الجمعة 26/أبريل/2024

مختصون: مسيرة العودة ستفشل إعلان ترمب ومسعى التوطين

مختصون: مسيرة العودة ستفشل إعلان ترمب ومسعى التوطين

أوصى مختصون وأكاديميون بضرورة تطبيق قرارات حق العودة الصادرة عن الأمم المتحدة بالجهد الشعبي، والعمل الجاد على إنجاح فعاليات حراك “مسيرة العودة الكبرى”، وأشاروا إلى أن المسيرة ستفشل إعلان ترمب ومساعي التوطين وشطب حق العودة.

وأكد هؤلاء خلال لقاء تفاكري بعنوان “مسيرة العودة.. مبرراتها، ومتطلبات تحقيق أهدافها”، نظمته جمعية أساتذة الجامعات، بمدينة غزة، أن مسيرة العودة الكبرى هي المنفذ الوحيد والقادر على إعادة القضية الفلسطينية لمربعها الأول وتحرير فلسطين.

واستعرض أستاذ التاريخ في الجامعة الإسلامية نهاد الشيخ خليل، ورقة عمل تناقش أبرز القضايا التي تفرض على الكل الفلسطيني التحرك بمسيرة العودة الكبرى، وآليات تطبيق فعاليات الحراك.

وقال الشيخ خليل: إن أكثر العوامل المقلقة في اللحظة التي نعيش؛ أن الاحتلال يحاول جاهداً أن يستغل موازين القوى الحالية لكي يفرض تنازلات فيما يتعلق بحق العودة، خاصة بعد أن انقلبت الصورة في العلاقة بيننا وبعض أشقائنا؛ الذين كنا نطالبهم أن يقاطعوا العدو سياسياً واقتصادياً، فيما اليوم هم يطالبوننا “بحسن السير والسلوك”.

وأوضح أن المسعى الأمريكي الجاد لشطب حقنا في القدس، وإلغاء حق العودة، ومسعى لتوطين اللاجئين الفلسطينيين في أكثر من مكان، ووجود افتراض لدى بعض الجهات أن مبلغاً مالياً يُقدَّر بـ 10 مليار دولار يمكنها أن تجعل الفلسطيني يتنازل عن القدس، كلها قضايا تفرض التحرك إلى مسيرة العودة الكبرى.

وأضاف: هنالك موجة تطبيع كبرى في بعض البلدان العربية التي تفترض أن إسرائيل هي المُنقذ لأنظمتها، وافتراض لدى الاحتلال أن حصار غزة وتجويعها (كأحد أهم عناوين الصمود والمقاومة) سيدفع أهلها لرفع الرايات البيضاء”.

وأشار إلى وجود افتراض أن كثرة المجازر التي تم ارتكابها منذ سنوات تشجع دولة الاحتلال على ارتكاب ما يحلو لها من مجازر، الأمر الذي من شأنه أن يكبح جماح الفلسطينيين عن القيام بأي تحرك كفاحي من نوع المسيرات الحاشدة.

ووفق ورقة العمل؛ فإن الجيش “الإسرائيلي” لن يكون في إمكانه أن يواجه شعبنا العائد إلى دياره بمئات من الآلاف دون أن يحمل سلاحاً، ودون أن يقذف حجراً، وانتفاضة القدس ضد البوابات الإلكترونية خير دليل على ذلك.

ودعا الشيخ خليل الشعب الفلسطيني اللاجئ، للبدء بترتيب أنفسنا لتنظيم مسيرات تحمل عنوان (تطبيق قرارات الأمم المتحدة بشأن حق العودة للاجئين الفلسطينيين)، أو (عائدون إلى بلادنا بقوة قرارات الأمم المتحدة وبمقتضاها)، لأن حق العودة هو حق طبيعي لكل إنسان.

آليات العمل
واستعرضت الورشة من خلال ورقة العمل آليات العمل لتنظيم مسيرات تطبيق قرارات الأمم المتحدة بشأن حق العودة، حيث يبدأ العمل بشكل جماعي من خلال النخب للتثقيف والتعبئة.

ويمر العمل بتكوين مجموعات الضغط والتأثير، وشبكات المتطوعين والعاملين في كل الدول والمرافق السياسية الدولية؛ إضافة إلى تكثيف الجهود الرمزية التي تجعل قضية اللاجئين حية في الذاكرة الجماعية الفلسطينية والعربية، وانتهاءً بتنظيم المسيرات.

مراحل العمل للوصول لـ”مسيرة العودة الكبرى”
ووفق ورقة العمل التي تلاها الشيخ خليل؛ فإن المرحلة الأولى هي تحديد المرتكزات القانونية والسياسية الداعمة لهذا التحرك، وتبدأ بعقد ثلاث ورش عمل تضم قانونيين وسياسيين وإعلاميين لتحديد المرتكزات القانونية، والأهداف السياسية، والتحركات الدبلوماسية والإعلامية لهذا التحرك.

وأوصى المجتمعون بضرورة العمل على بمخاطبة كل الجهات الدولية المعنية بموضوع اللاجئين، ووزارات الخارجية في كل الدول المؤثرة في هذا العالم، إضافة إلى مؤسسات حقوق الإنسان، وتعريفها بالفكرة، ودعوتها لاتخاذ الموقف المنسجم مع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، وهي المرحلة الثانية.

وأوضح الشيح خليل أن المرحلة الثالثة من الحراك هي مرحلة تنفيذ المسيرة الأولى لتطبيق قرارات حق العودة، من خلال دعوة كل وسائل الإعلام وممثلي المنظمات الدولية، لإجراء أوسع اتصالات تمهيدية لجعل مسألة تطبيق حق العودة مسألة رأي عام على مستوى العالم.

وأكد الأكاديمي ضرورة استئناف الأنشطة الدبلوماسية، واستقدام سُفن من الخارج، وتسيير سُفن من الداخل باتجاه الشواطئ المحتلة، لتصعيد وعرض مظلومية غزة من خلال نماذج المعاناة الحقيقية، وهي المرحلة الرابعة للحراك.

وختم الشيخ خليل حديثه بالمرحلة الخامسة والأخيرة، والمتمثلة بتنظيم مسيرة اقتحام الحدود والعودة بشكل فعلي، من قطاع غزة والضفة الغربية والأرض المحتلة عام 1948، مع مسيرات ينظمها اللاجئون الفلسطينيون في لبنان المتمسك بحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة.

“القضية سياسية”
الكاتب والأكاديمي أسعد أبو شرخ، أوضح أنه لا مفاوضات ولا تصويت على القضية الفلسطينية، كونها سياسية، مشيراً إلى ضرورة استثمار التغير في المنطقة بوجود محور المقاومة ووجود الدول المحبة للقضية الفلسطينية.

وأوضح أن المقاومة الفلسطينية وحركة المقاطعة الفلسطينية تؤثر في دولة الاحتلال، قائلاً: “إسرائيل تخسر على جميع الجهات، والتنسيق بين محور المقاومة أدى لانحسار برنامج التفريط وتمدد برنامج المقاومة”.

أما الأكاديمي سائد عايش، فقد دعا إلى ضرورة تشكيل هيئة لإدارة الحراك، والتنسيق مع الدول العربية، وتفعيله في قطاع غزة والضفة الغربية، مشيراً إلى أن التحدي الكبير هو سلمية التوجه.

وقال: “الاحتلال يحاول إفشال أي تحرك، وعلينا تفعيل للجماهير من خلال الواقع، من خلال البدء في نصب خيم متدرجة، وضرورة وجود رعاية ومن التنظيمات والمؤسسات وتحشيد الرأي العام الإقليمي”.

من جانبه، شدد الأستاذ الجامعي كمال حمدان، على أهمية استثمار الجانب القانوني المؤكد على حق العودة.

وقال: “الإعلان عن الحراك سيسهم بتحقيق العودة والوصول لغايات الحراك، رغم وسائل الردع الكبيرة التي يستخدمها الاحتلال ولن يقف متفرجاً”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات