منع الصلاة .. جدلية المكان تدفع طلبة جامعة النجاح للسخرية!

في خطوة دفعت للحيرة والتساؤل، أصدرت جامعة النجاح الوطنية في نابلس تعليمات تفيد بمنع الطلاب من أداء الصلاة في أروقة الكليات والممرات، ودعوتهم مقابل ذلك إلى  التوجه إلى المصلى الموجود فيها فقط.

هذا القرار شكل حالة من الجدل والاستغراب الكبيرين بين الطلاب الجامعيين؛ فمنهم من رأى أنه محاولة للتقييد الفكري، وآخرون عدّوه قمعا لحرية الطلاب، وصدر سيل من الآراء التي وقفت مواقف متباينة من هذه التعليمات، وأجمعت جلها على أن أسلوب التغيير والنصيحة لا يمكن له أن يتم عبر تعليمات لا تحترم  ثقافة الطلاب وتوجهاتهم وحتى الظروف الجامعية.

بين ناقد وساخر وناقم توزعت آراء الطلاب على قرار وتعليمات الأمن في الجامعة، والذي دعا الطلاب للتوجه فقط للمصلى الموجود في الجامعة لأداء الصلاة وعدم تأديتها في أروقة الكليات والممرات والغرف.

الطالبة سعاد جلبوش قالت معقبةً: “أين إدارة الجامعة عن مثل هذه القرارات، وكيف لها أن تطلب من الطلاب الامتناع عن تأدية الصلاة إلا في مصلى الجامعة؟! ألا تعلم الجامعة وإدارتها بأن التنقل بين الكلية وغرف المحاضرات وصولا إلى المسجد الموجود بالجامعة قد يحتاج إلى ما لا يقل عن نصف ساعة، أم أنها تريد من الطلاب والطالبات ترك الصلاة حتى لا يعكر صفو البعض فيها؟!”.

وتساءلت جلبوش: “أين المشكلة بأن يؤدي بعض الطلاب والطالبات الصلاة في بعض الأماكن بالكليات ما دام أنها لم تعيق سير العملية التعليمية، وأنها تتم بأجواء يحيطها الهدوء والصمت والانضباط؟!”.

القرار الذي تم تعميمه على الطلاب
الطالبة أبرار الشاعر، من كلية الإعلام، قالت عبر صفحتها على الفيس بوك بأسلوب ساخر: ” فلتكتبوا في نصوص التاريخ: “يا قوم، كنا كلما أردنا الصلاة حزمنا أمتعتنا، وبدأنا رحلة الشتاء والصيف من أقصى جنوب الغرب حيث تقع كليتنا إلى أقصى شمال الشرق حيث يقع مسجد الجامعة، وكان منّا من يموت جوعاً وعطشاً في منتصف الطريق، والله وليُّ التوفيق”.

أما الطالب زيد مناع فتساءل: “لماذا لا تمنع الجامعة استعراضات الرقص التي تنفذ في ساحاتها وعلى مداخلها بما أن الجامعة وكلياتها معدة فقط للتدريس والتعليم، أم أن أعين أمن الجامعة ومن قبلها إدارتها لم تر سوى الطلبة والطالبات الذين يسرقون الدقائق واللحظات لأداء الصلاة قبل بدء محاضراتهم المكتظة؟!”.

وأكمل مناع حديثه موضحا: “الأغلبية الكبرى من الطلاب لا يوجد لديه متسع للوقت حتى يذهب وقت الصلاة لمسجد الجامعة، الأمر الذي يضطره إلى أن يؤديها في أي مكان في الكليات، في شكل لا يتعارض مع المظهر العام ولا يخرج عن حالة الرتابة والهدوء التي تعيشها الكليات، ومثل هذا القرار وإن طبق بالفعل فسيكون حادثة  معيبة في صفحة جامعة النجاح وإدارتها”.

واحتلت وسائل التواصل الاجتماعي حيزا كبيرا إزاء هذه التعليمات والقرارات؛ الأمر الذي حدا بمجموعة من الطلاب لإطلاق هاشتاج  حمل اسم  #افرش_وصلِّ؛ كأحد أشكال الاعتراض على هذا القرار.

ويقول الطالب عمار الشخير، أحد المغردين على هذا الهاشتاج: “مهما اختلفنا فإنّ القاعدةَ الأساسيةَ لنا هي الصلاةُ، وهو الشيءُ الذي لا يختلفُ عليه اثنانِ”.

“ونظَرًا للقرارِ الأخيرِ الصادرِ بحظر الصلاةِ في الكليّاتِ وحصرها في مسجد الجامعة، فإنّنا سنجتمع -نحن الطلبة- ونصلّي صلاةَ الظهرِ جماعةَ، نُعبّر فيها عن حقّنا، وأنّ الصلاةَ هي ركيزةُ وجودِنا، ومما ينبغي ذكره المشقة التي تقع على عاتق الطالب في الذهاب إلى المسجد، وذلك لبعده وضيق وقت الطلاب، وهو ما دفعنا لمثل هذه المبادرة”.