عاجل

الجمعة 03/مايو/2024

يوم الأرض .. الأمل المتجدد

محمد هنية

تعود احداث يوم الأرض إلى عام 1976م، حيث قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بالاستيلاء (على) آلاف الدونمات من اراضي 1948م وذلك بهدف تهويد منطقة الجليل وبناء الكتل الاستيطانية، وقد قاوم أبناء شعبنا ذلك القرار، وأضربت المدن الفلسطينية، وانتفض الشعب، وتمخضت عن هذه الهبة ذكرى تاريخية سميت “يوم الأرض”.

ويعتزم شباب فلسطين وأهلها إحياء الذكرى الثانية والأربعين ليوم الأرض الموافق 30/03/2018، ولكن بطريقة قديمة جديدة تم تطويرها، حيث سيتم نصب الخيام على حدود الجدار الزائل حول قطاع غزة، وسيتوافد عشرات الآلاف من المواطنين، بالإضافة إلى مسيرات ستنطلق من مختلف مدننا الفلسطينية نحو الداخل المحتل، ولعل المتابع يرى حجم الاستعدادات الضخمة التي يتم الترتيب لها، وأيضا حالة الإرباك والتخوف لدى جيش الاحتلال في حال أقدم الآلاف من اجتياز السلك الفاصل على حدود غزة.

وتعتبر هذه الطريقة أحد أنواع المواجهة السلمية، وسبقنا في ذلك الكثير من الشعوب التي تعرضت للاحتلال، مثل الشعب المغربي حيث نظم ما يعرف بـ”المسيرة الخضراء”، وهي مسيرة هدفت إلى استرجاع الصحراء المغربية، وقد نظمتها الحكومة المغربية في العام 1975م، لحمل أسبانيا (على) تسليم إقليم الصحراء المتنازع عليه، حيث كان تحت الاحتلال الإسباني، وقد أعطى إشارة البدء الملك حسن الثاني لعبور الصحراء المغربية، ورفعوا رايات باللون الأخضر لوصف هذه المسيرة كرمز للسلام، وقد أثرت كثيرا هذه المسيرة في مجريات الأحداث بعد ذلك.

ولعلنا اليوم وفي هذه الأوقات الحساسة من تاريخ شعبنا النضالي وفي هذه المناسبة كشعب فلسطينيي خاصة في قطاع غزة قد اجتمع علينا الاحتلال بعنصريته وهمجيته وحصاره الظالم، فحول الأسلاك التي على حدوده إلى أسلاك سجن أذاق أهل القطاع ألوان العذاب، ومن ناحية أخرى نتعرض لمنعطفات خطيرة، فمشاريع التصفية للقضية الوطنية تقرع الأبواب، والمؤامرات تحاك من القريب والبعيد.

لذلك يتوجب علينا التحرك بقوة، وأن يكون شبابنا وأبناء شعبنا على قدر عالٍ من الوعي والثبات فهذه الخطوات هي أفضل الأدوات لإفشال المؤامرات وكسر الحصار.

والتاريخ يسجل هذه المراحل النضالية ولتتناقل أجيالنا جيلا بعد جيل أن آباءهم لم يفرطوا ولم يستسلموا، وتصدوا للاحتلال ومؤامراته بصدورهم العارية.

ومن هنا يستوجب علينا كشباب فلسطيني التحرك لإنجاح هذه الفعاليات مع مكونات شعبنا المختلفة وذلك من خلال عدة اتجاهات:

1)التحشيد والمشاركة القوية؛ وذلك من خلال استخدام مواقع التواصل الاجتماعي وبكل اللغات والعمل على إيصال صوتنا لكل مكان، وتنظيم اللقاءات والمشاركة في الفعاليات والأنشطة، والحضور القوي والواضح في تاريخ 30-3.

2)التحرك داخل الجامعات والمراكز والمؤسسات الشبابية، للتحشيد ونشر الوعي بين طلابنا وشبابنا من أجل ضمان المشاركة الفاعلة لهم.

3)المشاركة في التجهيزات ونصب الخيام والعمل على معالجة المشاكل التي قد تطرأ، والتطوع داخل اللجان المختلفة والانضباط بشكل عام.

وأعتقد أن هذا اليوم سيكون له ما بعده، وعلينا أن نسمع العالم صوتنا.. إرادتنا .. عزيمتنا، وأن نوصل رسالة للمحتل وأعوانه أن خططكم وأحلامكم ستتحطم على صخرة صمود أبناء شعبنا، وسنكسر حصاركم بأيدينا.

ويبقى مطلوبًا منا كشباب فلسطينيي الاستمرار بعد 30/3/2018، وعدم التوفق وتطوير أدواتنا وطرق نضالنا السلمي جنبا إلى جنب مع العمل المقاوم، حتى إنهاء هذا الاحتلال عن أرضنا بإذن الله.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات