الإثنين 06/مايو/2024

خــطــــــوة نحــــــو اليــمــيــن

ياسر مناع

تحت ذريعة إفساح المجال للقيادات الشابة انسحبت رئيسة حزب ميريتس ” زهافا غالؤن ” بهدوء من سباق رئاسة الحزب لكي تتيح الفرصة نحو تغييرٍ في المسار السياسي الداخلي للحزب اليساري المتقلص في الشارع الاسرائيلي الذي لا زال يسعى لنهوض من سباته العميق في محاولة لاستعادة قوةٍ اصبحت جزءاً من الماضي ولكن جوهر الأمر تمثل في اعلان المرشحة الاوفر حظاً في رئاسة الحزب ” تامار زاندبرغ ” أنها لن تتردد في الانضمام إلى حكومة يجلس فيها ليبرمان وبينت بهدف التأثير على السياسة  في برهان على ما ذكرت انفاً.

فاذا كان هذا هو الهدف المعلن فان الكامن منه هو رغبة اليسار في التخلي عن بعض مفاهيمه من اجل المشاركة الاكثر فاعلية في مجتمع يميني يفضل العيش على كامل ارض اسرائيل – على حد تعبيره – مضافاً اليه اعادة التأثير في النخب المثقفة كما ذكر بعض الساسة الاسرائيلين ، فقد بات واضحاً ان هذه الظواهر لا ترى فقط في اسرائيل بل في جميع ارجاء العالم المتوجه نحو قطب اليمين .

ميريتس والتي حصل في الانتخابات الأخيرة على 4 مقاعد فقط كان قد فقد شعبيته في اوساط الشارع الاسرائيلي لاسباب عدة كان من بينها عدم اهتمامه بالقادمين الجدد الى اسرائيلي وعدم احتضانه لنخبهم الفكرية والثقافية والسياسات الاقتصادية التي خلقت شعوراً بانعدام الامن الاقتصادي من خلال ايقاف مخصصات الرفاه الاجتماعي اضف الى ذلك التباين بين شعارته وافعاله في الحكومة فذاته الذي يسعى الى حل الدولتين واقامة السلام العادل يعلن عن انعدام الشريك السياسي في عملية السلام. 

لم ينجح اليسار في اختراق التجمعات الدينية والشرقية والمهاجرة من روسيا والتي ادلت بصوتها في الانتخابات السابقة لصالح الاحزاب اليمينية في اشارة الى تبني المهاجرين الروس المواقف والافكار اليمينية المتطرفة كبرهان ولاء وانتماء للموطن الجديد ، والجدير بالذكر ان سكان المستوطنات تشكل النسبة الكبرى من هذه التجمعات والتي بدورها تعتبر خزاناً انتخابياً لليمين .  

ان القارئ لصفحات التاريخ يرى جلياً دور اليسار الذي كان يتولى دفة الحكم بعيد احتلال فلسطين عام 1948 و ما فعل من سياسات تهجيرية وتهويدية استهدف الارض والانسان وهو من قام باحتلال باقي ارجاء فلسطين 1976، وذاته من شكل الحكومة في عام 1992 والتي تشكلت من حزبي ميرتس والعمل برئاسة إسحاق رابين والتي قامت بالتفنن في قمع الانتفاضة الأولى و اصدار قرار الابعاد الى جنوب لبنان والى جانب توقيع اتفاقية أوسلو وعقب مقتل رابين تولى شمعون بيريز رئاسة الحكومة الانتقالية فنفذ مجزرة قانا في لبنان . 

 اذاً بالنسبة للفلسطينين فان معسكري اليمين واليسار في إسرائيل سواء فهما وجهان لعملة واحدة لا فرق بينهما على الرغم من ارتداء اليسار ثوب السلام والتسوية فكلاهما يقدس الاستيطان ويرى بضرورة تحقيق حلم اسرائيل الكبرى .

 5/3/2018

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات