الأربعاء 08/مايو/2024

باب العامود.. الأسرلة تهدد جماليات الموقع

باب العامود.. الأسرلة تهدد جماليات الموقع

يتعرض باب العامود أحد أبواب القدس المحتلة إلى حملة صهيونية لتشويه معالمه الحضارية والتاريخية.

وأكد الدكتور نظمي الجعبة أستاذ التاريخ في جامعة بيرزيت، أن أي تغيير على معالم باب العامود يجب أن يحظى بموافقة منظمة “اليونسكو”.

وقال لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” إن مدينة القدس وأسوارها مسجلة على قائمة التراث العالمي، وبالتالي كون باب العامود جزءًا من البلدة القديمة يحظر أن يطرأ عليه أي تغيير بدون موافقة “اليونسكو” وأن أي تغيير يجب أن يظهر جماليات الموقع لا أن يشوهه، وإذا كان التغيير بقصد إظهار جمال موقع التراث العالمي يمكن أن توافق عليه اليونسكو وغير ذلك ترفضه.

وأوضح أن باب العامود بوابة القدس بلا منازع، وتاريخيا المدخل الأساسي للمدينة، مشيرا إلى أن هناك عملية تشويه واضحة جدا للمشهد بحيث يتم بناء برجين كبيرين مقابل باب العامود علاوة على التركيبات المعدنية بالقرب منه.

وأضاف “المشهد أصبح أكثر غرابة بحيث جرى تغييب باب العامود عن ذهن الناس، وما يتعرض له باب العامود حاليا عبارة عن مأسسة لفكرة السطوة الأمنية على باب العامود، وبما أن الفلسطينيين هم من يستعملون الباب فإن قوات الاحتلال تهدف لبسط الرمزية لإحكام السيطرة عليهم، بحيث يشعر من يدخل الباب للبلدة القديمة سواء للتسوق أو الزيارة أو السياحة، برهبة شديدة ما بين عشرات الكاميرات والجنود المدججين بالأسلحة والأبراج التي تم بناؤها، ويشعر بأنه يدخل إلى قلعة وليس إلى مدينة، وهذا له بعد ثقافي وتراثي وديني عالمي”.

بدوره، قال الدكتور يوسف النتشة مدير السياحة والآثار في الأوقاف الإسلامية، إن باب العامود (944- 1537) هو من أبرز نماذج عمارة القرن العاشر – السادس عشر، وليس فقط في القدس بل في عموم مدن فلسطين، وفي الواقع إنه أجمل الأبواب في سور القدس، وأكثرها ثراء من ناحية معمارية وزخرفية علاوة على حجمه ومساحته الكبيرة.

وأضاف “أطلق على باب العامود عدة أسماء عبر العصور التاريخية كباب نابلس وباب دمشق وباب القديس أسطفان والتسمية الأولى هي الأشهر، وهي صدى لعمود كان قائما في ساحة الباب الداخلية يستقبل زوار المدينة، وهذا العمود كان تمثال للإمبراطور هادريان جريا على التقليد الذي كان سائدا في تزيين المدن الإغريقية والرومانية بتماثيل تخص الحكام”.

وتابع “مصمم باب العامود هو على الأرجح المعلم درويش الحلبي وهو معماري ينتمي إلى مدينة حلب في الشام قدم للقدس واستقر بها، وهذا الترجيح استند على ثلاثة أركان: عناصر الزخرفة والمعلومات المحفوظة في سجل محكمة القدس الشرعية والتصميم الإداري”.

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات