5 أعوام على رحيل خنساء فلسطين أم نضال فرحات

تمر اليوم الذكرى الخامسة على رحيل أم نضال الملقبة بخنساء فلسطين، حيث قدّمت ثلاثة من أبنائها شهداء ورابعهم أسيرًا، كما ودّعت أحدهم بنفسها قبل انطلاقه لتنفيذ عملية استشهادية.

هي مريم بنت محمد يوسف محيسن “فرحات”، ولدت في غزة عام 1949م، وسكنت حي الشجاعية من قطاع غزة، تزوجت من فتحي فرحات، ومن خطواتها الأولى في ركاب الثائرين، أن حملت بمولودها الأول أثناء الامتحانات الثانوية “التوجيهي”، وقد تحصلت على معدل 80%.

أنجبت من زوجها ستة شبان، وأربع بنات، استشهد منهم ثلاثة كانوا من أبرز الناشطين في كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس وهم “نضال، ومحمد، ورواد”، وأسر الرابع في سجون الاحتلال، وقد اشتهر وصفها بـ”خنساء فلسطين” عندما ظهرت في تسجيل فيديو تودع فيه ابنها محمد وهو مقدِم على تنفيذ عملية فدائية في مستوطنة للاحتلال قرب الحدود مع غزة عام 2002م.

هدم بيتها أربع مرات علّها تنسى الوطن، لكنها صدمت الاحتلال بأن زفت إلى الشهادة فتاها الشهيد محمد فرحات بيدها، وهي تودعه وتقبله.

مما يذكر في سيرة النائب مريم فرحات “أم نضال”، أن قائد كتائب القسام وأحد مؤسسيها عماد عقل قد استشهد في منزلها عام 1993، عندما كانت تؤويه، وعندما عرفوا مكانه حاصر المئات من جنود الاحتلال المنزل ودارت اشتباكات بينه وبين قوات الاحتلال فاستشهد بتاريخ 24/11/1993.

ابنها نضال والذي اغتيل عام 2003م أثناء استلامه طائرة صغيرة كان يحضّرها لعملية عسكرية ضد الاحتلال، عرف أنه مهندس صواريخ “القسام” المحلية، وهو من أوائل من عمل على تصنيع تقنية الصواريخ المحلية في قطاع غزة، وعرف في أوساط حركة حماس بـ”مهندس الصواريخ”.

قدمت حماس مريم فرحات، إحدى مرشحات الحركة في الانتخابات التشريعية الفلسطينية والتي شاركت بها عام 2006م، وفازت أم نضال فرحات بمقعد في المجلس التشريعي.

مما قالت النائب أم نضال: “كان من أجمل أيام حياتي عندما امتلك محمد السلاح فأحضره لي ليسعد قلبي به، ويؤكد لي أنه أصبح رجلا”.

توفيت الحاجة أم نضال فرحات بعد صراعٍ طويل مع المرض، حيث كانت وأصبحت بعد وفاتها من أبرز أعلام الشعب الفلسطيني نظراً لتضحياتها الكبيرة.