويعيش في كنف أسرته”.

ولمرة واحدة كل بضعة شهور تتمكن عائلة الأسير إياد المحرومة من رؤيته وسماع صوته مرة عبر الهاتف؛ حيث تسمح له إدارة السجون من الاتصال بعائلته مرة كل ستة شهور، ولكن ذلك لا يكفي لأن يروي ظمأ عائلته المتعطشة شوقًا لرؤية نجلهم.

وأوضح عاطف أن الأسير إياد تنقل بين السجون، وحرمت عائلته رؤيته طيلة عشرين عامًا، ليزداد حجم الشوق الذي يحبس في صدورهم تجاه نجلهم إياد، مطالبًا المؤسسات الحقوقية الدولية بالتدخل من أجل السماح لأفراد أسرته بزيارة ابنهم الأسير.

وأكمل إياد -حسب ابن عمته عاطف- تعليمه في الأسر؛ حيث التحق بكلية الأقصى لدراسة دبلوم في الدراسات الاجتماعية، ليكمل بعدها درجة البكالوريوس في نفس التخصص.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات