الثلاثاء 07/مايو/2024

الشاب أبو حلو.. أنشد الدحيّة وارتقى شهيداً

الشاب أبو حلو.. أنشد الدحيّة وارتقى شهيداً

هكذا على عجل اختطف قنّاصة الاحتلال المتربّصين بالمشاركين في الاحتجاج السلمي ضحية جديدة، هو الشاب أحمد محمد أبو حلو، حين أصابوه برصاصة متفجرة في رأسه أدخلته في موت سريري حتى غادر الحياة. 

وكان الشاب أحمد أبو حلو (19 عامًا) أصيب برصاصة متفجّرة في الجزء الخلفي من رأسه، أدت لتلف كبير في الدماغ، دخل بعدها حالة الموت السريري حتى استشهد بعد خمسة أيام.

يقول مراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: “عندما ذهبت لتتبع حكايته حصلت على بعض التفاصيل من أشقائه وأقاربه الذين لخصوا سيرته باقتضاب؛ في أنه بسيط للغاية في علاقاته”، مستهجنين جريمة القنّاص “الإسرائيلي” الذي أصابه برصاصة متفجّرة عن بعد.
 
ولا زالت حدود البريج النقطة الأكثر سخونة على طول السلك الفاصل، والتي شهدت استشهاد وإصابة المئات من الشبان والأطفال منذ انطلقت انتفاضة القدس في أكتوبر عام (2016) في احتجاجات سلمية.

صديق الحدود

أكثر من يملك التفاصيل عن حادثة إصابة واستشهاد الشاب أبو حلو هو صديقه الدائم مصطفى اللّداوي (19 عاما)، الذي رافقه في الاحتجاجات السلمية، وودع معه أصدقاءهما الشهداء مثل (جمال مصلح-محمد أبو سعدة-أمير أبو مساعد-عبد الرحمن الدبّاغ وكثيرين).

في المساء الأخير للشهيد أبو حلو، داعب الفرح أحلامه البسيطة وهو يغني مع مصطفى أغنية تراثية كانت الفصل الأخيرة من حكايته التي اختتمتها رصاصة متفجّرة.
 
يقول: “كنّا فاتحين على جهاز تسجيل ونغنّي دحيّة، ولم نفعل شيئا، ربت على يدي، وبعدها نادى عليه شاب فالتفت له، وعندما أصبح ظهره للحدود أصابوه برصاصة متفجّرة خلف رأسه”.

سقط أحمد بين يدي مصطفى وقد بدأ ينزف من ثقب عميق في جمجمته، وزاغت نظراته، وغاب عن الوعي، فحاول سحبه مع شبّان آخرين، فأطلقوا عليهم الرصاص وقنابل الغاز التي أصابت إحداها بطن أحد الشبّان.
 
تحركت عربة الإسعاف تاركةً مصطفى على الأرض مصدوماً، فغاب عن الوعي، وعندما استعاد الوعي هرع للمستشفى، فوجد صديقه في موت سريري، ولازمه أسبوعا حتى لحظة استشهاده مودّعاً صديقاً عرفه مداوماً على الصلاة والذكر.

وتصعّد قوات الاحتلال من عدوانها على المناطق الحدودية باستهداف كل متحرك بالرصاص المتفجّر، وأحياناً القذائف المدفعية؛ خاصّة بعد تأكيد جيش الاحتلال أنه سيتعامل بشكل مختلف مع كل من يقترب من الحدود عقب حادثة تفجير العبوة الناسفة شرق خان يونس قبل أسبوعين.
 
رحيل مفاجئ

يلجم الحزن لسان سليم أبو حلو شقيق الشهيد أحمد الذي يكبره بعامين، فعباراته تائهة بين الترحم عليه، والتساؤل عن رحيله، في جريمة اغتيال مباشرة، رغم براءته من أي فعل هدد جنود الاحتلال.

عبرات سليم تتهاطل وهو يقول: “شقيقي شاب هادئ، وكل شيء في شخصيته جميل، فهو لم يؤذ أحدا يوماً وكنّا نتحرك سوياً، لكنني صدمت بنبأ إصابته برصاصة متفجّرة، ولازمت المستشفى حتى رحيله”.
 
وحين يسترجع صالح أبو حلو ابن عم الشهيد الذي يكبره بثمانية أعوام شريط الذاكرة، يستحضر الشهيد أحمد كطفل وليس كشاب رحل منذ أيام بشكل مفاجئ وفي حادثة غريبة من نوعها.
 
ويضيف: “لا زلت أتعامل معه كابن عمي الصغير، فهو إنسان بريء وبسيط جداً، وحزنت كثيراً على فراقه، وتناوبت مع أبناء عمي وأقاربي على البقاء بجواره وهو في حالة موت سريري حتى ودعناه”.
 
في الأيام الأخيرة من حياة أحمد انشغل كثيراً باصطحاب أطفال شقيقه هاني الثلاثة (محمد-تالين-عبد ربه) على غير العادة؛ ما أثار استغراب هاني واستحسانه للأمر في ذات الوقت قبل أن يرحل عنهم للأبد.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات