فارس بارود .. فقدت أمه بصرها وحياتها وهي تنتظر عودته
بعد أسابيع قليلة يدخل الأسير فارس أحمد محمد بارود (49 عامًا) من مخيم الشاطئ بقطاع غزة عامه التاسع والعشرين في سجون الاحتلال، وهو وحيد أمه التي بكته حتى فقدت بصرها ثم غادرت الحياة دون أن يسعفها القدر برؤيته قبل رحيلها.
رائحة المخيم
الأسير بارود كانت عائلته -ولازالت- تسكن أزقة مخيم الشاطئ للاجئين غرب غزة، وكانت والدته تحافظ على ما تبقى من رائحة ابنها الذي اختطفته يد الاحتلال الصهيوني وزجت به في سجونها بتاريخ 23 مارس/آذار 1991؛ حيث حكم الاحتلال عليه بالسجن المؤبد بتهمة قتل مستوطن، فيما يقبع إلى الآن في سجن “نفحة” الصحراوي.
ذاك المنزل الذي بات لا يسكنه أحد بعد أسر الولد الوحيد “فارس” ورحيل الأم التي ظلت متمسكة بكل ما تملك لأجل عودة ابنها الوحيد، حتى كانت “أم فارس” على أمل أن يعود ابنها في أي لحظة أو أي صفقة، لكن الأمل تبدد برحيلها عن هذه الحياة.
وكان من المتوقع إطلاق سراح “فارس” مع الأسرى القدامى الذين التزم الاحتلال بإطلاق سراحهم ضمن اتفاق مع السلطة الفلسطينية، لكنه علق الإفراج عن آخر 30 أسيرًا منهم ضمن الدفعة الرابعة، ورفض إطلاق سراحهم لأسباب سياسية، وفق الباحث في شؤون الأسرى رياض الأشقر.
فقدت بصرها
لم تكن “أم فارس” تبكي ابنها من فراغ منذ اعتقاله عام 1991، بل كان هو وحيدها الذي كان يملأ عليها حياتها بعد رحيل والده مبكرًا عن هذه الحياة، فكانت تتأمل أن يتم الإفراج عنه، إلى أن أمعن الاحتلال في تلويع قلبها وزيادة حزنها؛ حيث حرمها لأكثر من 15 عامًا على التوالي من زيارة ابنها في سجنه.
ورغم تجاوزها الثمانين عامًا، ومع معاناتها وآلامها المستمرة كانت “أم فارس” قبل رحيلها تتواجد بشكل أسبوعي أمام مقر الصليب الأحمر للمطالبة بالإفراج عن ابنها.
رحيل الأم
كان رحيل “أم فارس” كالصاعقة التي وقعت على قلب “فارس” في سجون الاحتلال؛ حيث كانت حبل الحياة الوحيد الذي يربطه بالعالم الخارجي لزنزانته في سجون الاحتلال الصهيوني.
ومع حزنها الشديد وفراقها لابنها، فارقت أم فارس الحياة وهي التي كانت تقول دومًا: “نفسي أحضن ابني وأبوس جبينه قبل ما أموت”، لكنّ حلمها هذا لم يتحقق.
فارس يفقد بصره
وكأنّ القدر الذي لم يجمع بينهما في الحياة، أراد أن يجمع بينهما بنفس المرض والألم، وعلى درب والدته بات الأسير فارس بارود -وفق مصادر حقوقية- يشكو من فقدانه لأكثر من 80% من بصره.
ويعاني بارود، من وجود مياه زرقاء على عينيه؛ حيث يؤكد حاجته لإجراء عملية عاجلة بجهاز الليزر، فيما تماطل إدارة السجون الصهيونية في تقديم العلاج اللازم له.
ولا زال منزل عائلة بارود الشهير في مخيم الشاطئ غرب غزة، ينتظر من يملأ فراغه ويعيد إليه الحياة بعودة الأسير “فارس” محررًا من سجون الاحتلال.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
أبو عبيدة: مستعدون لمعركة استنزاف طويلة مع العدو
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قال الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة مساء اليوم الجمعة في كلمة متلفزة: إنه وبعد 32 أسبوعا منذ السابع من أكتوبر...
إسرائيل.. الدولة “الاستثنائية” وطفل أمريكا المدلّل
المركز الفلسطيني للإعلام من بين كلّ دول العالم، لا توجد دولة تتمتّع بمعاملة استثنائية مثل إسرائيل، فيما يتعلّق بالواجبات والالتزامات، واحترام القيم...
جماعة أنصار الله تعرض مشاهد لإسقاط مُسيّرة أمريكية رابعة
صنعاء – المركز الفلسطيني للإعلام عرضت جماعة أنصار الله اليمنية، الجمعة، مشاهد تقول إنها لإسقاط طائرة مسيرة أمريكية فوق أجواء محافظة مأرب وسط اليمن....
هنية يلتقي الأمين العام لهيئة علماء المسلمين في العراق
الدوحة – المركز الفلسطيني للإعلام استقبل إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشيخ مثنى حارث الضاري الأمين العام لهيئة علماء المسلمين في...
هيئة الأسرى: محامون يؤكدون استمرار التنكيل بالمعتقلين بسجن نفحة وعرقلة زيارتهم
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام كشفت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، اليوم الجمعة، أن إدارة سجن "نفحة" تتعمد عرقلة زيارة المحامين للأسرى، وهو ما...
147 شهيدًا .. الإعلام الحكومي ينشر أسماء الشهداء من الصحفيين في غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام نشر المكتب الإعلامي الحكومي قائمة بأسماء الشهداء الصحفيين جراء حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر...
اجتياح رفح واحتلال المعبر.. هروب إسرائيلي إلى المجهول بحماية أمريكية
رفح - المركز الفلسطيني للإعلام في تجاهل واضح لكل التحذيرات الدولية، أعلن الاحتلال الإسرائيلي عزمه تكثيف الهجمات البرية على مدينة رفح وإرسال المزيد...