الإثنين 06/مايو/2024

المقاومة إلى جانب المفاوضات.. فيتنام مثالاً

جمال الشواهين

للمرة المليون وعلى لسان مئات الألوف، قيل إن سلطة رام الله فقدت دورها الوطني وما عادت بمستوى النضال والقيادة، إضافة لكونها فاقدة للشرعية أساسا طالما تحظى بكثير من الرفض من مختلف أطياف الشعب والفصائل الفلسطينية، وكونها أيضا فقدت الثقة بها وهي تنسق مع العدو الإسرائيلي ضد المقاومين، وأمس ساعدت في إنقاذ جنوده، والحال يعني أقسى درجات الانحدار الذي لا يقل سوءاً عن الخيانة نفسها.

وفي الوقت الذي يعمل فيه نتنياهو الآن وينسق مع الأمريكان من أجل ضم الضفة الغربية كلها وليس مستوطناتها فقط يطل عباس برأسه ليقول حيث يحل إنه يبحث عن وسيط غير الأمريكان، وهو بذلك إما يتعامى عما يجري على الأرض وإعلان ترمب أن موضوع القدس حسم أمره وما عاد مطروحا للنقاش، أو أنه بات بلا بصيرة مرافقة لضعف بصر شديد باعتباره يتصرف وكأنه لم يسمع عن أحمد جرار أو عهد التميمي وكل الأطفال المحكومين بسنوات سجن في معتقلات العدو الوحشية دون اكتراث لطفولتهم فما البال بالمعتقلين الكبار. 
   

ما زال متاحا قلب الطاولة في وجه الإسرائيلي والأمريكي معا والظروف عموما مهيأة لذلك، فما يجري من تطورات في دول الإقليم قاطبة ينبغي أن يكون محل استغلال لصالح الشعب الفلسطيني والأمر يلزمه قيادات وطنية مخلصة

ينطبق الآن تماما شعار كل السلطة للمقاومة وليس لأي جهة سواها وذلك في الضفة وغزة، لا يريد عباس وفريقه الانسحاب طوعا فلا بأس من إعلان العصيان لسلطتهم البائسة وعدم اعتبارها بكل ما تقرره، وكونهم تحولوا إلى شبه أصنام متكلسة فإن خيار الشعب المقاوم هو الذي ينبغي أن يستقر في مقارعة العدو، وغير ذلك فإنه بإمكان عباس أن يعلن عن استمرار سعيه للمفاوضات لكن هذه المرة على أساس إعلان دعمه المقاومة، بحيث تجري أي مفاوضات في ظلها وبذلك فقط يمكن أن تعاد الثقة به.

ما زال متاحا قلب الطاولة في وجه الإسرائيلي والأمريكي معا والظروف عموما مهيأة لذلك، فما يجري من تطورات في دول الإقليم قاطبة ينبغي أن يكون محل استغلال لصالح الشعب الفلسطيني، والأمر يلزمه قيادات وطنية مخلصة طالما لا تريد سلطة عباس أن تصحو من غيها وغفوتها.

المصدر: السبيل

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات