سلاح المدرعات بـإسرائيل.. الدرع الذي كُسِر بـالوهم المتبدد

يُعد سلاح المدرعات من أقوى الأسلحة التي يتباهي الاحتلال بقدراتها الميدانية في الحروب البرية، ومع ذلك تمكنت المقاومة خلال العملية العسكرية “الوهم المتبدد” عام 2006 من أسر “جلعاد شليط” العريف في فيلق المدرعات.

قسم الدراسات في“المركز الفلسطيني للإعلام” يعرض في حلقته الرابعة من سلسلة حلقات قدرات جيش الاحتلال، فيلق المدرعات؛ الفيلق الرئيسي في القوات البرية للجيش “الإسرائيلي”.

فيلق المدرعات

الفيلق المدرع “الإسرائيلي” هو قوة المناورة الرئيسية فى القوات البرية للجيش الإسرائيلى،  والقائد الحالي لفيلق المدرعات العميد “غاي هاسون” المقيم في مستوطنة كريات يام التابعة لمدينة حيفا في وادي زيفلون، شارك غاي بقيادة لواء في عملية الجرف الصامد عام 2014 على قطاع غزة، وقاد اللواء (130) وهو لواء إحتياطي مدرع في الجيش الإسرائيلي، وقائد اللواء (460) اللواء الخاص بتدريب فيلق المدرعات اللواء في قاعدة “شيزافون” في النقب.

شارك الفيلق بعملية الرصاص المصبوب والجرف الصامد على قطاع غزة وسقط عدد من قتلاه فيها، على حسب اعترافات الجيش “الإسرائيلي”.

وظيفة الفيلق المدرع

الفيلق المدرع، هو القوة الحاسمة في القوة البرية التي يستند على مزيج من التنقل وقوة النيران، وتعمل القوة أساسا على دبابات القتال ووحدات استطلاع ومساعدة الدروع ومشاة ميكانيكية مدرعة.

في الحروب، يعمل جنود فيلق المدرعات بشكل مضاعف؛ من ناحية تقوم بقيادة القوات المهاجمة في خط الدفاع الأول وتطهير منطقة “قوات العدو”، ومن ناحية أخرى وقف القوات المدرعة التابعة “للعدو” وتدمير دباباتها.

في الأيام السلمية يوفر الفيلق المدرع الدعم الاحتياطي لسلاح المشاة خلال البعثات الأمنية الروتينية، التي تشكل قوة مضاعفة لقوات الأمن.

المحارب المدرع

يخضع جنود الفيلق للتدريب الأساسي لمدة 8 أسابيع (تشمل التدريب على الأسلحة الخفيفة والتدريب الميداني والإسعافات الأولية واللياقة البدنية).

بعد فترة التدريب الأساسية يتم تعيين الجنود في واحدة من الفرق الثلاث (المدفعي المسؤول عن إطلاق النار من المدفعية أو مسؤول عن تحميل الذخيرة في غرفة التلقيم وتشغيل الاتصالات في الدبابة أو سائق دبابة)، والانتقال إلى المستوى المهني الذي يستمر لمدة 6 أسابيع، وتدريس المواد الثلاثة نظريا بالتزامن مع التمارين العملية لكل جندي في حقله.

بعد مرحلة التدريب المهني، يتم نقلهم إلى مرحلة التدريب المتقدم، يستمر ضباط الدروع حوالي 7 أشهر، حيث يتعلم الطلاب قيادة وحدة دبابات في تعاون وثيق مع وحدات ميدانية أخرى من الجيش (المشاة والمدفعية والهندسة).

المحارب المدرع يستمر 3 أشهر بكورس ضباط اليابسة بمدرسة الفيلق المدرع الذي تنتمي للواء (460) الموجودة في قاعدة شيزفون في النقب.

كتائب الفيلق المدرعة

يوجد أربع كتائب نظامية وثماني كتائب في الاحتياط.

 الكتائب النظامية:

أولا- تشكيلة ساعر الجولان أو اللواء (7)

تحت قيادة الشعبة 36 (عصبة جاعش) في القيادة الشمالية،  وقائد اللواء العقيد “رومان جوفمان” وشارك في الانتفاضة الثانية وعملية الرصاص المصبوب وعمود السحاب وعودة الأشقاء والجرف الصامد، ويضم هذا اللواء 6 كتائب تخضع للقيادة الشمالية، وتم تجهيز اللواء مع دبابة ميركافا رقم (4).

ثانيا- تشكيلة براك أو اللواء (188)

تحت قيادة تشكيل جاعش (الشعبة 36) التابع للقيادة الشمالية، ويستخدم دبابات ميركافا (3)، وشارك في الانتفاضتين الأولى والثانية وعملية الرصاص المصبوب والجرف الصامد، ويضم كتيبة (53) المسماة “صوفاه” والكتيبة (74) المسماة “ساعر” الذي كان لها دور مركزي قبل عملية شتاء ساخن 2008 والجرف الصامد 2014 على قطاع غزة.

كذلك يضم اللواء كتيبة (71) المسماة”ريشف” التي شاركت في عملية أمطار الصيف 2006 على قطاع غزة؛ حيث تعرضت دبابة الكتيبة لهجوم قتل أفراد طاقمها وهما الملازم “حنان براك” والرقيب “بافل سلوتزكر” وأصيب سائق الدبابة واختطف العريف المدفعي “جلعاد شليط”.

وكان لها دور في عملية الرصاص المصبوب 2008 وقتل جندي من الكتيبة (71) في 2009 أي بنهاية العملية على قطاع غزة، وقتل سبعة جنود من اللواء (188) في الجرف الصامد،  كذلك يضم اللواء (188) كتيبة (605) والمسماة “ماحش” ويطلق عليها “الوادي والتعدين والتخريب والعبور” وهي كتيبة لسلاح الهندسة القتالية، ودور الكتيبة في الحرب هو اختراق القوات المدرعة والمشاة، والهجوم من خلال حفر الخنادق وحقول الألغام ومسح مناطق الشحن، واستخراج السفن المدمرة، وإعداد مواقع إطلاق النار في الدبابات وناقلات الجنود المدرعة.

وشاركت هذه الكتيبة في عملية الدرع الواقي 2002، قائد لواء (188) “جيل شوحمي ” وشارك جيل في عملية الجرف الصامد.

ثالثا- تشكيلة مسار الحديد أو اللواء(401)

هو فرقة مدرعة نظامية في الجيش “الإسرائيلي” تحت قيادة تشكيل الصلب، تابعة للقيادة الجنوبية، واليوم يدير اللواء دبابات “ميركافا 4” مع درع حماية الدروع- النشط  والنظام المحوسب لإدارة القتال، قائد اللواء الحالي هو العقيد “أوهاد نجيماه” شغل سابقا قائدا لتشكيلة القبضة الحديدية ونائب قائد كتيبة باشان، شارك في الانتفاضتين الأولى والثانية وعملية الرصاص المصبوب وعمود السحاب والجرف الصامد.

ويضم اللواء (401) العديد من الوحدات أهمها:

*كتيبة (46) وهي كتيبة احتياط للمشاة، شاركت الكتيبة في منطقة بيت حانون بقطاع غزة بعملية الجرف الصامد.

*كتيبة (401 استطلاع) ودور وحدة الإستطلاع هو جمع المعلومات الاستخبارية القتالية داخل أراضي العدو، شاركت الوحدة في احتلال المقاطعة في رام الله كجزء من عملية الدرع الواقي بالتعاون مع لواء جولاني، وشاركت في القبض على منفذي عملية قتل الوزير رحباما زئيفي في أريحا، والقبض على مروان البرغوثي، وفي آذار / مارس 2003 قتل جنود الوحدة خمسة مقاومين في قرية طمون وهم في طريقهم لتنفيذ هجوم في أحد مستوطنات وادي الأردن، وشاركت في عملية الرصاص المصبوب والجرف الصامد.

*كتيبة آساف(601) كتيبة لسلاح الهندسة القتالية، الذي تم تعيينها لفيلق المدرعات في لواء (401)، ودور كتيبة آساف في الحرب هو تمهيد الطريق إلى دبابات اللواء؛ من خلال تنظيف حقول الألغام والأنفاق المضادة للدبابات، والسواتر الترابية، وهي أول كتيبة هندسية في الجيش الإسرائيلي كانت تابعة للواء جولاني، شاركت الكتيبة في عملية الجرف الصامد، وحاربت في منطقة بيت حانون تحت قيادة لواء الناحل ودمرت أربعة أنفاق.

رابعا- تشكيلة “بني-أور” أو لواء (460)

وهو قسم التدريب في فيلق المدرعات، واللواء هو أصل التشكيلة الحمراء أو قسم (80) ومهمته الحفاظ على الأمن على طول الحدود الجنوبية مع مصر والأردن، تابع للقيادة الجنوبية، واللواء مجهز بدبابات ميركافا الثالثة والرابعة، واللواء يعمل كذلك كمدرسة الفيلق المدرعة، وقائد اللواء موران عومر شغل سابقا كتيبة (14) وكتيبة (188)، شارك في عملية الجرف الصامد.

كتائب الاحتياط في فيلق المدرعات

أولا- كتيبة هرئيل كتيبة (10)

تابعة لعصبة سيناء في القيادة الجنوبية، وتستخدم “مركفاه 2″، وقائدها “أوفير زيلبرستين” وشاركت في عملية الجرف الصامد، ففي 22/5/2014 قتل أربعة ضباط من الكتيبة بالقرب من مستوطنة “نيرآم” غربي سديروت بعد أن دمرت المقاومة الدبابة التي كانوا يستقلونها.

ثانيا- كتيبة مركبات الصلب أو كتيبة (847)

تابعة لعصبة عيدان في القيادة المركزية، وتستخدم “مركفاه 2 وتجهيزا لمركفاه 4″، وقائدها رونين تاميم. شاركت الكتيبة في الانتفاضتين الأولى والثانية وفي عملية السور الواقي 20/6/2002 قتل من الكتيبة الرائد شلومي كوهين في مدينة قلقيلية، وجرح ضابطان آخران في كمين أعده لهما ضابط الإستخبارات الفلسطينية في قلقيلية مازن سليمان أبو الوفا، عندما جاءت قوة من الكتيبة لاعتقاله، واستشهد بعدها، وفي عملية الجرف الصامد أصيب الرقيب “باراك رفال دغورغر” ذمن كتيبة سلاح الهندسة التابع لكتيبة (847) ولقي حتفه بعد حين.